كتب أسامة صالح
كشف استطلاع للرأي أن عوائد تطبيق الذكاء الاصطناعي “مخيبة للآمال” مع ورود شكاوى من رؤوساء الشركات التي بدأت تبطئ إنفاقها على هذه التقنية الجديدة. قالت الشركة في دراسة المعيار العالمي للذكاء الاصطناعي لعام 2024، والتي صدرت يوم الثلاثاء: “انتهت مرحلة شهر العسل للذكاء الاصطناعي التوليدي”. “بينما يظل القادة متحمسين لإمكاناته في تحويل الأعمال، فإن النشوة الأولية قد أفسحت المجال لنهج أكثر تحفظًا”. وأصبحت الشركات أكثر حذرًا بشأن الاستثمار في أدوات الذكاء الاصطناعي بسبب المخاوف بشأن التكلفة وأمن البيانات والسلامة، وفقًا لدراسة أجرتها لوسيد وركس Lucidworks .
بين أبريل ومايو 2024، أجرت لوسيد وركس استطلاعًا لقادة الأعمال المشاركين في تبني الذكاء الاصطناعي في أمريكا الشمالية ومنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وزعمت أن المشاركين تم اختيارهم من 1000 شركة تضم 100 موظف أو أكثر عبر 14 من القطاعات، ويقال إن جميعها لديها مبادرات نشطة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وشارك بالاستطلاع حوالي 23 في المائة من المديرين التنفيذيين، و حوالي 50 في المائة من المديرين، مع 86 في المائة مشاركين في صنع القرار التكنولوجي. 39 في المائة من المشاركين من أمريكا الشمالية، و36 في المائة من منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، و24 في المائة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفقًا لنتائج الاستطلاع، تخطط 63 في المائة من الشركات العالمية لزيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في الأشهر الاثني عشر المقبلة، مقارنة بنسبة 93 في المائة في عام 2023 عندما أجرت لوسيد وركس أول استطلاع لها حول ذلك.
عدة عوامل وراء التباطؤ
إحدى القضايا هي أن الذكاء الاصطناعي لم يؤت ثماره بعد لأولئك الذين يحاولون الاستفادة منه في عمليات الشركات. تقول الدراسة: “لسوء الحظ، كانت الفوائد المالية للمشاريع المنفذة بائسة. لم تشهد 42% من الشركات فائدة كبيرة من مبادرات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها”.
ولتحقيق فوائد ذات مغزى، من الضروري تجاوز مرحلة الاختبار التجريبي، وهو أمر تمكنت قِلة من الشركات من إدارته. وتقول الدراسة إن 25% فقط من الاستثمارات المخطط لها في الذكاء الاصطناعي التوليدي تم إكمالها حتى الآن.
سبب آخر وهو القلق المتزايد بشأن تكلفة مشاريع الذكاء الاصطناعي، والتي زادت بمقدار 14 ضعفًا منذ العام الماضي. وهناك أيضًا العديد من المخاوف (أكثر بخمسة أضعاف) بشأن دقة الاستجابات التي تقدمها أنظمة الذكاء الاصطناعي.
إن التكاليف المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل استراتيجي يمكن أن تتراكم حقًا
فيما يتعلق بالتكلفة، اختارت حوالي 49 بالمائة من المنظمات استخدام برامج LLM التجارية مثل Gemini من Google وChatGPT من OpenAI. ويستخدم 30 بالمائة آخرون برامج LLM التجارية ومفتوحة المصدر، بينما راهن 21 بالمائة فقط حصريًا على برامج LLM مفتوحة المصدر مثل Llama 3 وMistral. وتتوقع دراسة Lucidworks أن يتحول التوازن نحو برامج LLM مفتوحة المصدر بناءً على مكاسب أداء النموذج مفتوح المصدر المتوقعة وعلى اعتبارات التكلفة.
قال إريك ريدمان، المدير الأول للمنتج لعلوم البيانات في لوسيد وركس:” يجب مراعاة الأمن والدقة، ومواءمة الاستجابة مع السياسات، وتكاليف الحصول على البيانات، والحفاظ على التكاليف تحت السيطرة. واضاف : “الخلاصة هي أن ضمان أمن الذكاء الاصطناعي، واستجابات الذكاء الاصطناعي الدقيقة، والحصول المسؤول على البيانات لها كلفة كلها . يمكن أن يؤدي اختصار المتطلبات في هذه المجالات إلى استجابات غير دقيقة أو غير مناسبة، مما يقوض في النهاية قيمة وفعالية تنفيذ الذكاء الاصطناعي لدى شركتك”.
يذكر أن شركة غارتنز تنوه في تقييم صعود التقنيات إلى دورة نضوج التقنيات والتي يمكن أن تتحول بسرعة من الضجيج والإثارة إلى خيبة الأمل، بحسب مخطط غارتنر هايب سايكل الذي يوضح كيفية يتم تقييم مخاطر وفرص التقنيات الناشئة الجديدة عندما تبدأ في اكتساب الزخم.
