اقتصاد خليجي

السيادي السعودي يوسع استثمارات «الألعاب الإلكترونية»

يعد قطاع الألعاب الإلكترونية ورياضاتها من ضمن 13 قطاعاً يستهدف صندوق الاستثمارات العامة السعودي الدخول فيها، في سياق استراتيجيته القائمة على توزيع محافظه الاستثمارية في قطاعات متفرقة واعدة.
ويستهدف الصندوق من وراء ذلك تنويع مصادر دخل البلاد من المصادر غير النفطية، إذ أعلن عن صفقة جديدة له زاد من خلالها حصته في شركة «نينتندو» إلى 8.26 في المئة، وهي الزيادة الثالثة في حصص الشركة، ومقرها مدينة كيوتو في اليابان، والتي أعلن للمرة الأولى عن استحواذه على حصص فيها، في مايو (أيار) 2022، حين استحوذ على 5.01 في المئة من أسهم الشركة، قبل أن يرفع حصته بنسبة 7.08 في المئة قبل الصفقة الأخيرة، أمس الجمعة.
استثمارات سابقة:- ولا تتوقف استثمارات الصندوق السعودي في هذا القطاع على استثماراته في شركة «نينتندو»، بل سبق ذلك إعلانه عن استحواذه على حصص من أسهم شركات يابانية أخرى متخصصة في المجال ذاته، في العامين الماضية، إذ كشف عن شراء حصص تزيد على خمسة في المئة في شركتي ألعاب مدرجتين في البورصة اليابانية، هما «كابكوم» المصنعة للعبتي «ستريت فايتر» و»ريزيدنت إيفل»، إضافة إلى شراء أسهم في شركة «نيكسون»، وشركة «كوي تيكمو».
مجموعة «سافي»:- وفي السياق ذاته، قالت شركة «في أس بي» الصينية المتخصصة في ألعاب الرياضات الإلكترونية، أول من أمس، إن «السيادي السعودي» ضخ عبر مجموعة «سافي» التابعة له استثمارات بقيمة 265 مليون دولار، وفق حساب الشركة على «تويتر».
وتستهدف «سافي» أن تكون رائدة في تطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على الصعيدين المحلي والدولي، مشيرة إلى أنه ستعمل بشكل متناغم لدعم منظومة متكاملة للقطاع، كما تم الإعلان في سبتمبر (أيلول) 2022 عن تخصيص الشركة 38 مليار دولار بهدف ضخها في قطاع الألعاب الإلكترونية حتى عام 2030. وقامت مجموعة «سافي» بتوقيع اتفاق استحواذ على شركة «إي أس أل» العالمية المتخصصة في الفعاليات الترفيهية والمنافسات في مجال الرياضات الإلكترونية، وشركة «فيست» المنصة الرقمية في الرياضات الإلكترونية، ودمجها تحت مجموعة واحدة لتكون حجر الأساس لتحقيق مستهدفات مجموعة «سافي» في هذا القطاع، فبموجب تلك الصفقات ستعمل المجموعة على تنظيم عديد من البطولات العالمية في مجال الألعاب الإلكترونية، كما تستثمر المجموعة في أكبر استوديوهات تطوير الألعاب والرياضات الإلكترونية. الجاسوسية الصينية من زمن صن تزو إلى عصر «تيك توك»:- كما يستثمر «السيادي السعودي» في شركة «أكتيفيجن بليزارد»، ناشرة لعبة «كول أوف ديوتي» بعد شراء حصة فيها عام 2021، إذ بدأ صندوق الاستثمارات العامة في بناء مركز استثماري في «أكتيفيجن» للمرة الأولى بنهاية عام 2020، وامتلك نحو 37.9 مليون سهم في الشركة مع نهاية سبتمبر لعام 2021.
في غضون ذلك، أعلنت شركة «مايكروسوفت» في الـ18 من يناير (كانون الثاني) لعام 2022 أنها ستشتري «أكتيفيجن بليزارد» في صفقة بقيمة 68.7 مليار دولار، لتوحد بذلك اثنتين من أكبر القوى في قطاع ألعاب الفيديو على مستوى العالم. وعرضت «مايكروسوفت» 95 دولاراً للسهم نقداً، مما يجعل قيمة حصة الصندوق في «أكتيفيجن» 3.6 مليار دولار.
استراتيجية وطنية:- وفي الصدد ذاته، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية في شهر سبتمبر الماضي، والتي تهدف إلى أن يسهم قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية بـ50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، بحلول عام 2030. وبحسب الإعلان فإن الاستراتيجية تهدف إلى استحداث أكثر من 39 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في القطاع، وإنتاج أكثر من 30 لعبة منافسة عالمياً في الاستوديوهات المحلية، كما تهدف إلى الوصول إلى أفضل ثلاث دول في العالم من حيث عدد اللاعبين المحترفين للرياضات الإلكترونية. ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة محافظ استثمارية بارزة ترتكز على الاستثمار في الفرص الواعدة، محلياً وعالمياً، كونه أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، ويعمل في 13 قطاعاً استراتيجياً، إذ أنشأ 47 شركة، وقام باستحداث 400 ألف وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر، بحسب بيانات موقع الصندوق، الذي يستثمر دولياً في عدد من الشركات والصناديق الكبرى، مثل «بلاكستون» و»سوفت بنك» و»ريلاينس» لقطاع التجزئة المحدودة و»لوسيد» و»أوبر» و»أكورانفست» و»بابيلون» للصحة وشركة «ماجك لييب»، وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى