مع عودة ترامب .. أمريكا تستعد لاستضافة أكبر الأحداث الرياضية في العالم
يستعد “دونالد ترامب” وهو الرئيس الأكثر تركيزًا على الرياضة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث للعودة للبيت الأبيض، وقد تترك إدارته بصمتها على بعض القضايا الشائكة، والمشهد الرياضي بشكل عام.
يهتم الرئيس الأمريكي المنتخب بالرياضة وخاصة الجولف بصورة كبيرة حتى إن من أوائل الأشخاص الذين دعاهم إلى المنصة في حفل النصر الذي أقامه عقب الفوز في الانتخابات هو لاعب الجولف “برايسون ديشامبو”.
الاهتمام بالرياضة
بالرجوع إلى ولايته الأولى، كانت الرياضة والسياسة تصطدمان بانتظام في الولايات المتحدة وكان ينتقد بشدة دوري كرة القدم الأمريكية “إن إف إل” واللاعبين.
وفي ظل ترقب العالم للسياسات التي سينفذها “ترامب” في ولايته الثانية، فيمكن قول نفس الشيء عن الرياضة وسط توقعات ومخاوف حول ما يحمله المستقبل.
خاصة وأن الولايات المتحدة تستعد لاستضافة أكبر حدثين رياضيين في العالم، وهما كأس العالم لكرة القدم 2026 بالاشتراك مع المكسيك وكندا، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2028 في لوس أنجلوس.
وستحتفل الولايات المتحدة بالذكرى السنوية الـ 250 لإعلان الاستقلال خلال بطولة كأس العالم 2026، ما يمنح “ترامب” المزيد من الأضواء العالمية.
ومن المعلوم أن استضافة تلك الألعاب أو المسابقات التي تجعل العالم يتوقف لمتابعتها، تخلق شعورًا نادرًا بالتجربة العالمية المشتركة.
وعادة ما تكون تلك الأحداث مصحوبة برسالة الشمول، إذ ترى “الفيفا” أن كأس العالم ليس مجرد حدث لكرة القدم بل منصة للتغيير الاجتماعي والتوعية،كما ينص الميثاق الأولمبي على أن القيم الأولمبية تركز على التمييز والاحترام والصداقة.
ويسلط الإطار العام لعمل الفيفا الضوء على الالتزام بدعم الفئات المعرضة للخطر بما في ذلك المهاجرون والأقليات العرقية واللاجئون، وهي فئات من المجتمع هاجمها “ترامب” سواء في ولايته الأولى أو خلال حملته الانتخابية.
خطته بشأن الهجرة وتأثيرها على كرة القدم
وعد “ترامب” بترحيل المهاجرين غير الشرعيين بشكل جماعي من البلاد واستكمال بناء الجدار على طول الحدود الجنوبية للبلاد، والذي بدأ خلال ولايته الأولى.
وقد تؤدي مثل هذه السياسات والتهديد بفرض رسوم جمركية إلى تصاعد التوترات الدبلوماسية مع المكسيك التي تستضيف كأس العالم 2026 إلى جانب كندا، وربما تتسبب في مخاوف بين المشجعين بشأن السفر بين البلدين.
وبالفعل في ولايته الأولى، كانت هناك مخاوف من أن سياسات الهجرة، بما يشمل حظر السفر لبعض الدول قد تكلف الولايات المتحدة حق استضافة البطولة للمرة الثانية.
وحذر مسؤولون مشاركون في الاستعدادات لكأس العالم قبل وبعد الانتخابات من أن آثار رئاسة “ترامب” كانت ولا تزال غير واضحة، وقال أحد المراقبين حسبما نقلت “ياهو سبورتس”: من السابق لأوانه معرفة ذلك.
لكن بدا رئيس الفيفا “جياني إنفانتينو” مسرورًا بعودة “ترامب” للبيت الأبيض، وربما لأن الولايات المتحدة لها أهمية حاسمة له لأنها ستستضيف النسخة الأولى الموسعة حديثًا من كأس العالم للأندية والتي تضم 32 فريقًا في عام 2025.
وهنأ “إنفانتينو” الرئيس على فوزه في الانتخابات وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: سيكون لدينا كأس عالم رائع وكأس عالم للأندية في أمريكا، كرة القدم توحد العالم، بينما التزم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية “توماس باخ” الصمت.
وربما يعتمد “إنفانتينو” على عدم تراجع “ترامب” عن الوعد الذي قطعه خلال ولايته الأولى بأن أي تنفيذ لضوابط حدودية صارمة من قبل الولايات المتحدة لن يمنع اللاعبين أو الجمهور من السفر إلى البلاد.
تأثير سياسته التجارية
يعتزم “ترامب” فرض رسوم جمركية على واردات المكسيك وكندا والصين، وبالتالي قد تكون مثل هذه الحواجز التجارية وأي تعريفات انتقامية محتملة غير مفيدة للبطولات الرياضية مثل الدوري الأمريكي للمحترفين لكرة السلة الذي يسعى لتنمية أعماله عالميًا ويحرص على تنظيم مباريات في الصين مرة أخرى وغيرها من الدول.
كما أن تلك السياسات الحمائية قد تسبب حرجًا أيضًا بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي ضم مؤخرًا “هايسنس” الصينية لصناعة الإلكترونيات الاستهلاكية كأول شريك رسمي لكأس العالم للأندية في العام المقبل.
ومن ناحية أخرى فإن إقحام الرياضة بشكل أعمق في القضايا السياسية يشكل مخاطر على الرعاة، ففي سبتمبر فقدت اللجنة الأولمبية الدولية أحد مؤيديها الرئيسيين “تويوتا موتور” بعدما اشتكى رئيس صانعة السيارات اليابانية من أن الألعاب يغلب عليها الطابع السياسي بشكل متزايد.
إلى جانب أن الرسوم الجمركية المحتملة على الواردات ربما تجعل من الصعب أيضًا على اللجنة الأولمبية الدولية العثور على رعاة للألعاب الأولمبية.
لكن ستتضح خلال الفترة المقبلة ما إذا كانت خطابات “ترامب” ستدفع الشركات للتفكير في رعاية الحدث أم تجنبه.
المصادر:بي بي سي – وول ستريت جورنال – الجارديان – سبورتكال – ياهو سبورتس