250 مليار دولار تبخرت من أسهم السلع الفاخرة الأوروبية.. ما علاقة الصين؟
تعرضت شركات السلع الفاخرة في أوروبا، لخسارة تقدر بنحو ربع تريليون دولار من قيمتها السوقية في الأشهر الأخيرة، مما قد ينذر بتراجع أكبر في تأثيرها على سوق الأوراق المالية، خاصة مع استمرار تدهور الاقتصاد في الصين، وهي سوقاً رئيسية للسلع الفاخرة.
وعانت أسهم شركات السلع الفاخرة في أوروبا، التي تنتج الملابس الراقية والحقائب والمجوهرات، من ضعف شديد في المبيعات، والأرباح، بسبب تراجع الإنفاق في الصين، على مدار الشهور الأخيرة، بعدما كانت القطاع الأكثر ربحا في أوروبا، المقابل للشركات التكنولوجية الكبرى في أمريكا.
تراجع مبيعات شركات السلع الفاخرة في أوروبا
وتراجعت مبيعات شركات السلع الفاخرة في أوروبا، بعدم عودة الأثرياء الصينيين للإنفاق على المتاجر الفاخرة في باريس وميلانو، وهونغ كونغ، بفعل التدهور الاقتصادي المستمر في الصين، بحسب بلومبرغ.
وقال فلافيو سيريدا، مدير الاستثمار في شركة “GAM” البريطانية، إن هذا العام شهد تقلبات، وألمًا أكبر لأسهم شركات السلع الفاخرة، بعد فترة النمو المفرط التي تلت الوباء، عندما بدأ المستهلكون في الإنفاق على التسوق، والسفر.
وقد بلغت أزمة شركة “بربري” ذروتها بخروجها من مؤشر فوتسي 100 في لندن، مع انخفاض قيمتها السوقية بنسبة 70% خلال العام الماضي، كما خسر مؤشر الأسهم السلع الفاخرة الذي جمعه بنك غولدمان ساكس، نحو 240 مليار دولار من قيمته، مقارنة بقمته في مارس 2023.
أسهم الشركات الأكثر تضرراً
كانت مجموعة “كرينغ” الفرنسية، المالكة لشركة “غوتشي”، وشركة “هوغو بوس إيه جي”، من أكثر الشركات تضرراً، حيث فقدتا ما يقرب من نصف قيمتهما في العام الماضي.
وكانت شركة “كرينغ” ضمن أفضل 10 أسهم في مؤشر كاك 40 الفرنسي عام 2022، ولكنها تراجعت إلى المرتبة 23، بينما تراجعت شركة “أل في أم أش – مويت هنسي لوي فيتون”، التي كانت أكبر شركة في أوروبا من حيث القيمة السوقية قبل عام، إلى المركز الثاني.
انكماش فقاعة الإنفاق بعد الوباء
وأظهرت تقارير الأرباح الأخيرة انكماش فقاعة الإنفاق بعد الوباء، حيث أصدرت شركات “كرينغ”، و”بربري”، و”هوغو بوس”، تحذيرات بشأن الأرباح، بسبب ارتباط مبيعاتها بالسوق الصيني، بينما ارتفعت الإيرادات الفصلية لشركة “أل في أم أش” في وحدة السلع الجلدية لديها بنسبة 1٪ فقط، مقارنة بـ 21٪ في العام السابق.
ولم تنجو من تراجع الكبير في الأرباح غير العلامات التجارية التي تلبي احتياجات الأثرياء، ولا تربط بقوة بالسوق الصيني، مثل Hermes International ، وBrunello Cucinelli .
ويتوقع فلافيو سيريدا، مدير الاستثمار في شركة “GAM” البريطانية، أن ترتفع مبيعات شركات السلع الفاخرة في العام المقبل، إلى مستويات “منتصف الأرقام فترة ذروة النمو”، والتي يراها تعكس الاتجاه طويل الأمد للقطاع.
التوقعات باستمرار ضعف الإيرادات والأرباح لمدة أطول
بينما يتوقع بعض المحللين، أـن تسود فكرة ضعف الإيرادات، وهوامش الربح الضيقة، قد يصبحان الوضع الطبيعي الجديد.
وتصف زوزانا بوش، محللة بنك “UBS”، التوقعات لقطاع شركات السلع الفاخرة، بأنها ستكون “أبطأ لفترة أطول”، حيث خفضت تقديراتها لنمو المبيعات في عام 2025، والنصف الثاني من 2024، مشيرة إلى أن الصناعة تدخل دورة جديدة بعد سنوات من الازدهار.
تدابير مؤقتة لمواجهة تراجع المبيعات في الصين
تسعى شركة “تيفاني آند كو”، التابعة لشركة “أل في أم أش”، إلى تقليص حجم متجرها الرئيسي في شنغهاي إلى النصف، كما أصبحت مراكز التسوق الفاخرة في هونغ كونغ شبه فارغة.
وفي سويسرا، يسعى صانعو الساعات للحصول على دعم الدولة لمواجهة انخفاض الصادرات.
ويشارك العديد من المحللين في وجهة نظر خفض تقديرات الأرباح، حيث يرى آشلي والاس، من بنك “أوف أمريكا”، أن التوقعات للنصف الثاني من العام قد تكون مبالغة، بينما يعتقد إدوارد أوبين، من “مورغان ستانلي”، أن شركتي “أل في أم أش”، و”ريتشمونت”، معرضتان بشكل خاص لتباطؤ الاقتصاد الصيني.
فرص للاستثمار في أسهم السلع الفاخرة
من جهة أخرى، تراجع أسهم شركات السلع الفاخرة، فرصة للاستثمار بقيمة أقل، مع تراجع مؤشر MSCI Europe للسلع والمنسوجات الفاخرة، بصورة كبيرة عن مستويات الازدهار التي شهدها في عام 2021.
وترى يلينا سوكولوفا، من شركة “Morningstar”، أن القطاع يتمتع بمزايا تنافسية على المدى الطويل، مشيرة إلى أن الدورات الهابطة قد تكون وقتاً مناسباً للاستثمار، وتعتقد أن العلامة التجارية “غوتشي” قد ترتفع بشكل كبير، عندما يتعافى السوق في المستقبل.