الإعفاء من تأشيرة أمريكا.. فوائد اقتصادية جديدة لقطر
كتب أسامة صالح
يقول الخبير الاقتصادي أحمد عقل حول إعفاء قطر من التأشيرة الأمريكية:
سهولة انتقال الأشخاص شديد الأهمية لتشجيع الاستثمارات من الجانبين، وأيضاً لخلق فرص أسهل للعمل.
دلالات وآثار عديدة تتجسد في الإعفاء من التأشيرة، على مستوى السياحة والتجارة والاستثمار، وغيرها من المستويات.
هذه الخطوة ستكون مشجعاً كبيراً لرفع مستوى التبادل التجاري والعمل بين الدولتين.
يأتي إعلان الولايات المتحدة ضم دولة قطر إلى برنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول تعزيزاً للمكانة الدولية التي باتت تحظى بها الدولة الخليجية، وهو ما يصب في صالح دعم قوتها الاقتصادية ونمو وارداتها.
الثلاثاء (25 سبتمبر الجاري)، أصبحت قطر أول بلد عربي، والعضو رقم 42 حول العالم، يعفى مواطنوه من التأشيرة الأمريكية، بعد أن أعلن وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس، إدراجها في برنامج الإعفاء.
وقال بيان صادر عن وزارتي الخارجية والأمن الداخلي: إن “التعاون وتبادل المعلومات في صميم برنامج الإعفاء من التأشيرة الذي من شأنه أن يعزز بشكل كبير المصالح الأمنية للولايات المتحدة، إضافة إلى تشجيع السفر والتجارة المشروعة بين البلدين”.
وأشاد وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن، والأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، بقطر “لاستيفائها المتطلبات الأمنية الصارمة للانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة”.
وأكدا أن “قطر شريك استثنائي للولايات المتحدة، وقد نمت علاقتنا الاستراتيجية بشكل أقوى على مدى السنوات القليلة الماضية. وهذا دليل آخر على شراكتنا الاستراتيجية والتزامنا المشترك بالأمن والاستقرار”.
وأوضحا أنه “من خلال تلبية متطلبات برنامج الإعفاء من التأشيرة، أصبحت قطر أول دولة خليجية تدخل البرنامج، ونحن نشجع الشركاء الإضافيين على تلبية جميع متطلبات البرنامج للسماح بالدخول إليه لصالح تعزيز التعاون الأمني الثنائي والإقليمي”.
بدوره قال الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية القطري قائد قوة الأمن الداخلي (لخويا): إن “إدراج دولة قطر في برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية يعكس مستوى العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة”، بحسب ما نقلت وكالة “قنا” الرسمية.
وأضاف أن إعفاء قطر من التأشيرة يأتي “تتويجاً للعلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، إضافة إلى كون دولة قطر تأتي في مقدمة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الأمن والسلامة بحسب المؤشرات الدولية، بجانب التزامها بمعايير عالمية في المجالات الأمنية”.
90 يوماً
ومن مطلع ديسمبر 2024، سيحدث تطبيق النظام الإلكتروني لتصاريح السفر عبر الإنترنت وتطبيق الهاتف المحمول للسماح للمواطنين في قطر بالتقدم بطلب للسفر إلى الولايات المتحدة لأغراض السياحة أو العمل لمدة تصل إلى 90 يوماً، دون الحصول أولاً على تأشيرة أمريكية.
ستكون التأشيرة صالحة لمدة عامين، ويمكن للمسافرين الذين يحملون تأشيرات B-1 / B-2 صالحة الاستمرار في استخدام تأشيراتهم للسفر إلى الولايات المتحدة، وستظل هذه التأشيرة خياراً للمواطنين القطريين.
في المقابل يتمتع المواطنون الأمريكيون بالسفر من دون تأشيرة إلى قطر، وبدءاً من 1 أكتوبر 2024، سيكونون مؤهلين للبقاء في الدولة الخليجية لمدة تصل إلى 90 يوماً؛ إذا كان لديهم جواز سفر صالح لمدة ثلاثة أشهر على الأقل من تاريخ الوصول، وحجز فندقي مؤكد عند الوصول.
ما هو برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية؟
-
في عام 1986، حددت الحكومة الأمريكية بعض البلدان التي تتشابه معها في معايير الأمان والأنظمة الحكومية.
-
على مر السنين، توسعت قائمة دول برنامج الإعفاء من التأشيرة لتضم حتى الآن 42 دولة بعد شمول قطر.
-
تشمل البلدان المدرجة في قائمة برنامج الإعفاء من التأشيرة عادةً الاقتصادات ذات الدخل المرتفع والدول المتقدمة.
-
يمكن لمن يحمل جواز البلد المعفى من التأشيرة زيارة الولايات المتحدة لمدة تصل إلى 90 يوماً.
-
عدم وجود قيود على عدد الرحلات التي يمكن للمعفى من التأشيرة القيام بها خلال العامين.
-
يمكن للمعفين من التأشيرة زيارة البلدين المجاورين لأمريكا، كندا والمكسيك.
-
يملك المعفى من التأشيرة مرونة أكبر في أداء المهام المتعلقة بالأعمال التجارية في الولايات المتحدة.
ويتاح للمعفى من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة القيام بالأمور التالية:
-
التفاوض على عقود.
-
الاجتماع مع شركاء العمل.
-
تسوية العقارات.
-
حضور مؤتمر، أو تدريب تعليمي غير رسمي، أو حدث لعمل تجاري أو حدث مهني مماثل.
-
الزيارات المختلفة والتجول في مختلف المناطق.
-
المشاركة في الأحداث أو الأنشطة الرياضية أو المسابقات.
-
الالتحاق بدورات دراسية قصيرة، على ألا تكون دراسة مهنية.
في المقابل سيتمتع مواطنو الولايات المتحدة بالامتيازات ذاتها عند السفر إلى دولة قطر.
العلاقات القطرية الأمريكية
وبإعفاء قطر من المتطلبات الأمنية الصارمة تكون العلاقات بين البلدين قد أخذت دفعة جديدة، حيث توصف بأنها “وثيقة” في مختلف القطاعات، وباتت الدوحة حليفاً شديد الأهمية للولايات المتحدة بالمنطقة.
وتستضيف قطر قاعدة جوية أمريكية كبرى، وتؤدي دوراً قيادياً في ملفات متعددة في المنطقة والعالم، أبرزها حالياً التوسط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وساعدت الدوحة الولايات المتحدة في وقت سابق على إخراج آلاف من الحلفاء الأفغان من أفغانستان بعد سيطرة طالبان على كابل.
وتنعكس قوة العلاقات على الجانب الاقتصادي؛ فالولايات المُتحدة الشريك التجاري السادس لقطر، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2023، إلى 6.47 مليارات دولار.
حول برنامج الإعفاء من التأشيرة، يقول الخبير الاقتصادي أحمد عقل لـ”الخليج أونلاين”: إن أهميته كبيرة؛ “وذلك لما يمثله من سهولة انتقال الأشخاص ورجال الأعمال”.
ويرى عقل أن الإعفاء من التأشيرة “يعكس مدى العلاقة الاقتصادية القوية التي تجمع ما بين قطر والولايات المتحدة، خاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية التي باتت قطر إحدى أهم الدول التي استطاعت أن تحقق معدلات نمو مهمة فيها”.
ويضيف: “في جميع الأحول نستطيع القول إن سهولة انتقال الأشخاص شديد الأهمية في سياق هذا الموضوع لتشجيع الاستثمارات من الجانبين وخلق فرص أسهل للعمل”.
دلالات وآثار عديدة يجسدها الإعفاء من التأشيرة، على مستوى السياحة والتجارة والاستثمار وغيرها، بحسب ما يقول عقل، الذي يؤكد أن هذه الخطوة ستكون “مشجعاً كبيراً لرفع مستوى التبادل التجاري والعمل بين الدولتين”.