أفاد تقرير حديث بأن الكويت والعراق يتسابقان لاستكمال الموانئ العملاقة غير المكتملة، التي تقع على بعد 10 كيلومترات فقط، وتبلغ قيمتها الإجمالية المقدرة 13 مليار دولار.
وقال تقرير على «ميد» إن قيمة مشروع ميناء مبارك الكبير، الذي يقع على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب ميناء الفاو الكبير في العراق، تقدّر بنحو 5 مليارات دولار، وقد توقف لسنوات بعد استثمار كبير خلال مرحلته الأولى.
ولفت التقرير إلى أن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع بلغت نحو 1.2 مليار دولار، وتم الانتهاء منها في عام 2014، وتضمنت تسوية الموقع وتطوير المرسى وجدران الأرصفة ومحطة الملاحة ومباني الميناء، علماً بأن الميناء غير جاهز للعمل، لأن أعمال المرحلة الأولى لم تتضمن معدات حيوية مثل الرافعات.
وستتضمن المرحلة الثانية من المشروع تركيب المعدات، التي ستسمح للميناء ببدء العمليات، حيث من المتوقع أن يشمل النطاق الكامل للمرحلة الثانية من المشروع إنشاء مرافق التحميل والتفريغ، وإنشاء جدران الأرصفة واستصلاحها، وإنشاء ساحة الحاويات والجزء الخلفي من الميناء، وأعمال البنية التحتية، وإنشاء المباني، وإنشاء محطة الحاويات، وإنشاء المرافق المرتبطة، وتركيب أنظمة السلامة والأمن.
توقيع اتفاقيات
وبيّن التقرير أن الكويت كثَّفت جهودها للمضي قدماً في المشروع، بعد اجتماعات بين المسؤولين الكويتيين والصينيين في مايو. وقد عقدت الاجتماعات في البلاد، وحضرها وزير الخارجية عبدالله اليحيا، وسفير الصين في الكويت تشانغ جيانوي، وعدد من المسؤولين الآخرين من الجانبين. وأعلن خلال أحد الاجتماعات أن الكويت وقعت اتفاقية مع الصين لإدارة ميناء مبارك الكبير.
وفي يونيو، كشفت «ميد» أن المسؤولين الكويتيين يخططون للموافقة على ميزانية المرحلة الثانية من مشروع ميناء مبارك الكبير قبل نهاية هذا العام. ومع ذلك، يخشى بعض أصحاب المصلحة أنه حتى لو تم التعجيل بالموافقات، فلن يصبح الميناء جاهزاً للعمل، إلا بعد فترة طويلة من بدء تشغيل ميناء الفاو الكبير في العراق.
الأعمال التجارية
وأوضح التقرير أن الكويت يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها دولة أكثر استقراراً لممارسة الأعمال التجارية، وتتمتع ببيئة أمنية أفضل. وقد يساعد هذا ميناءها على المنافسة على المدى الطويل.
في الأمد القريب، من المرجَّح أن تصبح مساعي الكويت الأخيرة لتشغيل مينائها في أسرع وقت ممكن فرصة كبيرة للمقاولين، وكذلك لموردي المعدات.
وأوضحت «ميد» أنه من المحتمل طرح عقود بمليارات الدولارات على مدى السنوات المقبلة، حيث تسعى الكويت إلى تقديم مرافق موانئ أكثر جاذبية من ميناء الفاو الكبير المنافس في العراق.
وتقدّر قيمة مشروع ميناء الفاو الكبير في العراق بنحو 8 مليارات دولار. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المرحلة الأولى من المشروع قبل نهاية العام المقبل، وفقاً لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. ومن المتوقع أن تبدأ عمليات الميناء عند اكتمال المرحلة الأولى من المشروع.
10 سنوات من التأخير
قال أحد المصادر لـ«ميد»: «لقد ضاع الكثير من الوقت بعد 10 سنوات من التأخير. وكان من الممكن أن يكون هذا فرصة جيدة للكويت، ولكن يبدو الآن أن العراق سيستفيد أكثر بكثير، حيث حقَّق تقدماً أكبر بكثير في مشروع الميناء المنافس».
مخاوف من خسائر فرص تجارية
ترى «ميد» أن هناك مخاوف متزايدة من أن التقدّم في مشروع ميناء الفاو العراقي، قد يؤدي إلى خسارة الكويت للعديد من الفرص التجارية، وكذلك قد يؤدي إلى ترسيخ العراق كمركز شحن مهيمن في المنطقة
