شهد عام 2024 مجموعة من الإخفاقات الكبرى في قطاع النقل، من انهيار أحلام السيارات الكهربائية إلى تعثر مشاريع القيادة الذاتية.
بينما انخفضت جاذبية السيارات الكهربائية وفشلت مشاريع كبرى مثل سيارة «أبل» السرية، كما واجهت شركات ناشئة مثل «فيسكر» و»Arrival» مصير الإفلاس.
كذلك واجه قطاع النقل الجوي الكهربائي أزمات، مما يعيد تشكيل ملامح مستقبل هذه الصناعة.
السيارات الكهربائية: بين الطموح والواقع
انخفضت حدة الحماس نحو السيارات الكهربائية بعدما واجهت كبرى الشركات الناشئة مثل «فيسكر» و»Arrival» أزمات أدت إلى الإفلاس.
ورغم نمو المبيعات بشكل طفيف، إلا أن وتيرة النمو جاءت أقل بكثير من التوقعات، ما دفع شركات مثل «جنرال موتورز» و»فورد» لتعديل استراتيجياتها، مع تركيز أكبر على السيارات الهجينة.
وفشلت مشاريع القيادة الذاتية، التي كانت يوماً جوهرة استثمارات رأس المال المغامر، في تقديم نموذج عمل مستدام.
أبرز الإخفاقات كان مع شركة كروز التابعة لـ «جنرال موتورز»، التي شهدت تراجعاً حاداً في تمويل مشاريعها، ما أدى إلى إعلان «جنرال موتورز» إيقاف المشروع بالكامل.
نهاية الحلم: سيارة «أبل»:- بعد سنوات من الشائعات والطموحات حول سيارة كهربائية ذاتية القيادة من «أبل»، جاء الإعلان في 2024 بإلغاء المشروع بالكامل، مما شكل خيبة أمل كبيرة لعشاق التكنولوجيا.
الأمر لم يقتصر على السيارات، بل طال الطائرات الكهربائية، حيث أعلنت شركة الطيران الكهربائي «Lilium» إفلاسها بعد أن استنفذت نحو مليار دولار من الاستثمارات.
لحق بقائمة المفلسين عملاق صناعة البطاريات السويدي «نورثفولت» الذي أعلن انهياره في نوفمبر بعد خسائر متراكمة.
الدروس المستفادة لعام 2025
يرى محللون أن هذه الإخفاقات تمثل بداية مرحلة جديدة تعيد تشكيل قطاع النقل، مع تركيز على الابتكار المربح والاستدامة بدلاً من السباق نحو الضجيج الإعلامي.
ويعد عام 2024 بمثابة جرس إنذار لصناعة النقل العالمية، مؤكداً أن الابتكار وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى نموذج اقتصادي مستدام.
«جنرال موتورز» تتخلى عن خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة
قررت شركة جنرال موتورز التخلي عن خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة «Cruise»، وذلك رغم إنفاق أكثر من 10 مليارات دولار على وحدة سيارات الأجرة الآلية.
وقالت «جنرال موتورز» إنها لن تمول تطوير سيارات الأجرة الآلية لقسم «Cruise» الخاص بها وستدمج الوحدة بدلاً من ذلك في فريقها التقني.
أوضحت الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز ماري بارا، أن «Cruise» كانت في طريقها إلى تفعيل خدمة سيارات الأجرة الآلية، قبل إيقاف هذه الخطة، وستركز بدلاً من ذلك على تطوير أنظمة مستقلة للاستخدام في المركبات الشخصية».
وأرجعت «جنرال موتورز» سبب قرارها بالتوقف عن تمويل برنامج سيارات الأجرة ذاتية القيادة، إلى تنافسية السوق وإعادة ترتيب أولويات تخصيص رأس المال والموارد لتنمية حجم الأعمال.
واستحوذت «جنرال موتورز» على 90% من هيكل ملكية شركة «Cruise» في عام 2016، ولديها اتفاقيات مع مساهمين آخرين من شأنها أن ترفع ملكيتها إلى أكثر من 97٪.
وقال المدير المالي بول جاكوبسون إن «جنرال موتورز» تتوقع أن تكمل الاستحواذ على أسهم «Cruise» المتبقية من المساهمين الخارجيين بحلول أوائل عام 2025.
قال جاكوبسون إن الإنفاق السنوي الحالي لشركة جنرال موتورز على «Cruise» بلغ حوالي 2 مليار دولار، وأن إعادة الهيكلة من شأنها أن تخفض ذلك بأكثر من النصف.
من جانبها قالت شركة هوندا، وهي مستثمر خارجي في «Cruise»، إنها كانت تخطط لإطلاق خدمة نقل الركاب بدون سائق في اليابان في أوائل عام 2026، لكنها ستعيد تقييم هذه الخطط الآن وإجراء التعديلات.
وقال متحدث باسم «هوندا»: «لا تزال هوندا ملتزمة بمبادرات البحث والتطوير المختلفة التي تهدف إلى توفير حلول تنقل جديدة لعملائنا في اليابان».
وبلغت استثمارات شركة هوندا في «Cruise» نحو 852 مليون دولار.
غضب الرئيس السابق
نشر مؤسس كروز كايل فوجت، الذي ترك الشركة في نوفمبر 2023، على حسابه بمنصة «X» بعد الإعلان عن وقف الخدمة من جانب «جنرال موتورز» «في حال لم يكن الأمر واضحًا من قبل، فمن الواضح الآن: جنرال موتورز عبارة عن مجموعة من الحمقى».
كانت شركة Cruise من أوائل الشركات التي دخلت سوق سيارات الأجرة الآلية في الولايات المتحدة، وأوقفت عملياتها في مجال السيارات ذاتية القيادة في أكتوبر 2023، قبل وقت قصير من رحيل فوجت.
وغرمت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة شركة «Cruise» نحو 1.5 مليون دولار بعد فشل الشركة في الكشف عن تفاصيل حادث تصادم خطير مع أحد المشاة.
وأعلنت «جنرال موتورز» في يوليو الماضي أنها ستؤجل إلى أجل غير مسمى إنتاج مركبة «أوريجين» ذاتية القيادة.
سوق تنافسي
بدأت شركة Waymo المملوكة لشركة ألفابيت في تشغيل خدمات سيارات الأجرة الآلية التجارية عبر العديد من المناطق الحضرية الكبرى في الولايات المتحدة.
وأعلنت الشركة الأسبوع الماضي عن خططها للتوسع في ميامي.
