مختارات اقتصادية

كيف يُهدد تردي الصحة النفسية للعاملين بتكبيد الشركات خسائر بمليارات الدولارات؟

وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة جالوب مؤخرًا عبر الإنترنت على 15,809 مشارك، تم تصنيف الصحة النفسية لـ 19% من العاملين في الولايات المتحدة على أنها “عادية” أو “متردية”، وأن احتمالية حدوث غيابات غير مخطط لها بسبب هذه المجموعة أكبر بأربعة أضعاف.

وفي ضوء هذه النتائج، توقعت جالوب أن يتغيب هؤلاء العمال ما يقرب من 12 يومًا من الغياب غير المخطط له سنويًا، مما يكلف الاقتصاد الأمريكي 47.6 مليار دولار من الإنتاجية المفقودة على أساس سنوي.

وفي معرض تعليقه على هذه النتائج أكّد دان ويترز، مدير الأبحاث لمؤشر جالوب الوطني للصحة والرفاهية، أن هذا الاستطلاع هو بمثابة جرس إنذار حقيقي وتحذير لأصحاب العمل من التأثيرات السلبية للعمل على الصحة النفسية، وأن التكلفة الإجمالية كانت “أكبر” مما كان متوقعًا.

يمكن أن تُعزى حالات الغياب هذه إلى عدة عوامل، منها الإرهاق البدني والعقلي الذي يتعرض له العاملون، وحضور جلسات العلاج خلال ساعات العمل العادية، أو مجرد الحاجة إلى “يوم للصحة النفسية” لإعادة الشحن.

نقص عدد المعالجين والأطباء النفسيين

لعل أحد الأسباب الرئيسية لهذا النقص هو أنه يتم التعامل مع رعاية الصحة النفسية والصحة البدنية بشكل منفصل. وقد أدى ذلك إلى تغطية تأمينية محدودة، ونقص في أنواع العلاج المتاحة، وفي الخبرة الصحية السلوكية – والتي تشمل الأمراض العقلية واضطرابات تعاطي المخدرات.

بدورها أكّدت دارسي جروتادارو، كبير مسؤولي الابتكار في التحالف الوطني للأمراض العقلية، على أن العديد من الأطباء النفسيين والمعالجين لا يقبلون التأمين، لذلك يتعين على المواطن أن يدفع من جيبه إذا كان يرغب في الحصول على تغطية.

بيد أن الكثير من الناس لا يستطيعون الدفع لأنه مكلف للغاية. لذلك لا يوجد عدد كافٍ من المعالجين والأطباء النفسيين في شبكات الخطط الصحية.

وقد كشف الاستطلاع أيضًا، عن 75% من العاملين في مجال البناء، و71% من العاملين في مجال الفنون والتصميم والترفيه ووسائل الإعلام الرياضية إما ليس لديهم خدمات دعم للصحة النفسية يسهل الوصول إليها في مكان العمل أو أنهم غير متأكدين من وجودها.

وفي الوقت ذاته، كان العاملون في القطاع الحكومي والسياسة العامة من بين أولئك الذين أفادوا بأن وظائفهم كان لها تأثير “سلبي للغاية” على صحتهم النفسية، بأعلى معدل عند 13% يليهم النقل (البضائع) بنسبة 10%.

تأثير الجائحة

خلصت دراسة أجرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية إلى أن ما يقرب من 12% من البالغين الذين شملهم الاستطلاع قد فكروا بجدية في الانتحار في الشهر السابق، بينما أبلغ 29.6% عن أعراض الصدمة المرتبطة بـالجائحة والاضطراب المرتبط بالتوتر، في حين أفاد 33% بإصابتهم بالقلق أو أعراض الاكتئاب، وأبلغ أكثر من 15% عن زيادة تعاطي المخدرات.

كان العمل عن بُعد بمثابة نعمة ونقمة لكثير من الموظفين طوال فترة الوباء – فقد سمح بقدر من المرونة للعمال ولكنه حرمهم أيضًا من التعامل المباشر وجهًا لوجه، والتي اعتمد عليها بعض الأفراد وسط فترة من العزلة وعدم اليقين.

وقد أشار تقرير حالة الصحة العقلية في أمريكا لعام 2022، إلى أنه مقابل كل مقدم رعاية صحية عقلية في الولايات المتحدة، هناك ما يقدر بنحو 350 فردًا بحاجة إلى رعاية، على الرغم من أن هذه الأرقام قد تكون في الواقع مبالغًا فيها في تقدير أخصائي الصحة العقلية النشطين، لأنه قد يشمل مقدمي الخدمة الذين لم يعودوا يمارسون أو يقبلون مرضى جدداً.

المصدر: موقع ياهو فاينانس (Yahoo Finance)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى