اقتصاد دولي

أعين مستثمري الخليج والصين صوب “سيلفريدجز”

أين يقع ثاني أكبر متجر لـ”سيلفريدجز“؟ هل هو في برمنغهام أم مانشستر؟ يتساءل أحد المديرين التنفيذيين في “سنترال غروب”، وهي المجموعة التايلاندية التي تشارك في ملكية سلسلة المتاجر التاريخية.

وتمتلك مجموعة “سيلفريدجز” أربعة متاجر عديدة الأقسام في المملكة المتحدة، إضافة إلى متجر “براون توماس” و”أرنوتس” في إيرلندا و”دي بيجينكورف” في هولندا.

ومن المعروف أن مجموعة “سنترال” تبحث بشدة عن طرق للسيطرة بصورة أكبر على “سيلفريدجز” وسط الانهيار المالي الذي اجتاح شريكها النمسوي، “سيجنا”، الإمبراطورية العقارية التي بناها رينيه بينكو.

اهتمام خليجي- صيني

وتريد المجموعة التايلاندية شراء حصة “سيجنا” المتبقية في سلسلة البيع بالتجزئة مع شريك آخر، في وقت تجري الشركة محادثات مع عديد من صناديق الثروة السيادية وكبار رجال الأعمال في شأن شراكة محتملة.

ويقال إن المستثمرين من الشرق الأوسط والصين مهتمون، من بينهم صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي السعودي، الذي دعم عرض شركة “سيجنا” لـ”سيلفريدجز”.

ويمكن لجهاز قطر للاستثمار (QIA)، الذي يملك متجر “هارودز”، و”لين كروفورد”، صاحب متجر عديد الأقسام ومقره هونغ كونغ، إحياء اهتمامهما بعد أن سعيا لشراء “سيلفريدجز” عندما عرضته عائلة ويستون المليارديرة للبيع للمرة الأولى في عام 2021.

واستبعد المطلعون على الصناعة، هذا الدعم من أمثال فرع بنك بانكوك في لندن، الذي قدم قرضاً بقيمة 1.7 مليار جنيه استرليني (ملياري دولار أميركي) جرى تأمينه مقابل التملك الحر لمتجر “سيلفريدجز” في ويست إند.

وقالت المصادر إن مجموعة “سنترال” تتمتع بموارد جيدة ولا تعتمد على التمويل، وهي تفضل المشاريع المشتركة مع شركات أخرى لأنها تعتقد أن بإمكانها “الاستفادة من قدراتها”.

وبدأت “سنترال” بشكل متواضع كمتجر صغير في بانكوك في عام 1925، وأسسها تيانغ تشيراتيفات، وافتتح مع ابنه سامريت أول متجر عديد الأقسام في تايلاند في عام 1956، ومنذ ذلك الحين توسعت المجموعة لتصبح مجموعة مزدهرة تشمل متاجر التجزئة والفنادق والمطاعم.

وتضم مجموعة “سنترال” من المتاجر الأوروبية الراقية “سيلفريدجز”، و”كاديوي” في ألمانيا، و”ريناسنتي” في إيطاليا، والمجموعة السويسرية “جلوبس”، و”إيلوم” في الدنمارك.

وتريد عائلة تشيراتيفات مواصلة تنمية أعمالها والحصول على شريحة أكبر من قطاع التجزئة الأوروبي، وحضر أفراد العائلة مؤتمر التجزئة العالمي، وهو مؤتمر، في باريس، الأسبوع الماضي، لمعرفة مزيد عن المشهد الأوروبي وبناء العلاقات.

واستحوذت مجموعة “سنترال التايلاندية” و”سيجنا النمسوية” على شركة “سيلفريدجز” من عائلة ويستون مقابل أربعة مليارات جنيه استرليني (4.9 مليار دولار) في عام 2021، وجرى طرح مجموعة البيع بالتجزئة للبيع بعد وفاة دبليو غالي ويستون، الذي استحوذ على “سيلفريدجز” في عام 2003. ولا تزال عائلة ويستون، وهي واحدة من أغنى العائلات في كندا، تمتلك شركة “أسوشييتد بريتيش فود” و”فورتنام أند ميسون” المالكة لشركة “بريمارك”.

ودخلت “سنترال” في شراكة مع “سيجنا” لأنها كانت تبحث عن شريك يتمتع بمنظور طويل المدى مقارنة بمستثمري الأسهم الخاصة، وحصل كل منهم على حصة بنسبة 50-50 في “سيلفريدجز”، التي قسموها لاحقاً إلى شركتين.

طرح حصة “سيجنا” للبيع قريباً

واستدعت “سيجنا” خبراء إعادة الهيكلة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في مواجهة أزمة نقدية، مما جعل هيكل الملكية المستقبلية لـ”سيلفريدجز” موضع شك.

وقال مصدر مقرب من الوضع إن حصة “سيجنا” في “سيلفريدجز” ستطرح للبيع قريباً في وقت تحاول فيه استرداد الأموال لدائنيها، وكان “سنترال” حريصة على ذلك.

وجرى الاستحواذ على غالبية ملكية شركة “سيلفريدجز” التشغيلية العام الماضي بصفقة دين مقابل حقوق ملكية بقيمة 317 مليون جنيه استرليني (390.4 مليون دولار)، مما أدى إلى إضعاف حصة “سيجنا”.

وتمتلك “سنترال” الآن نحو 60 في المئة من الشركة العاملة وتمتلك “سيجنا” النسبة المتبقية، فيما لا تزال ملكية شركة العقارات مقسمة بالتساوي بين الجانبين.

ومن غير الواضح كيف سيبدو هيكل الملكية في المستقبل، في حين أن أحد الخيارات المتاحة لمجموعة “سنترال” يتضمن الحصول على حصة أكبر في الذراع العقارية، مما يمنحها سيطرة الغالبية على كياني المجموعة.

وقال أحد المطلعين “لن تشارك سيجنا قريباً في سيلفريدجز، سيكون هناك رصيد من الاستثمار في سيلفريدجز جاهز للاستحواذ عليه، سواء كان ذلك 50 في المئة من شركة العقارات، أو بقية الشركة المشغلة أو كليهما”.

وألقت الاضطرابات بظلالها على متجر “سيلفريدجز” في لندن، منذ افتتاح هاري جوردون المتجر في شارع أكسفورد في عام 1909، في حين شددت عائلة ويستون، التي كانت تمتلك المتجر منذ ما يقارب 20 عاماً على أهمية البيع للمالكين المسؤولين الذين سيحترمون تراثهم من الإدارة طويلة المدى.

وأشار المدير التنفيذي في مجموعة “سنترال” إلى أن الشركة يمكن أن تمضي قدماً في هذه الخطط بمجرد العثور على شريك مستقر، وقال إن “سيلفريدجز” استمرت في الأداء والتجارة بصورة جيدة، لكن المتجر أصيب بخيبة أمل بسبب قرار الحكومة إلغاء نظام التسوق المعفى من الرسوم الجمركية في بريطانيا للسياح الأجانب، مما أدى إلى تخلي المتسوقين عن لندن لصالح مدن أخرى مثل باريس وميلانو.

وأضاف أن النمو الاقتصادي في بريطانيا توقف أيضاً بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكان من الأفضل للبلاد أن تبقى داخل الاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى