اقتصاد كويتي

«كامكو إنفست»: 81.1 دولاراً متوسط سعر برميل النفط الكويتي في فبراير

قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية لشهر مارس 2024، إن أسعار الخام ظلت مرتفعة وتحركت ضمن نطاق محدود خلال الأسابيع القليلة الماضية في ظل تباين البيانات الاقتصادية والمخاوف الجيوسياسية والقيود المفروضة على إمدادات النفط.

وأشار التقرير إلى أن التكهنات المتعلقة بتوقيت خفض الفيدرالي الأميركي وغيره من البنوك المركزية العالمية لأسعار الفائدة أبقت أسعار النفط وفئات الأصول الأخرى بحالة من الحذر الدائم، وساهم في تعزيز الأسعار عدد من العوامل التي تضمنت استمرار التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط وتصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا مما قد يؤدي لانقطاع الإمدادات.

وتشير البيانات الواردة من الصين إلى زيادة وارداتها من النفط الخام على أساس سنوي في شهري يناير وفبراير 2024، إلا أن إجمالي حجم الواردات كان أقل من مستوياته المسجلة خلال الأشهر السابقة، مما يشير إلى أن حجم المشتريات في الصين يسير في اتجاه هبوطي، الأمر الذي نتج عنه أيضا دعما مؤقتا.

ومن جهة أخرى، ذكر تقرير كامكو إنفست أن اتجاهات الطلب تراجعت بعد أن قررت روسيا خفض إنتاجها في الربع الثاني من العام 2024 بناء على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط. وأبقت البلاد على المستوى المستهدف من الإنتاج بنحو 9.5 ملايين برميل يوميا هذا العام وستخفض الإنتاج بمقدار 471 ألف برميل يوميا في الربع الثاني من العام 2024.

ويشير تقرير صادر عن وكالة بلومبرج أن روسيا تخطط لخفض إنتاج الخام بمقدار 350 ألف برميل أضافي يوميا في أبريل 2024، إلا أنها ستزيد الصادرات من المستوى المستهدف في الأساس البالغ 500 ألف برميل يوميا إلى 121 ألف برميل يوميا.

ومن المقرر أن تصل تخفيضات الإنتاج في مايو 2024 إلى 400 ألف برميل يوميا والصادرات إلى 71 ألف برميل يوميا، في حين ان تخفيضات التي ستبدأ في يونيو 2024 والمقررة بنحو 471 ألف برميل ستكون بأكملها نتيجة لخفض الإنتاج.

ومن جهة أخرى، من المرجح أن تتعرض أسعار المنتجات المكررة لبعض الضغوط خلال الأسابيع المقبلة بعد تزايد حوادث انقطاع إمدادات عدد من المصافي المختلفة حول العالم، وتشمل هذه الأحداث الحريق الذي نشب في مصفاة بورت جيروم التابعة لشركة إكسون موبيل في فرنسا، وإغلاق شركة توتال إنرجيز لبعض مصافيها في فرنسا.

بالإضافة إلى الإضرابات التي تعرضت لها مصفاة وايتنج التابعة لشركة بي بي، وهجوم طائرات بدون طيار الذي أثر على مصفاة لوك أويل الروسية، وتسريبات خطوط الأنابيب وما تبع ذلك من إغلاق مصفاة التكرير التابعة لتوتال انرجيز في تكساس.

علاوة على إعلان روسيا نهاية الشهر الماضي أنها ستحظر تصدير البنزين لمدة 6 أشهر اعتبارا من مارس 2024، بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار في السوق المحلية، لتنعكس آثار تلك الخطوة على ارتفاع سعر البنزين في الولايات المتحدة هذا العام بأكثر من 20%، في حين ارتفع سعر الديزل في أوروبا بنسبة 10%.

وعوضت الصادرات من مصفاة دانجوتي النيجيرية جزئيا نقص المنتجات المكررة، على الرغم من أن المصفاة لم تصل بعد إلى ذروة طاقتها الإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، زادت صادرات الصين من المنتجات المكررة على خلفية ضعف السوق المحلية.

الاتجاهات الشهرية للأسعار

وعلى صعيد الأسعار، قال تقرير كامكو إنفست إنه تم تداول عقود النفط الآجلة ضمن نطاق محدود للغاية خلال الأسابيع القليلة الماضية وظلت فوق مستوى 80 دولارا للبرميل، ووصلت الأسعار إلى نحو 83 دولارا للبرميل في 12 مارس 2024، مما يعكس بصفة رئيسية القضايا الجيوسياسية في البحر الأحمر بالإضافة إلى الاضطرابات التي تشهدها روسيا.

وبالنسبة للاتجاهات الشهرية، سجلت أسعار كافة خامات النفط تقريبا مكاسب للشهر الثاني على التوالي في فبراير 2024. إذ ارتفع متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 4.5% ليصل إلى 83.9 دولارا للبرميل خلال شهر فبراير 2024 مقابل 80.3 دولارا للبرميل في يناير 2024.

في حين كان ارتفاع متوسط سعر سلة الأوبك المرجعية أقل بكثير بنسبة 1.5% ليصل إلى 81.2 دولارا للبرميل، بينما شهد خام التصدير الكويتي مكاسب شهرية هامشية بنسبة 0.3% ليصل في المتوسط إلى 81.1 دولارا للبرميل في فبراير 2024.

ومن جهة أخرى، شهدت تقديرات الإجماع للسعر المتوقع لمزيج خام برنت تغييرات طفيفة مقارنة بتوقعات الشهر الماضي. ومن المتوقع الآن أن يبلغ متوسط السعر 82.3 دولارا للبرميل في الربع الأول من العام 2024، على أن يشهد نموا تدريجيا حتى الربع الرابع من العام 2024 ليصل إلى 84 دولارا للبرميل.

الطلب العالمي على النفط

أبقت منظمة الأوپيك على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2024 دون تغيير في تقريرها الشهري الأخير، إذ ظلت عند مستوى 2.2 مليون برميل يوميا، مع توقع أن يبلغ متوسط الطلب 104.5 ملايين برميل يوميا خلال العام.

إلا أنه تم تعديل بيانات نمو الطلب لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في آسيا للربع الأول من العام 2024، حيث تم خفضها على خلفية توقعات تراجع أداء قطاعي التصنيع والبتروكيماويات في اليابان وكوريا الجنوبية.

وفي المقابل، شهدت بيانات الطلب في الهند ومناطق آسيا الأخرى مراجعة تصاعدية بما يعكس ارتفاع الطلب خلال هذا الربع، الأمر الذي عوض بالكامل المراجعة الهبوطية. وبالنسبة للعام 2025، تم أيضا الإبقاء على توقعات نمو الطلب دون تغيير بتوقع تسجيل نموا قدره 1.8 مليون برميل يوميا، ومن المتوقع أن يبلغ متوسط الطلب 106.3 ملايين برميل يوميا خلال العام.

ونما طلب الصين على النفط خلال أول شهرين من العام بدعم من موسم العطلات. إذ ارتفع إجمالي النفط الخام الذي تم استيراده بنسبة 5.1% على أساس سنوي خلال شهري يناير وفبراير 2024، ووصل في المتوسط إلى 10.74 ملايين برميل يوميا نتيجة لارتفاع عمليات الشراء من قبل مصافي التكرير لتلبية الطلب المتزايد خلال عطلة العام القمري الجديد.

كما ارتفع الطلب على وقود الطائرات والبنزين في يناير 2024، وهو الأمر الذي استمر حتى فبراير 2024 مما أدى إلى زيادة تشغيل مصافي التكرير الحكومية. في المقابل، خفضت مصافي التكرير الخاصة المستقلة معدلات التشغيل في فبراير 2024 على خلفية تقلص هوامش الربح.

كما زاد الطلب في الهند في فبراير 2024، وفقا لبيانات وزارة النفط. وارتفع استهلاك الدولة من الوقود بنسبة 5.7 في المائة في فبراير 2024 على أساس سنوي ليصل إلى 4.98 ملايين برميل يوميا بفضل التحسن الملحوظ لأنشطة المصانع خلال الشهر.

وجاءت الزيادة على أساس شهري بنسبة 5.1% مقارنة بإجمالي الاستهلاك البالغ 4.74 ملايين برميل يوميا في يناير 2024. وشهد الطلب على جميع المنتجات المكررة نموا خلال الشهر بما في ذلك البنزين والديزل وزيت الوقود وغاز البترول المسال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى