اقتصاد دولي

تلميحات خفض الفائدة الأوروبية تدفع اليورو إلى أدنى مستوى منذ 5 أشهر

,,
سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية في مقابل سلة من ست عملات منافسة ارتفاعاً بـ 0.38 في المئة.

 

تراجع اليورو اليوم الجمعة مسجلاً أدنى مستوى منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بعد أن ألمح البنك المركزي الأوروبي إلى أنه قد يخفض سعر الفائدة في وقت قريب قد يكون يونيو (حزيران) المقبل، حتى مع بيانات اقتصادية أميركية ستدفع مجلس الاحتياط الاتحادي (المركزي الأميركي) على الأرجح إلى تأجيل تلك الخطوة لوقت لاحق من العام.
وهبط الين الياباني لمستوى متدن جديد هو الأقل خلال 34 عاماً في مقابل الدولار الذي واصل الارتفاع، مما دفع المستثمرين إلى توخي الحذر إزاء مؤشرات من المسؤولين إلى تدخل محتمل من طوكيو لدعم العملة.
ونزل اليورو إلى 1.0674 دولار في التعاملات الأوروبية المبكرة وسجل انخفاضاً في أحدث تداولات نسبته 0.47 في المئة، مسجلاً ما يزيد قليلاً وحسب عن هذا المستوى، وهو ما يجعل العملة الأوروبية الموحدة في سبيلها إلى تسجيل تراجع نسبته 1.5 في المئة منذ الإثنين الماضي، وهو أكبر تراجع أسبوعي منذ منتصف العام الماضي.
وتسببت قراءة أعلى من المتوقع للتضخم في الولايات المتحدة يوم الأربعاء الماضي في تعديل المستثمرين بسرعة لرهاناتهم على حجم وتوقيت خفض «المركزي الأميركي» للفائدة هذا العام، ويتوقعون حالياً أن تكون الخطوة في سبتمبر (أيلول) بدلاً من يونيو.
وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية في مقابل سلة من ست عملات منافسة ارتفاعاً بـ 0.38 في المئة في أحدث تعاملات، وبلغ 105.67 وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر، وقفز هذا الأسبوع 1.3 في المئة في أكبر زيادة خلال خمسة أيام منذ مايو (أيار) 2023. وجرى تداول الجنيه الإسترليني قرب أقل مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023 بضغط من قوة الدولار وتراجع 0.34 في المئة مسجلاً 1.2511 دولار.
ذروة ذهبية غير مسبوقة؛:- وارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة لتصل إلى ذروة غير مسبوقة، إذ تدعم المعدن بمشتريات بنوك مركزية وسط توتر جيوسياسي، في حين لم تفلح بيانات اقتصادية أميركية قوية في النيل من الإقبال عليه.وارتفع السعر الفوري للذهب 0.5 في المئة إلى 2384.34 دولار للأوقية (الأونصة)، وسجل المعدن مستوى مرتفعاً غير مسبوق عند 2395.29 في وقت سابق من الجلسة، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.2 في المئة إلى 2401.80 دولار.
وقال المحلل في «إيه سي واي سكيوريتيز» لوكا سانتوس إن «الشيء الوحيد الذي يدفع البنوك المركزية لشراء الذهب هو الحروب التي تحدث عالمياً، فإذا نظرنا للتاريخ فإن هذا يحدث دائماً لأن الذهب ملاذ آمن».
وعلى رغم بيانات التضخم الأخيرة وتقرير الوظائف الأميركي القوي الأسبوع الماضي الذي أثار مزيداً من التساؤلات حول جدوى خفض أسعار الفائدة هذا العام، فإن الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الرابع على التوالي وتسجيل زيادة بأكثر من 15 في المئة منذ بداية العام.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى فقد ارتفعت الفضة خلال التعاملات الفورية واحداً في المئة إلى 28.75 دولار للأوقية، مسجلة أعلى مستوياتها منذ فبراير (شباط) 2021، وصعد البلاتين 0.7 في المئة إلى 986.65 دولار، وصعد البلاديوم 0.1 في المئة إلى 1049.83 دولاراً.
مكاسب في أوروبا:- فتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع اليوم مدعومة بمكاسب الأسهم القيادية فيما ظل المستثمرون متفائلين بعدما ألمح البنك المركزي الأوروبي إلى أنه قد يبدأ خفض أسعار الفائدة خلال يونيو المقبل. وصعد مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.9 في المئة، ويتجه نحو تحقيق مكسب أسبوعي بـ 0.4 في المئة، في حين ارتفع مؤشر الأسهم القيادية 1.1 في المئة.
وقاد مؤشر الموارد الأساس مكاسب القطاعات، إذ تقدم اثنين في المئة إثر ارتفاع طفيف في أسعار المعادن الأساس، وارتفعت الأسهم في الاقتصادات الكبرى بالمنطقة مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا بما يتراوح ما بين 0.5 و1.0 في المئة.
وهوى سهم «فارتا» 32.6 في المئة إلى مستوى قياسي منخفض ويتجه لتسجيل أسوأ أداء يومي له منذ سبتمبر 2022، بعد أن قالت شركة صناعة البطاريات الألمانية إن خطط إعادة الهيكلة لديها ستفشل في تحقيق الربحية بحلول عام 2026.
وارتفع مؤشر «فايننشال تايمز 100» 0.8 في المئة بعد أن أظهرت البيانات نمو الناتج الاقتصادي في المملكة المتحدة للشهر الثاني على التوالي في فبراير الماضي، وتعديل قراءة يناير (كانون الثاني) الماضي بالرفع.
التضخم في ألمانيا:- وأظهرت بيانات نهائية من مكتب الإحصاءات الاتحادي في ألمانيا اليوم الجمعة أن التضخم تراجع خلال مارس (آذار) الماضي بفضل انخفاض في أسعار الطاقة والغذاء. وسجل التضخم في أكبر اقتصاد في أوروبا 2.3 في المئة، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2021، كما ارتفعت أسعار المستهلكين المنسقة لتسهيل مقارنتها بالدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي 2.7 في المئة على أساس سنوي خلال فبراير 2024.
وسجل التضخم الأساس الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة 3.3 في المئة في مارس الماضي انخفاضاً من 3.4 في المئة في فبراير 2024. وتراجعت أسعار الغذاء 0.7 في المئة على أساس سنوي، كما انخفضت أسعار الطاقة 2.7 في المئة في مارس مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، وزادت أسعار الخدمات 3.7 في المئة في مارس على أساس سنوي.
بريطانيا تغادر الركود:- وأظهرت بيانات رسمية اليوم الجمعة أن بريطانيا في طريقها إلى الخروج من ركود سطحي، إذ نما الناتج الاقتصادي للشهر الثاني على التوالي في فبراير الماضي مع تعديل قراءة يناير 2024 بالرفع.
ونما الناتج الإجمالي المحلي 0.1 في المئة على أساس شهري في فبراير، كما توقع اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم، وقال مكتب الإحصاءات الوطني إن قراءة يناير عدلت لتظهر نمواً نسبته 0.3 في المئة ارتفاعاً من 0.2 في المئة في السابق.
وكان الاقتصاد البريطاني دخل في ركود خلال النصف الثاني من العام الماضي مما وضع تحدياً أمام رئيس الوزراء ريشي سوناك لطمأنة الناخبين على وضع الاقتصاد في عهده قبل انتخابات تجرى هذا العام.
وقال وزير المالية جيرمي هانت تعليقاً على بيانات اليوم الجمعة إن «تلك الأرقام مؤشرات مرحب بها على تعافي الاقتصاد».
وجاء الناتج الاقتصادي أقل بـ 0.2 في المئة عن مستواه في فبراير 2023، لكنه أفضل قليلاً من توقعات المحللين التي تنبأت بأن يكون أقل بـ 0.4 في المئة.
ونما قطاع الخدمات 0.1 في المئة على أساس شهري بما توافق مع التوقعات، لكن الناتج الصناعي تجاوز التوقعات وزاد 1.2 في المئة بينما تراجع قطاع التشييد 1.9 في المئة في أكبر تراجع فيما يزيد قليلاً على العام.

صعود في السوق اليابانية:- أغلق مؤشر «نيكاي الياباني» مرتفعاً اليوم الجمعة، إذ اقتفت الأسهم المرتبطة بالرقائق إثر صعود أسهم التكنولوجيا في الولايات المتحدة الليلة الماضية، في حين أدى انخفاض سهم «فاست ريتيلينغ» إلى الحد من المكاسب.
وارتفع المؤشر 0.21 في المئة ليغلق عند 39523.55 نقطة، وحقق مكسباً أسبوعياً بلغ 1.41 في المئة، فيما تقدم مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.46 في المئة إلى 2759.64 نقطة وارتفع 2.11 في المئة خلال الأسبوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى