مختارات اقتصادية

هل يدعم الاحتياطي الفيدرالي صعود الذهب لمستوى قياسي جديد قريبًا؟

نجحت أسعار الذهب في التعافي من خسائرها السابقة خلال الأسبوع الماضي، بعد بيانات أثارت التكهنات بشأن اقتراب نهاية دورة رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة.

 

لكن رغم التفاؤل بشأن قدرة المعدن الأصفر على إعادة اختبار مستويات الـ2000 دولار للأوقية مجددًا، فإن المفاجآت المحتملة للاحتياطي الفيدرالي تهدد هذا المسار.

 

 

تعاف ملحوظ

 

– ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس لأعلى مستوى في شهر تقريبًا، لتتعافى من خسائرها السابقة.

 

– الذهب أنهى تعاملات الأسبوع السابق عند مستوى 1964 دولارا للأوقية، ليسجل بنهاية الجمعة الماضي رابع صعود يومي على التوالي.

 

– حقق العقد الأكثر نشاطاً من المعدن النفيس ارتفاعًا بنسبة 1.7% في الأسبوع الماضي، وهي أكبر وتيرة صعود في ثلاثة أشهر.

 

– استفادت أسعار الذهب في الأسبوع الماضي من هبوط مؤشر الدولار الأمريكي بشكل حاد، بالإضافة إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة.

 

– سجل مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية – تراجعًا أدنى 100 نقطة لأول مرة في 15 شهرًا.

 

 

– من شأن هبوط الدولار الأمريكي أن يجعل شراء الذهب أقل تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

 

– كما انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات عند 3.83% من مستوى يتجاوز 4% في الأسبوع قبل الماضي.

 

– جاءت مكاسب الذهب في الأسبوع الماضي بعد صعود طفيف في الأسبوع السابق له، وعقب خسائر حادة دامت 3 أسابيع متتالية دفعت المعدن لأدنى مستوى منذ منتصف مارس.

 

– في بداية شهر مايو الماضي، ارتفع الذهب لمستوى 2048 دولارا للأوقية، ما كان يقل بنحو 24 دولارًا عن المستوى القياسي للمعدن.

 

– لكن المعدن فشل في اختراق المستوى القياسي ليتحول للهبوط وسط مخاوف استمرار رفع الفائدة الأمريكية، قبل أن يعود للتعافي خلال الأسبوع الماضي.

 

– أسعار الذهب لا تزال مرتفعة بنحو 7% منذ بداية العام الجاري، رغم تراجعها في الربع الثاني.

 

توقعات بوقف رفع الفائدة

 

– رحلة التعافي الملحوظ للذهب بدأت يوم الأربعاء الماضي، بعد ظهور بيانات تشير إلى أن التضخم الأمريكي تباطأ بأكثر من التوقعات.

 

– سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 3% في يونيو الماضي على أساس سنوي، مقابل 4% في مايو، وبأفضل من التوقعات التي كانت تشير لتسجيل 3.1%.

 

– واصل تضخم المستهلكين في الولايات المتحدة تباطؤه للشهر الثاني عشر على التوالي، ليسجل أدنى مستوى منذ مارس 2021.

 

 

– كما أظهرت بيانات منفصلة في الأسبوع الماضي تباطؤ مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي إلى 0.1% في يونيو على أساس سنوي، وهي أدنى وتيرة صعود منذ أغسطس 2020، ومقابل 0.9% في مايو.

 

– في الوضع الطبيعي، يعتبر التضخم المنخفض أمراً سلبياً للذهب، لأنه يقضي على حجة حيازته من قبل المستثمرين الراغبين في التحوط من ارتفاع الأسعار والحفاظ على قيمة أموالهم.

 

– لكن في الوضع الحالي، فإن تباطؤ التضخم يعتبر إيجابياً للمعدن، لأنه يعزز اتجاه الاحتياطي الفيدرالي لوقف رفع الفائدة.

 

– رغم تسعير الأسواق المالية احتمالية شبه مؤكدة لقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة 25 نقطة أساس في السادس والعشرين من يوليو الجاري، فإن هناك توقعات متصاعدة بأنها قد تكون الزيادة الأخيرة.

 

– تشير توقعات أداة “فيد واتش” إلى أن الفيدرالي قد يبقي معدلات الفائدة عند نطاق 5.25% و5.50% خلال الاجتماعات الثلاث المتبقية هذا العام، بعد الزيادة المتوقعة في يوليو الجاري.

 

– وأقر الاحتياطي الفيدرالي 10 زيادات متتالية لمعدلات الفائدة منذ مارس 2022، قبل أن يتحول للتثبيت في يونيو الماضي.

 

إشارات متباينة

 

– رغم تحول توقعات الأسواق إلى قرب نهاية دورة التشديد النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي، لا يزال الأمر يشهد إشارات متباينة، مع اهتمام خاص ببيانات سوق العمل والتضخم والتي قد تحدد مسار السياسة النقدية.

 

 

– شهد الأسبوع الماضي تراجعًا مفاجئاً لعدد طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة عند 237 ألف طلب، من 249 ألفًا، وبعكس التوقعات بتسجيل 251 ألفًا.

 

– بينما شهد الأسبوع الأول من يوليو صورة متباينة بشأن سوق العمل، حيث كشفت “إيه دي بي” أن القطاع الخاص الأمريكي أضاف 497 ألف وظيفة في يونيو، متجاوزًا التوقعات البالغة 226 ألفًا.

 

– لكن في اليوم التالي مباشرة، كشفت بيانات رسمية أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 209 آلاف وظيفة في الشهر الماضي، ما يقل عن التقديرات البالغة 224 ألفًا.

 

– من شأن سوق العمل القوي أن يدفع الفيدرالي لمواصلة رفع الفائدة لتهدئة التوظيف والاقتصاد وبالتالي تحجيم العوامل الداعمة لتسارع التضخم.

 

– كما يهتم مستثمرو الذهب بتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن تسببت النبرة المتشددة سابقًا في هبوط المعدن.

 

– يرى عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي “كريستوفر والر” أن البنك قد يحتاج لمزيد من عمليات رفع الفائدة هذا العام للسيطرة على التضخم.

 

– كما ألمح رئيس الفيدرالي “جيروم باول” في تصريحات نهاية شهر يونيو الماضي إلى احتمالية إقرار زيادتين إضافيتين لمعدلات الفائدة، وهي نفس التوقعات التي كشف عنها الاجتماع الأخير للبنك.

 

 

إلى أين يتجه المعدن؟

 

– تشير توقعات مجلس الذهب العالمي إلى أن المعدن النفيس قد يواصل الاستفادة من توقعات استمرار هبوط الدولار الأمريكي وعوائد السندات مع اقتراب الاحتياطي الفيدرالي من نهاية دورة التشديد النقدي.

 

– لكن نجاح الاقتصادات الكبرى في تجنب الوقوع في براثن الركود أو قيام البنوك المركزية بتشديد نقدي يتجاوز التوقعات الحالية قد يشكلان مفاجأة غير سارة لمسار المعدن في الفترة المقبلة.

 

– كما تساهم توجهات البنوك المركزية حيال حيازة الذهب في تحديد المسار المحتمل لأسعار المعدن في الفترة المقبلة.

 

– تحولت البنوك المركزية لتصبح صافي بائع للذهب في شهري أبريل ومايو الماضيين، بعد مشتريات قوية في 2022 واستمرار موجة الشراء القياسي في الربع الأول من هذا العام.

 

– لكن الصين لا تزال تواصل رفع حيازتها من الذهب، بعد أن استمرت في مراكمة المعدن للشهر الثامن على التوالي.

 

– أظهر مسح صادر عن “إنفيسكو جلوبال “Invesco global أن 59% من البنوك المركزية تخطط للاحتفاظ بنفس مستويات الذهب الخاصة بها على مدى الثلاث سنوات المقبلة، بينما تعتزم 41% من المصارف زيادة حيازتها من المعدن.

 

– وفيما يتعلق بتوقعات الأسعار، خفض “بنك أوف أمريكا جلوبال” تقديراته للذهب في العام الحالي إلى 1923 دولارا للأوقية من 2009 دولارات سابقًا.

 

– كما قلص توقعاته لأسعار المعدن الثمين في العام المقبل من 2061 دولارا سابقًا إلى 1963 دولارا.

 

– وتوقع مسح لوكالة “رويترز” صادر في شهر مايو الماضي أن يحوم المعدن حول مستوى 1965 دولارا للأوقية في الربع الثالث، ليستمر قرب أعلى مستوياته على الإطلاق.

 

– كما أشار المحللون المشاركون في المسح إلى أن الذهب قد يتجاوز 2000 دولار في العام المقبل.

 

– برر المشاركون في المسح توقعاتهم بقرب توقف البنوك المركزية عن رفع معدلات الفائدة والتدافع لحيازة المعدن من جانب المستثمرين للتحوط من عدم اليقين الاقتصادي.

 

المصادر: أرقام – مجلس الذهب العالمي –  مورجان ستانلي – مكتب إحصاءات العمل – رويترز – ماركت وتش – بلومبرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى