تتجه أسعار النفط إلى تحقيق أول زيادة شهرية له هذا العام، إذ محا انخفاض كبير في مخزونات النفط الخام الأميركية أثر المخاوف من تأثر الطلب على الوقود بأي زيادة جديدة في أسعار الفائدة.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر (أيلول) المقبل 16 سنتاً أو 0.2 في المئة إلى 74.67 دولار للبرميل، بينما صعد عقد أقرب استحقاق الأقل تداولاً والذي ينتهي تداوله اليوم الجمعة 30 سنتاً إلى 74.64 دولار للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ثمانية سنتات أو 0.1 في المئة مسجلاً 69.95 دولار للبرميل.
أول زيادة شهرية لخام برنت
ويتجه خاما القياس، بعد إغلاقهما مرتفعين بنسبة طفيفة أمس الخميس، للارتفاع أكثر من 2.5 في المئة في يونيو (حزيران) الجاري، لتكون تلك أول زيادة شهرية لخام برنت في 2023 لكنها ستكون الثانية لخام غرب تكساس الوسيط بعد أن ارتفع في أبريل (نيسان) الماضي.
لكن على أساس فصلي، يتجه خام برنت في ما يبدو لخسارة تبلغ نحو ستة في المئة بينما يتجه خام غرب تكساس الوسيط في ما يبدو لخسارة تبلغ نحو سبعة في المئة.
وتخشى الأسواق من شح المعروض بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام انخفضت بواقع 9.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 يونيو الجاري، وهو ما تجاوز بكثير توقعات المحللين في استطلاع أجرته “رويترز” بانخفاضها 1.8 مليون برميل.
في غضون ذلك، تم تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الأول من العام إلى معدل سنوي يبلغ اثنين في المئة مقارنة مع 1.3 في المئة أعلنت في وقت سابق.
وتأتي البيانات الاقتصادية الأميركية القوية وانخفاض مخزونات النفط الخام في وقت تعتزم السعودية تنفيذ خفض جديد للإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً في يوليو المقبل، وذلك إضافة إلى اتفاق أوسع نطاقاً لتحالف “أوبك+” للحد من الإمدادات حتى 2024.
لكن مكاسب النفط اليوم حدت منها بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين ومخاوف من رفع أسعار الفائدة، إذ أظهر مسح رسمي للمصانع في الصين اليوم الجمعة انكماش نشاط الصناعات التحويلية للشهر الثالث على التوالي في يونيو الجاري لكن بوتيرة أبطأ، وتراجع النشاط غير الصناعي أيضاً هذا الشهر.
أسعار النفط تواجه صعوبات هذا العام
في تلك الأثناء أظهر استطلاع أجرته “رويترز” اليوم الجمعة أن من المتوقع أن تواجه أسعار النفط صعوبات هذا العام، إذ إن أوضاع الاقتصاد عالمياً ستحد من المكاسب التي قد يعززها التعافي في الصين وتخفيضات “أوبك+”.
وتوقع استطلاع شمل 37 من خبراء الاقتصاد والمحللين أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 83.03 دولار للبرميل في عام 2023 مقابل 84.73 دولار في مايو (أيار) 2024.
ومن المتوقع أن يبلغ متوسط السعر العالمي للخام 83.28 دولار في الربع الثالث قبل أن يتجاوز مستوى 86 دولاراً في الربعين التاليين. ويحوم سعر الخام حالياً حول 75 دولاراً للبرميل بعد أن هبط نحو 13 في المئة حتى الآن هذا العام.
ومن المتوقع أيضاً تراجع سعر الخام الأميركي إلى 78.38 دولار للبرميل خلال العام الحالي من 79.20 دولار للبرميل الشهر الماضي.
الربع الثالث سيكون حاسماً
وقال أولي هانسن رئيس قسم استراتيجية السلع لدى “ساكسو بنك” إن “الربع الثالث سيكون حاسماً، إذ يجب أن تؤتي توقعات نمو الطلب المرتفعة من “أوبك” ووكالة الطاقة الدولية ثمارها لتجنب مزيد من الضغط النزولي على الأسعار”.
كما قال بنك “غولدمان ساكس” هذا الأسبوع إن ارتفاع أسعار الفائدة سيظل “عبئاً مستمراً” على النفط.
وبينما يؤثر ارتفاع أسعار الفائدة والقراءات الاقتصادية الضعيفة من الصين على أسواق النفط، يرى بعض المحللين أن الأسعار لا تلقى سوى القليل من الدعم من إجراءات التحفيز وتقليص المعروض من “أوبك+” بقيادة السعودية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية هذا الشهر إن اتفاق “أوبك+” في شأن الإنتاج يزيد بشكل حاد من احتمالات صعود الأسعار، في حين توقعت “أرامكو السعودية” أن يعوض الطلب من الصين والهند مخاطر الركود في الدول المتقدمة.
ضعف الطلب الصيني على النفط
إلى ذلك، قال إيان مور كبير الباحثين في “برنشتاين”، إنه “يوجد القليل من المؤشرات على ضعف الطلب الصيني على النفط، حتى لو خيبت الدفعة من إنهاء إجراءات الإغلاق آمال بعض المستثمرين. وسجلت مصافي التكرير الصينية مستويات إنتاج قياسية خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام”.
وأضاف أن من المتوقع “زيادة النمو مع استمرار التوسع في النشاط الاقتصادي، وإن كان بوتيرة أبطأ”.
وبحسب الاستطلاع، من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط ما بين مليون ومليوني برميل يومياً، وتوقع خمسة من المشاركين في الاستطلاع عجزاً في الإمدادات خلال النصف الثاني من العام الحالي.
