اقتصاد خليجي

10 رسائل من أوبك إلى سوق النفط العالمي

انعقد مؤتمر “أوبك” الدولي في دورته الثامنة في فيينا بعنوان “نحو تحول مستدام وشامل للطاقة” خلال الأسبوع الماضي.

 

وناقشت منظمة الدول المصدرة للنفط بحضور العديد من الوزراء والخبراء الوضع الحالي لسوق الطاقة العالمي، وأمن الطاقة، والاستثمارات والابتكار في القطاع.

 

وقدمت تصريحات المشاركين في الندوة رسائل واضحة إلى سوق النفط حول الكثير من القضايا الملحة.

 

 

ترحيب بقرارات خفض الإنتاج

 

رحب الوزراء المشاركون في مؤتمر “أوبك” بقرارات الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب السعودية وروسيا والجزائر المعلنة في الأسبوع الأول من شهر يوليو.

 

وأعلنت السعودية تمديد الخفض الطوعي للإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً والمقتصر على شهر يوليو لمدة شهر آخر حتى نهاية أغسطس.

 

كما ذكرت روسيا أنها تعتزم خفض صادراتها من النفط بمقدار 500 ألف برميل يومياً في الشهر المقبل، وأعلنت الجزائر أيضًا تقليص إنتاجها بنحو 200 ألف برميل يومياً في أغسطس.

 

وكان عدد من دول تحالف “أوبك بلس” قد خفض إنتاج النفط في أبريل بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً، قبل أن يتم تمديد الخفض حتى نهاية 2024.

 

المنتجون أكثر دراية من المضاربين

 

قال وزير الطاقة الإماراتي “سهيل المزروعي” إن المنتجين أكثر فهمًا لوضع سوق النفط من التجار والمضاربين.

 

وذكر: “الدول المنتجة للنفط أكثر دراية بالسوق من المضاربين والتجار، نحاول عكس الصورة الواقعية لتوازن الطلب مع العرض من خلال بيانات من مصادر مستقلة”.

 

وأضاف: “خفض إنتاج النفط ساهم في استقرار السوق العالمي وتحقيق التوازن بين العرض والطلب”.

 

وحذر الوزير الإماراتي من أن تضارب المعلومات وعدم وضوحها يسبب تذبذباً في سوق النفط العالمي.

 

خفض الانبعاثات وليس الطاقة

 

شدد “هيثم الغيص” الأمين العام لمنظمة “أوبك” على أهمية التفرقة بين مساعي خفض الانبعاثات الضارة وبين ضرورة استمرار إنتاج النفط والغاز الطبيعي.

 

 

وأوضح “الغيص”: “يجب أن نفعل كل شيء في إمكاننا لتقليص الانبعاثات وليس خفض الطاقة، هناك مفهوم خاطئ يدور حول خفض إنتاج والاستثمارات في النفط والغاز، نحن لا نتفق مع هذه الرسالة”.

 

وأضاف: “نعتقد أن جميع مصادر الطاقة ستكون مطلوبة في المستقبل، بما يشمل مصادر الطاقة المتجددة، لا يوجد مصدر طاقة واحد يمكن أن يكون كافياً بمفرده”.

 

وأشار “الغيص” إلى ضرورة سماع جميع الآراء في المناقشات حول تحولات الطاقة، ما يشمل البلدان النامية والمتقدمة، والمنتجين والمستهلكين.

 

وتابع: “لا يوجد حل يناسب الجميع فيما يتعلق بتحديات المناخ، لكن هناك مسارات متعددة للوصول إلى أهداف اتفاقية باريس”.

 

كل ما هو ضروري

 

تعهد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، بقيام “أوبك” بكل ما هو ضروري لتحقيق التوازن في سوق النفط.

 

وقال وزير الطاقة السعودي: “سنواصل القيام بكل ما هو ضروري لتحقيق التوازن في سوق النفط وعدم السماح بأي إخلال في السوق”.

 

وأضاف: “لا نشعر بالاضطراب بسهولة، ونشعر بالارتياح والاطمئنان بشكل كامل، السعودية لم تعد تلعب دور المنتج المرجح، هذا الدور انتقل إلى تحالف أوبك بلس”.

 

التحول يستغرق وقتًا

 

قال “غيرهارد ثونهاوزر” رئيس شركة “تي دي إي جروب TDE Group ” إن تحول الطاقة يستغرق وقتًا طويلًا، ما يعني ضرورة التعايش مع كل مصادر الطاقة في الوقت الحالي.

 

وأضاف: “علينا أن نقبل أن تحول الطاقة سيستغرق وقتًا، أعتقد أن الأمر بحاجة لجيلين صناعيين لإدارة هذا التحول على مدى 25 عامًا”.

 

وأوضح: “لذلك يجب أن يكون هناك تعايش، السؤال الآن هو: كيف يمكننا أن نساعد بعضنا البعض لتسريع هذا التحول؟”.

 

تفاؤل بشأن الطلب

 

أبدى “أمين الناصر” رئيس شركة أرامكو السعودية تفاؤله بشأن مستقبل الطلب على النفط.

 

وقال “الناصر”: “أشعر بالتفاؤل بشأن الطلب على النفط، لا توجد أسباب للقلق بشأن الوضع على المدى الطويل”.

 

وأضاف: “مخاوف الركود الاقتصادي في كل مكان، ونمو اقتصاد الصين لا يزال يتسارع، كما أن الطلب على وقود الطائرات لا يزال أقل من مستويات ما قبل كورونا، وبالتالي هناك مساحة لمزيد من الصعود”.

 

 

تأكيد التعاون مع روسيا

 

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن قرارات خفض الإنتاج الأخيرة تؤكد التعاون مع روسيا لضبط سوق النفط.

 

وأوضح: “قرارات خفض الإنتاج والصادرات الأخيرة تؤكد التعاون والتوحد مع روسيا لضبط السوق، كما أنها تمثل ردًا على التكهنات الخاطئة بشأن الوضع بين السعودية وروسيا فيما يتعلق بسوق النفط”.

 

وشدد الوزير السعودي على أن “أوبك بلس” تتعاون مع 7 مصادر مستقلة لتقييم التزام الدول الأعضاء بالاتفاقات بشأن إنتاج النفط.

 

مساعي توسيع نطاق المنظمة

 

كشف “هيثم الغيص” الأمين العام لـ”أوبك” عن أن المنظمة تجري مفاوضات مع 4 دول لضم أعضاء لتعزيز تماسك “أوبك”.

 

وقال “الغيص” إن الدول التي يجري التفاوض معها للانضمام إلى “أوبك” هي، أذربيجان والمكسيك وبروناوي وماليزيا.

 

وأوضح أن “أوبك” لم تدع دولة غويانا للانضمام إلى “أوبك”، رغم أنها أصبحت لاعبا ناشئا في سوق النفط العالمي مع إمكانات كبيرة.

 

 

وشدد “الغيص” على أن شروط الانضمام لمنظمة “أوبك” تتمثل في أن تكون الدولة صافي مصدر للنفط بشكل مستدام، بالإضافة إلى أن يكون لديها أهداف تتوافق مع المنظمة.

 

مستوى الاستثمارات وليس الأسعار

 

أشار وزير الطاقة الإماراتي ” سهيل المزروعي” إلى أنه يشعر بالقلق بشأن ضعف الاستثمارات النفطية، وما قد يعنيه ذلك من تراجع المعروض.

 

وقال “المزروعي”: “ما يهم ليس الأسعار، لكن مستوى الاستثمارات الوافدة إلى السوق من أجل التوازن مع توقعات المعروض على المديين الطويل والمتوسط”.

 

وأضاف: “ما يثير قلقي بشكل خاص هو مستوى العرض على المديين المتوسط والطويل، وليس الطلب”.

 

توقعات بارتفاع حصة “أوبك”

 

توقع “هيثم الغيص” أمين عام “أوبك” ارتفاع حصة المنظمة في سوق النفط من 30% حالياً إلى أكثر من 40% بحلول عام 2040.

 

وأشار “الغيص” إلى أن الزيادة المتوقعة تأتي مع هبوط الإنتاج في الدول خارج “أوبك”، حيث تشير التقديرات إلى أن الإنتاج الأمريكي سينخفض بحلول عامي 2029 و2030.

 

المصادر: أرقام – أوبك – رويترز – يورو نيوز – سي إن بي سي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى