أخبار عاجلة

الخدمات اللوجستية.. جواز سفر إماراتي نحو العالمية

برزت مكانة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية كمنافس قوي لأهم المراكز البحرية الرائدة في العالم، محققة إنجازات غير مسبوقة على مستوى الموانئ والخدمات البحرية في ظل الدعم اللامحدود والاهتمام المتواصل من الحكومة التي تولي عناية كبيرة للقطاع البحري باعتباره ركيزة أساسية في دعم وإنجاح سياسة التنويع الاقتصادي استعداداً لمرحلة الإمارات ما بعد النفط.

وتمكنت الدولة ودبي على وجه الخصوص؛ خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً من الوصول إلى مصاف أهم التجمعات البحرية العالمية مثل سنغافورة ولندن وأوسلو وشانغهاي وهامبورج وهونج كونج، مستفيدة بما تتمتع به من موقع استراتيجي وبيئة استثمارية آمنة وتشريعات بحرية متكاملة ونهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية وعمرانية ودعم حكومي مستمر، فضلاً عن امتلاكها لمقومات وبنية تحتية لوجستية وشبكة طرق وموانئ ومطارات تصنف على أنها الأحدث عالمياً، كما تزخر الدولة بوجود شركات بذرت بدايات تأسيسها من أرض الإمارات وها هي تجني ثمار نجاحها على المستوى الدولي مثل مجموعة «دي بي ورلد»، «موانئ أبوظبي» و»أرامكس».

تصدرت دولة الإمارات المرتبة الأولى إقليمياً والرابعة عالمياً على مؤشر «أجيليتي» اللوجستي السنوي للأسواق الناشئة، والذي يقيس العوامل التي تعزز جاذبية الدول بالنسبة لمزودي الخدمات اللوجستية ووكلاء وخطوط الشحن وشركات الطيران والموزعين.

وتعد الإمارات ضمن الدول الخمس الأكثر ترجيحاً أن تكون من المراكز اللوجستية في السنوات الخمس القادمة، إلى جانب الصين والهند وفيتنام والبرازيل.

شبكة خدمات

احتلت «دي بي ورلد» في سنوات قليلة مركز الصدارة عالمياً، وباتت الشركة داعماً رئيسياً للتجارة الدولية، وامتدت عملياتها التشغيلية إلى أكثر من 80 محطة برية وبحرية في 6 قارات، لتصبح السفير التجاري لدولة الإمارات في العالم.

ومع اعتماد نمو الاقتصاد العالمي على التجارة التي تتم اليوم بشكل أسرع من أي وقت مضى، تقع «دي بي ورلد» في قلب التجارة العالمية، وتساعد عملاءها على مواجهة تحديات وتعقيدات وتكاليف سلسلة التوريد العالمية من خلال بناء وتشغيل بنى تحتية حيوية لتطور الاقتصادات وتمكين التجارة وترقية المجتمعات، حيث تستثمر الشركة حوالي مليار دولار سنوياً على المستوى العالمي لتحقيق هذا الهدف.

تعمل الشركة على تمكين التجارة العالمية في 51% من اقتصادات العالم، ومشاركة تجربة الإمارات التنموية الناجحة مع العالم بهدف تحقيق اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار، وفي إطار تعزيز دور دولة الإمارات ودعم استراتيجية اقتصادية أكثر تنوعاً والتقليل من الاعتماد على النفط، تسعى المجموعة، إلى مواصلة دورها كشركة عالمية رائدة في تمكين التجارة من خلال مشاريع وعمليات الموانئ والمحطات اللوجستية.

وفي غضون سنوات قليلة نمت الشركة من جذورها المحلية لتصبح من أوائل الشركات الرائدة في القطاع على مستوى العالم، وتشكل«دي بي ورلد» اسماً مرادفاً للتقدم الاقتصادي حول العالم، ولا تكتفي باستخدام خبراتها في البنية التجارية وخدماتها، بل ترصد أيضاً التغيرات السريعة المؤثرة في التجارة العالمية، والاستثمار في حلول تضمن القيمة المثلى لعملائها وشركائها، وتمنحهم المزايا التنافسية لتحقيق النجاح المنشود.

عصب اقتصادي

وللموانئ أهمية خاصة في دفع الحركة التجارية فهي تشكل عصب الاقتصاد، ومن هنا فإن مساهمتها في الاقتصاد المحلي محورية، وتؤمن الشركة بأنها معبر رئيسي في الانتقال إلى «مستقبل ما بعد النفط»، عبر دعم التنوع في البنية الاقتصادية، وتعزيز النشاط الاقتصادي غير النفطي، حيث تساهم مع المنطقة الحرة في جبل علي «جافزا» بأكثر من25 % من الناتج المحلي لدبي.

أما على الصعيد العالمي، فقد حرصت دبي في إطار سعيها لتنويع الاقتصاد استعداداً لمرحلة ما بعد النفط على تعزيز كفاءة القطاعات الحيوية ومن بينها قطاع التجارة الذي شكل ركيزة قوية لتطورها ونهضتها وساهم في تعزيز ريادتها على خريطة التجارة العالمية.

ربط تجاري

الربط التجاري السلس؛ عامل أساسي في تطور الاقتصادات والنمو المستدام للمجتمعات، ومن الأهمية بمكان؛ إزالة العراقيل وزيادة مشاريع البنى التحتية من خلال التركيز على مشاركة الحكومات وجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز فعالية الخدمات اللوجستية وتبني نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وللإمارات تجربة رائدة في هذا المجال. ونجحت الشركة في تطبيق نموذج الشراكة الفعال، وتمكنت من خلالها من نقل تجربة دبي والإمارات الناجحة ومشاركتها مع العالم خاصة في مجال البنى التحتية واللوجستيات والتسهيلات التي جعلت منها مركزاً تجارياً رائداً، من لعب دور حيوي وأساسي في دعم مبادرة طريق الحرير الجديد والحزام الاقتصادي، وهي المبادرة التي تجمع نحو 30 % من دول العالم و70% من سكان العالم و55% من الناتج القومي الإجمالي العالمي، و75% من إجمالي احتياطيات الطاقة.

وتؤمن الشركة بأهمية طريق الحرير في إحداث تأثير إيجابي في الاقتصادات والمجتمعات، والمساهمة بفاعلية من خلال تقديم خبراتها في كازاخستان وغيرها ومن خلال تواجدها في الدول الواقعة على طريق الحرير في الصين والهند وأوروبا، ما يعزز من دور الإمارات عموماً ودبي بشكل خاص في دعم مبادرة طريق الحرير بالنظر إلى تجربتها التنموية خاصة في مجال التجارة والبنى التحتية والنقل والخدمات اللوجستية.

موانئ ذكية

بالإضافة إلى تعميم مفهوم الموانئ الذكية، وكجزء من التفكير المستقبلي وفي إطار خطة جعل التجارة العالمية أكثر ذكاء، تبحث الشركة اليوم إمكانية استخدام تقنيات «هايبرلوب» لتوصيل البضائع بسرعات خيالية تصل إلى 1200 كم/‏ ساعة، وعقدت مؤخراً اتفاقاً مع شركة «هايبرلوب» لدراسة جدوى استخدام التقنية لنقل الحاويات مباشرة من الباخرة الراسية في ميناء «جبل علي» إلى الميناء الجاف في المنطقة اللوجستية على بعد 29 كيلومتراً من الميناء.

ويضم فريق عمل الشركة ما يزيد على 50 ألف موظف من 110 بلدان، وترفع الشركة شعار تأسيس علاقات متميزة طويلة الأمد مع الحكومات، وتأسيس خطوط الشحن البحري القارية، وشراكات مستدامة مع عدد من أهم المستوردين والمصدرين والمجتمعات، والعديد من الأطراف الهامة في سلسلة التوريد العالمية، لإضافة قيمة لأنشطتها وتوفير خدمات عالية الجودة في الوقت الراهن ولاستشراف آفاق المستقبل.

حلول لوجستية

وتسابق «موانئ أبوظبي» الزمن، حيث تعمل على الارتقاء ببنية موانئها في الإمارة ومكانة أبوظبي على المستوى الإقليمي والعالمي في الخدمات اللوجستية والنقل والتجارة البحرية عبر تقديمها لمجموعة واسعة من الخدمات، وبفضل هذه الخدمات تحولت موانئ أبوظبي من مجرد مشغل للموانئ إلى ممكن تجاري عالمي، ساهمت في تعزيز مكانة الإمارة ودولة الإمارات على الصعيد العالمي.

وتمتلك موانئ أبوظبي وتدير وتشغل 11 ميناءً ومحطة في كل من دولة الإمارات وغينيا. وحرصت الشركة منذ تأسيسها عام 2006 على موائمة استراتيجيتها وخططها مع رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، من خلال تولي دور حيوي في تعزيز النمو الاقتصادي لإمارة أبوظبي، إذ تساهم الشركة في 3.6% من إجمالي الناتج المحلي للإمارة.

وتساهم موانئ أبوظبي ب3.6% في الناتج المحلي غير النفطي تمثل مساهمة ب 19.6 مليار درهم في إجمالي الناتج المحلي لإمارة أبوظبي، وبما نسبته 2.2% في إجمالي الناتج الوطني غير النفطي لدولة الإمارات أي ما يعادل 24.2 مليار درهم، وتدعم أكثر من 60,000 وظيفة في أبوظبي وأكثر من 90 ألف وظيفة بدولة الإمارات.

وتقع موانئ الشركة في التقاء الطرق التجارية، ضمن أربع مناطق زمنية تعد خيارات مريحة للشركات من خلال أوقات عمل مرنة لتسهيل العمليات التجارية على الصعيد العالمي، كذلك إمكانية الوصول إلى عدد متنام من السكان يبلغ 4.5 مليار نسمة في 3 قارات، حيث بلغ عدد السفن الواصلة إليها في 2017 قرابة 37 ألفاً، وتتعامل مع 1200 شاحنة يومياً، و 150 كيلومتراً من القنوات البحرية، وتتعامل مع أكثر من 18 مليون طن من الشحنات العامة والبضائع السائبة التي تمت مناولتها في مرافق موانئ أبوظبي عام 2017 وأكثر من 8.5 مليون حاوية طاقتها الاستيعابية في 2022، و36 حركة رافعات كل ساعة، وحوالي 14 كيلومتراً إجمالي طول جدران الأرصفة.

توسعة

وقامت الشركة بإنجاز كبير منذ انطلاق أعمال مشروع توسعة مرافئ الفجيرة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وتؤكد هذه التوسعة على مكانة هذه المنشأة كأحد أهم الأصول الوطنية الرئيسية التي تسهم في تعزيز القدرات الاقتصادية والتجارية واللوجستية لدولة الإمارات في منطقة الشرق الأوسط.

وتعمل الشركة على تيسير حركة التجارة بين منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وشبه القارة الهندية والبحر الأحمر وشرق إفريقيا، وسيشكل توسعة مرافئ الفجيرة محطة بارزة في إطار تحقيق الأهداف الموضوعة لخطة الفجيرة الاستراتيجية 2040. وزيادة تنافسية مرافئ الفجيرة من خلال استطلاع فرص جديدة تخدم المصالح الاقتصادية الأوسع.

وقامت الشركة بزيادة عمق المياه في ميناء الفجيرة من 12 إلى 15 متراً، ولديها خطط على المدى الطويل لإيصال العمق إلى 18 متراً، الأمر الذي يتيح لميناء الفجيرة استقبال سفن أضخم ذات حمولات أكبر، علماً أن الهدف الرئيسي من هذه الخطوة يتمثل في تعزيز الأمن الغذائي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والدخول إلى قطاع الخدمات اللوجستية لشحنات الماشية.

انطلاقة

وحققت «أرامكس» نمواً سريعاً حتى أصبحت اليوم علامة تجارية إماراتية مرموقة تتميز بخدماتها المتخصصة وحلولها العالمية المبتكرة. وتتخذ أرامكس، المدرجة في سوق دبي المالي، من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً رئيسياً لعملياتها، حيث تستفيد من موقع الدولة الذي يمثّل حلقة وصل بين الشرق والغرب، مما يمكّنها من توفير حلول لوجستية مخصصة في أي مكان حول العالم، فضلاً عن الوصول إلى قاعدة متنامية من العملاء من الشركات والأفراد في المنطقة والعالم.

ونجحت الشركة في إرساء معايير قوية لقطاع النقل السريع والخدمات اللوجستية في أسواق منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الاقتصادات الناشئة. وبوصفها مزوداً عالمياً لحلول النقل والخدمات اللوجستية الشاملة، توفر أرامكس مجموعة واسعة من الخدمات التي تشمل حلول النقل السريع والشحن والخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد والتجارة الإلكترونية، وخدمات إدارة المعلومات والسجلات.

شراكات

تعمل الشركة على توسيع نطاق شبكتها العالميّة؛ فبدلاً من تخصيص استثمارات ضخمة في البنية التحتية، تعتمد «أرامكس» على استراتيجية الدخول بشراكات أو الاستحواذ على الشركات المحلية المتخصصة بالخدمات اللوجستية والتي تدير شبكة واسعة من الفروع المحلية، ولديها خبرات معرفية وحلول نقل متطورة تضمن توفير خدمات توصيل للوجهة النهائية بكل كفاءة وفاعلية.

وقد برهن هذا المنهج قدرته على تحقيق منافع كبيرة لأعمال الشركة وعملائها على حد سواء، وأكد مكانتنا كشركة قائمة على التقنيات الحديثة، وتقدّم أفضل حلول النقل والخدمات اللوجستية دون أن يقتصر تركيزها على الاستثمارات الضخمة في الأصول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى