اقتصاد دولي

الفجوة بين المبتكرين والمشترين تعرقل اعتماد تكنولوجيا المناخ

,,
43 شركة ناشئة تستقر في بريطانيا تبلغ قيمة كل منها مليار دولار

 

 

 

قال تقرير أبحاث الابتكار المناخي الذي حمل عنوان «معالجة التحدي الأساس في اعتماد الابتكار المناخي»، الذي يضم رؤى من أكثر من 100 متخصص في مجال تكنولوجيا المناخ المبتكرين والمشترين من الشركات أن 85 في المئة من الشركات توافق على أن هناك زيادة كبيرة في التركيز على تكنولوجيا المناخ في الشركات، مدفوعة باللوائح الحكومية المعززة والضغوط الاجتماعية المتزايدة، وصعود مؤشرات الأداء الرئيسة لتكنولوجيا المناخ الداخلية داخل الشركات.
ويبحث التقرير الذي أطلق اليوم في مؤتمر «انوفيشن زيرو» في لندن، في كيفية قيام الشركات بتنفيذ الابتكارات المناخية، وتحديد المحفزات والحواجز الرئيسة، واستكشاف كيفية تعزيز تنفيذ تكنولوجيا المناخ داخل المشهد العالمي للشركات.
إلى ذلك قالت مديرة جوائز مؤتمر»انفوشين زيرو» ناستاسيا سافينا إن «الفجوة بين مبتكري المناخ والمشترين من الشركات هي أكبر عقبة أمام اعتماد الابتكارات»، مضيفة «نحن نهدف إلى التغلب على هذه الحواجز وتعزيز تنفيذ ابتكارات تكنولوجيا المناخ».
ويشير التقرير إلى أن «الشركات الناشئة ليست الموردين الافتراضيين للشركات في مجال تكنولوجيا المناخ، فمعظم الشركات لديها ما يصل إلى 10 في المئة فحسب من الشركات الناشئة بين جميع الموردين المستدامين، وأكثر من نصف الشركات لديها متطلبات أكثر تعقيداً للشركات الناشئة في مقابل الشركات الناضجة. في الوقت الحالي على رغم أن السبب الرئيس وراء تعاون الشركات مع الشركات الناشئة هو الريادة في الابتكارات 42 في المئة، إلا أن العائق الرئيس هو تحديد «الشركات الناشئة المناسبة»، وتشير الأبحاث التي كشف عنها التقرير إلى أنه من البحث الأولي إلى الصفقة الأولى، قد تقوم الشركات الناشئة بما يصل إلى 18 محاولة خلال فترة تمتد إلى عامين»، وعلى رغم أن الشبكات تعتبر إحدى أكثر طرق الاتصال شيوعاً (64 في المئة)، إلا أنها تظل عملية غير واضحة وغير منظمة. وتقول الشركات الناشئة إن الشركات غالباً ما يكون لديها سلاسل طويلة وبيروقراطية لاتخاذ القرار مع عدم وجود عملية شراء موحدة (77 في المئة). وأبرزت الدراسة التي أوردها التقرير أن 88 في المئة من الشركات تعتقد أن منصة الاكتشاف ستساعد في الكشف عن أحدث الحلول المستدامة، في حين أن 80 في المئة من الشركات الناشئة حريصة على التعاون مع الشركات بصورة أكثر كفاءة وتعزيز ابتكاراتها من خلال مثل هذه المنصة.
من جانبها قالت الشريك الإداري في «داومينتس غلوبال آلاينس» كسينيا ستيرنينا، يشرفنا دعم جائزة «انوفيشن زيرو»، التي تسعى إلى ربط المبتكرين في مجال تكنولوجيا المناخ مع الشركات، وتعزيز التعاون من أجل مستقبل أفضل. إلى ذلك استكشف بحث «معالجة التحدي الأساس في اعتماد الابتكار المناخي» الذي أجرته جوائز «انوفيشن زيرو» وتحالف «داومينتس» العالمي كيفية اعتماد الشركات للابتكارات المناخية، وتقديم رؤى لتعزيز تنفيذها عبر مشهد الشركات العالمي، وقسم البحث إلى 10 مقابلات متعمقة واستطلاع مع قادة الحوكمة البيئية والاجتماعية والحوكمة من الشركات ومؤسسي الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ، الذي يضم 100 مشارك في الفترة من مارس (آذار) إلى أبريل (نسيان) 2024.
بريطانيا تتسبب في أقل من واحد في المئة من الانبعاثات العالمية:- من جانبها قالت وزيرة الدولة لأمن الطاقة وصافي الصفر كلير كوتينيو، في كلمة ألقتها أمام ضيوف المؤتمر في العاصمة البريطانية لندن، إنه «منذ عام 2010، اجتذبت بريطانيا 300 مليار جنيه استرليني (347.7 مليار دولار) من الاستثمارات الخاصة منخفضة الكربون»، مضيفة «منذ أن توليت المنصب في سبتمبر (أيلول) الماضي، أشرفت على 24 مليار جنيه استرليني (29.9 مليار دولار) ذهبت إلى قطاع الطاقة النظيفة بمفرده»، موضحة «لقد شهدنا وباء عالمياً وأزمة طاقة ناجمة عن أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، واليوم نواجه أخطاراً جيوسياسية متزايدة في مناطق عدة في جميع أنحاء العالم، وعلى رغم التقدم الكبير الذي أحرز في مجالات عدة، ولكن عندما يتعلق الأمر بصافي الصفر، فإن العالم بصورة عامة يسبب مزيداً من التلوث».
وتابعت لهذا السبب نحتاج إلى الأشخاص الموجودين في هذه القاعة أكثر من أي وقت مضى أن يفعلوا ما تجيدونه، ألا وهو الابتكار، وأنا في الواقع متحمسة للغاية لدور بريطانيا في تحول الطاقة. وقالت كوتينيو إنه «من بين أكبر 20 دولة، نحن في الواقع أول من خفض انبعاثاتنا إلى النصف منذ عام 1990، وفعلنا ذلك مع تنمية اقتصادنا بنسبة 80 في المئة، وحققنا ذلك بفضل واحدة من أنجح الشراكات بين الحكومة وقطاع الأعمال في التاريخ الحديث»، مضيفة «من خلال آليات السوق مثل خطة العقد من أجل الاختلاف التي أطلقتها الحكومة، التي قدمناها في عام 2014، التي سمحت للابتكار والمنافسة بدفع تقدمنا في مجال مصادر الطاقة المتجددة».
وتابعت «لا ينبغي أن يكون هذا مفاجئاً، إذ إن بريطانيا معروفة منذ فترة طويلة بنظامها البيئي للابتكار، ولدينا جامعات عالمية المستوى وأسواق رأسمالية عميقة وسيادة القانون وحماية قوية للملكية الفكرية، إذ مع وجود أقل من واحد في المئة من سكان العالم، تمثل بريطانيا 14 في المئة من المنشورات الأكاديمية الأكثر استشهاداً في العالم».
وقالت الوزيرة «من الناس إلى الثقافة إلى رأس المال، لدينا كثير من نقاط القوة التي تجعلنا واثقين من لعب دور مهم في التحدي العالمي المتمثل في تغير المناخ»، مشيرة إلى وجود 43 شركة ناشئة «يونيكورب» في بريطانيا، تبلغ قيمة كل منها مليار دولار، وهذا يضع بريطانيا كواحدة من أكبر المبتكرين في العالم إلى جانب الولايات المتحدة والصين والهند.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى