اقتصاد دولي

انتكاسة لمؤشر الدولار بعد بيانات اقتصادية غير داعمة

ارتفع الين الياباني مقابل الدولار اليوم الإثنين وسط تضارب بين إشارات إلى أن بنك اليابان سينهي أسعار الفائدة السلبية في اجتماعه حول السياسة النقدية الأسبوع المقبل، مع توقعات بأن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض الفائدة في يونيو (حزيران) المقبل.

وظل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل الين وخمسة منافسين رئيسين آخرين، بقرب أدنى مستوى في شهرين تقريباً الذي بلغه الجمعة الماضي، عندما أشارت بيانات التوظيف الشهرية إلى تباطؤ سوق العمل الأميركية، ما يبقي مجلس الاحتياط الاتحادي على مسار يفضي إلى التيسير النقدي.

وتراجع الدولار 0.06 في المئة إلى 146.995 ين، وانخفض في وقت سابق إلى 146.54، مقترباً من أدنى مستوى في خمسة أسابيع المسجل الجمعة عند 146.48، وارتفع مؤشر الدولار 0.06 في المئة إلى 102.74، وهو يحوم بقرب المستوى المتدني الذي سجله الجمعة عند 102.33، وهو مستوى لم يشهده منذ الـ15 من يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكتب المحللون الاستراتيجيون لدى “وستباك” في مذكرة للعملاء “من المفترض أن يحافظ الدولار على مستواه مقابل الين هذا الأسبوع، ومن المرجح أن يؤدي الارتفاع إلى 148، إلى جذب المبيعات مع استمرار التوقعات بأن بنك اليابان قد يعدل سياسته في الـ19 من مارس (آذار) المقبل”.

وقالت المذكرة أيضاً إن مؤشر الدولار “يبدو عرضة لانتكاسة أعمق”، وقد يختبر الدعم عند 101 هذا الأسبوع.

ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو مسجلاً 1.0937 دولار بعد أن قفز إلى 1.0980 دولار الجمعة الماضي للمرة الأولى منذ الـ12 من يناير 2024.

وأبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة عند مستويات قياسية، الخميس الماضي، بينما مهد الطريق بحذر لخفضها في وقت لاحق هذا العام.

واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.2850 دولار، بعد أن ارتفع إلى أعلى مستوى منذ أواخر يوليو (تموز) عند 1.2890 دولار الجمعة، وسط رهانات على أن “بنك إنجلترا” سيكون أبطأ في خفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياط الاتحادي أو “المركزي الأوروبي”.

وتواجه العملة البريطانية اختباراً غداً الثلاثاء مع صدور بيانات سوق العمل.

التقاط أنفاس في سوق الذهب

التقطت أسعار الذهب الأنفاس اليوم الإثنين بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية التي جاءت على خلفية تباطؤ سوق العمل في الولايات المتحدة، وتصريحات من مجلس الاحتياط الاتحادي، في حين يترقب المتعاملون تقرير التضخم بالولايات المتحدة بحثاً عن مؤشرات جديدة، على الموعد المحتمل لخفض أسعار الفائدة.

واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2177.24 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المئة إلى 2183.90 دولار.

وسجل الذهب مستوى غير مسبوق عند 2194.99 دولار لليوم الرابع على التوالي يوم الجمعة، بعد بيانات أظهرت تباطؤ سوق العمل في الولايات المتحدة.

وقال كبير المحللين لدى “سيتي إندكس”، مات سيمبسون، “بعد قيام كبار المضاربين بزيادة صافي انكشافهم خلال أسرع وتيرة أسبوعية منذ 3.5 سنة الثلاثاء الماضي، فمن الواضح أن الذهب يتمتع بإقبال”. وأشار إلى أن الأسعار ستتماسك عند المستويات المرتفعة بانتظار بيانات التضخم في أسعار المستهلكين في فبراير (شباط) المقرر صدورها غداً، إذ من المحتمل أن يكون هذا هو المحرك الأكبر لأسعار الذهب على مدار الأسبوع بالنظر إلى أن “المركزي الأميركي” حالياً في فترة صمت.

ومن شأن أي قراءة تظهر هبوطاً في مؤشر أسعار المستهلكين، أن تعزز من احتمالات خفض الفائدة مبكراً مما يدعم أسعار الذهب. وبدا رئيس “المركزي الأميركي” جيروم باول أكثر ثقة في شأن خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة خلال شهادته أمام الكونغرس الأسبوع الماضي.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعد البلاتين في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 913.16 دولار للأوقية واستقر البلاديوم عند 1019.54 دولار كما لم تشهد الفضة تغيراً يذكر عند 24.30 دولار.

أسهم أوروبا تنخفض

وفتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض في بداية الأسبوع بعد عمليات بيع مكثفة في الأسواق الآسيوية، في حين ظل المتعاملون الحذرون في حالة ترقب قبل صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة هذا الأسبوع.

وهبط مؤشر “ستوكس 600 الأوروبي” 0.4 في المئة اليوم الإثنين، ومن المتوقع أن يتجه صوب أكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية خلال شهر إذا استمر التراجع.

وتعثرت أسواق الأسهم الآسيوية، بينما بدا أداء الدولار باهتا قبل صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي قد تعجل أو تؤخر خفض أسعار الفائدة عالمياً.

وهوى سهم “بي إي” لصناعات أشباه الموصلات 11.7 في المئة بعد أن خفض بنك “مورغان ستانلي” السعر المستهدف لسهم المجموعة الهولندية، وهبط مؤشر التكنولوجيا الأوسع نطاقاً 2.1 في المئة، مسجلاً أكبر تراجع بين القطاعات.

وصعد سهم “أل أي جي إيموبيليان” نحو ثلاثة في المئة إلى صدارة مؤشر “600 الأوروبي” بعد أن أعلنت شركة العقارات الألمانية عن نتائج أفضل من المتوقع للعام بأكمله، وقالت إنها ستقترح توزيع أرباح أعلى من المتوقع.

وانخفض المؤشر البرتغالي 0.3 في المئة بعد فوز التحالف الديمقراطي الذي ينتمي إلى يمين الوسط في الانتخابات العامة بالبلاد، على رغم أن قدرة التحالف على الحكم دون دعم “حزب شيجا” المنتمي إلى اليمين المتطرف غير واضحة.

تراجع حاد في اليابان

أغلقت الأسهم اليابانية على تراجع حاد اليوم الإثنين بعدما اقتفت الأسهم المرتبطة بالرقائق أثر نظيراتها الأميركية في الانخفاض، كما قوضت قوة الين شهية المصدرين.

وهوى مؤشر “نيكاي” 2.19 في المئة ليغلق عند 38820.49 نقطة، في أكبر انخفاض له منذ الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فيما قال كبير المحللين الاستراتيجيين في شركة “دايوا” للأوراق المالية، شوجي هوسوي، “تراجعت أسهم الرقائق في الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي، مما ساعد مؤشر (نيكاي) على الدخول في مرحلة تصحيح”.

وأغلق مؤشرا “ناسداك” و”ستاندرد أند بورز 500″ على انخفاض الجمعة، بعد أن وصلا إلى مستويات مرتفعة قياسية خلال الجلسة، بعدما عكست أسهم شركات الرقائق اتجاهها إثر مكاسب قوية.

وأضاف هوسوي “قوة الين ألحقت ضرراً بالأسهم اليابانية، ومن المحتمل أن يستمر هذا الاتجاه حتى يختتم بنك اليابان اجتماع السياسة النقدية”.

ويبدي عدد متزايد من صناع السياسة في بنك اليابان انفتاحاً على فكرة التخلي عن أسعار الفائدة السلبية هذا الشهر، وسط توقعات بزيادات كبيرة في الأجور العام الحالي.

وهبط سهم “طوكيو إلكترون” لصناعة معدات الرقائق 3.15 في المئة، وتراجع سهم “أدفانتست” لصناعة معدات اختبار الرقائق 4.78 في المئة، كما هوى مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً ثلاثة في المئة، قبل أن يقلص خسائره وينهي الجلسة على انخفاض 2.2 في المئة عند 2666.83 نقطة.

ونزل مؤشر القطاع المصرفي 3.84 في المئة، وتراجع سهم “تويوتا موتور” 3.1 في المئة، وكان له التأثير الهبوطي الأكبر على مؤشر “توبكس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى