كيف يرى وارن بافيت تأثير تعريفات ترامب الجمركية؟
أثارت التهديدات الجديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بفرض تعريفات جمركية مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالية المخاطر.
وتحدث الملياردير الأميركي ورئيس مجلس إدارة شركة «بيركشاير هاثاواي» ومديرها التنفيذي، وارن بافيت، في عامي 2018 و2019 عن النزاعات التجارية التي اندلعت خلال الولاية الأولى لترامب. وقال حينها إن تحركات الجمهوري العدائية قد تسبب عواقب سلبية على مستوى العالم، بما في ذلك تضخم قد يضر بالمستهلكين، بحسب ما نقله موقع «CNBC Pro واطلعت عليه «العربية Business».
وقال بافيت، الذي يُلقب بـ»عراف أوماها»، في مقابلة مع قناة «CNBC» عام 2019: «إذا اندلعت حرب تجارية بالفعل، فستكون سيئة للعالم بأسره، فكل شيء مترابط في هذا العالم».
ويرى بافيت أنه في عالم يقترب من التجارة الحرة سيعيش المزيد من الناس بشكل أفضل مقارنة بعالم مليء بالتعريفات الجمركية الكبيرة والمتغيرة على مر الزمن. وقبل أن يتولى ترامب منصب الرئيس الأميركي القادم في 20 يناير/كانون الثاني، أعلن بالفعل عن موجة جديدة من التعريفات الجمركية التي يعتزم فرضها في أول يوم له في المنصب.
وفي سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، هدد ترامب بفرض تعريفات بنسبة 25% على المكسيك وكندا، بالإضافة إلى ضريبة إضافية بنسبة 10% على الصين، مشيرًا إلى الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات غير المشروعة كأسباب لسياساته.
ضريبة على المستهلكين
وقال بافيت إن فوائد التجارة الحرة تكاد تكون غير مرئية لأن المستهلكين اعتادوا على الأسعار كما هي. ومع ذلك، فإن التراجع عن هذه السياسة قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار يشعر به الناس على الفور. وصرح بافيت بأن التعريفات الجمركية ما هي إلا ضريبة على المستهلكين. إذ أنها تغير ما يشتريه الناس وتغير أماكن إنتاج الأشياء، فلا يمكنك أن تعرف كم كنت ستدفع مقابل الملابس التي ترتديها اليوم إذا كان هناك قاعدة تنص على أن يتم تصنيعها جميعًا في الولايات المتحدة.
ويرى بافيت أن قائد أي دولة يجب أن يكون بارعًا في شرح الأسباب التي تقف وراء التغييرات في السياسة التجارية.
يعتقد البعض أن الرئيس المنتخب كان يطلق تهديدات عشوائية كتكتيك تفاوضي لتحقيق أهداف سياسية أخرى، مثل الحد من المخدرات غير المشروعة.
بينما يخشى آخرون أن تشهد الولايات المتحدة إعادة سيناريو التعريفات العقابية، كما حدث خلال الحرب التجارية الشاملة في ولاية ترامب الأولى.
وقال بافيت خلال الاجتماع السنوي لشركة «بيركشاير» في عام 2018: «لطالما قلت إن الرئيس، أي رئيس، يحتاج إلى أن يكون مُعلمًا للشعب، كما كان فرانكلين روزفلت خلال فترة الكساد الكبير، ويجب أن يكون بارعًا جدًا في شرح كيف يمكن أن تسبب تغيرات السياسة التجارية في ضرر حقيقي وملموس».