مختارات اقتصادية

بعد الأطباء.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على المهندسين

يبدو أن نجاحات الذكاء الاصطناعي ليس لها حد، فبعد أن كشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية عن حادثة غريبة من نوعها أبرزت قدرة وتفوق الذكاء الاصطناعي في تشخيص مرض نادر فشل في كشفه 17 طبيباً، نجح الذكاء الاصطناعي هذه المرة في التفوق على المهندسين.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المخططين الحضريين على تحقيق هذه الرؤية بشكل أسرع، مع دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة تسينجهوا في الصين توضح كيف يمكن للتعلم الآلي أن يولد تصيمات للمدن أكثر كفاءة من البشر، وفي جزء صغير من الوقت.

وطور العالم الصيني يو تشنج وزملاؤه، نظام ذكاء اصطناعي قادر على إنتاج تصميمات حضرية تتفوق على التصميمات البشرية بحوالي 50% اعتمادا على 3 مقاييس: الوصول إلى الخدمات والمساحات الخضراء، ومستويات حركة المرور.

بدأ تشينج وزملاؤه بمشروع صغير، وكلفوا نموذجهم بتصميم مناطق حضرية تبلغ مساحتها بضعة كيلومترات مربعة فقط.

وبعد يومين من التدريب، واستخدام العديد من الشبكات العصبية، بحث نظام الذكاء الاصطناعي عن تخطيطات الطرق المثالية واستخدام الأراضي، بما يتناسب مع مفهوم المدينة التي تستغرق 15 دقيقة.

في حين أن نموذج الذكاء الاصطناعي الذي طوره تشنغ وزملاؤه يحتوي على بعض الميزات لتوسيع نطاق استخدامه لتخطيط مناطق حضرية أكبر، فإن تصميم مدينة بأكملها سيكون أكثر تعقيدًا بشكل لا نهائي.

ونجح نموذج الذكاء الاصطناعي في حساب مهام معينة في ثوانٍ، استغرقت المخططين البشريين ما بين 50 إلى 100 دقيقة لإنجازها، وفقا لموقع ساينس ألرت.

وبدلاً من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر، يتصور زينج وزملاؤه أن نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بهم يعمل “كمساعد” للمخططين الحضريين، الذين يمكنهم إنشاء تصميمات مفاهيمية يتم تحسينها بواسطة الخوارزميات، ومراجعتها وتعديلها وتقييمها من قبل خبراء بشريين بناءً على تعليقات المجتمع.

هذه الخطوة الأخيرة تعتبر أساسية للتصميم الجيد، كما كتب عالم الأبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) باولو سانتي في تعليقه على الدراسة.

وبمقارنة سير العمل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي والتصاميم البشرية فقط، وجد تشنج وزملاؤه أن العملية التعاونية يمكن أن تزيد من الوصول إلى الخدمات الأساسية والمتنزهات بنسبة 12 و5%على التوالي.

واستطلع الباحثون أيضًا رأي 100 من المصممين الحضريين، الذين لم يكونوا على علم بما إذا كانت الخطط التي طُلب منهم الاختيار من بينها قد تم إنشاؤها بواسطة مخططين بشريين أو الذكاء الاصطناعي.

وفاز الذكاء الاصطناعي بعدد أكبر بكثير من الأصوات لبعض تصميماته المكانية، ولكن بالنسبة للخطط الأخرى، لم يكن هناك تفضيل واضح بين المشاركين في الاستطلاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى