اقتصاد دولي

الدولار يقترب من أدنى مستوياته في عام وسط مصير محير للمستثمرين

ترنح مؤشر الدولار قرب أدنى مستوياته في أكثر من عام اليوم الثلاثاء، إذ يترقب المستثمرون محفزات جديدة لمعرفة ما إذا كان الدولار سيواصل الهبوط في أعقاب تقرير التضخم الذي جاء أخف وطأة من المتوقع الأسبوع الماضي.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسة، بنسبة طفيفة إلى 99.84 في التعاملات الآسيوية المبكرة بعدما هوى لأدنى مستوياته منذ أبريل (نيسان) 2022 الجمعة الماضي.

كما سجل مؤشر الدولار أسوأ أداء أسبوعي له خلال 2023 في الأسبوع الماضي بعدما أظهرت بيانات مزيداً من التراجع في التضخم بالولايات المتحدة مع تسجيل أسعار المستهلكين أقل زيادة سنوية في أكثر من عامين، مما يخفف الضغط على مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لاستئناف رفع أسعار الفائدة.

وقالت محللة استراتيجيات تداول العملات لدى “كومنولث بنك أوف أستراليا” كارول كونج، “أعتقد أن الدولار قد يظل تحت ضغوط بيعية، تركز الأسواق على نهاية دورة التشديد النقدي للجنة السوق المفتوحة الاتحادية”.

وارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في 17 شهراً أمام العملة الأميركية عند 1.1256 دولار، في حين زاد الجنيه الاسترليني 0.15 في المئة إلى 1.3094 دولار، غير بعيد من أعلى مستويات الأسبوع الماضي البالغ 1.3144 دولار، وارتفع الين الياباني إلى 138.66 في مقابل الدولار ولا يزال مرتفعاً أربعة في المئة عن أدنى مستوياته في سبعة أشهر المسجل الشهر الماضي، في حين صعد الدولار الأسترالي 0.07 في المئة في أحدث التعاملات مسجلاً 0.6821 دولار، بينما زاد الدولار النيوزيلندي 0.1 في المئة إلى 0.6332 دولار، وسجل الين ارتفاعاً طفيفاً في التعاملات الخارجية عند 7.1749 في مقابل الدولار.

انخفاض الليرة التركية

تراجعت الليرة التركية أكثر من اثنين في المئة مسجلة انخفاضاً قياسياً جديداً في مقابل الدولار اليوم الثلاثاء وسط مخاوف من أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة هذا الأسبوع أقل من المتوقع من قبل، إذ سجلت العملة التركية انخفاضاً قياسياً عند 26.9 في مقابل العملة الأميركية متراجعة عن مستوى 26.3505 الذي سجلته عند إنهاء المعاملات أمس الإثنين، وبلغ إجمال تراجعاتها 30 في المئة منذ بداية العام الحالي.

على صعيد المعادن النفيسة ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مع انخفاض الدولار مقترباً من أدنى مستوياته في أكثر من عام، بينما ينتظر المتعاملون بيانات مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة لمعرفة أثرها في السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، إذ ارتفع المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1959.54 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما زادت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.4 في المئة إلى 1963.70 دولار.

جاذبية الذهب قد تتبدد

وقال المدير التنفيذي وخبير استراتيجيات الصرف الأجنبي لدى “أو سي بي سي” كريستوفر وونغ، إنه على رغم أن اجتماع “المركزي الأميركي المقبل قد يبدد جاذبية الذهب ، فإن مجلس الاحتياطي قريب من إنهاء دورة التشديد النقدي”، وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في السوق الفورية 0.1 في المئة إلى 24.87 دولار للأوقية، بينما زاد البلاتين 0.7 في المئة إلى 982.43 دولار، وقفز البلاديوم 1.1 في المئة إلى 1298.30 دولار.

هدوء في السوق الأوروبية

ساد الهدوء أسواق الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء مع تراجع أسهم شركات الاتصالات، في حين تفوقت الأسهم السويسرية على نظيراتها الإقليمية بعد رفع توقعات أرباح شركة “نوفارتس” للأدوية.
واستقر مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي عند 457.71 نقطة، وكان المؤشر تعرض لضربة أمس الإثنين بعد تهاوي أسهم شركة “ريتشمونت” للسلع الفاخرة بسبب ضعف مبيعاتها على غير المتوقع، وكذلك على خلفية ضعف البيانات الصينية.
وقفز سهم “نوفارتس” 2.7 في المئة اليوم بعد أن رفعت الشركة توقعاتها لأرباح العام بأكمله، وأعلنت خططاً لوحدة “ساندوز” للأدوية في أوائل الربع الرابع، ودفع هذا المؤشر السويسري إلى الارتفاع 0.3 في المئة بعدما تصدر الخسائر في أوروبا أمس الإثنين.
وتأثر مؤشر “ستوكس 600” بخسائر شركات الاتصالات، إذ تراجعت أسهم القطاع 0.9 في المئة بعد أن هوى سهم شركة “تيلي2 إيه بي” تسعة في المئة بعد إعلان بيانات الأرباح الفصلية، وفي الوقت نفسه تراجع سهم “البنك السويدي” 1.1 في المئة على رغم أن الأرباح التشغيلية فاقت التوقعات في الربع الثاني.

“نيكاي” يقتفي أثر “وول ستريت”

أغلق مؤشر “نيكاي” الياباني على ارتفاع اليوم الثلاثاء إذ عوضت مكاسب أسهم البنوك والشركات المرتبطة بالرقائق أثر عمليات البيع المدفوعة بالخسائر في هونغ كونغ وبورصات إقليمية أخرى، وصعد المؤشر 0.32 في المئة ليغلق عند 32493.89 نقطة في أول يوم عمل بعد عطلة استمرت ثلاثة أيام في اليابان، وارتفع المؤشر بما يصل إلى واحد في المئة في بداية التعاملات مقتفياً أثر المكاسب في “وول ستريت”، لكن الأداء الضعيف للأسهم بعد فتح الأسواق الصينية أدى إلى تراجع المؤشر إلى المنطقة الحمراء في بداية تعاملات فترة بعد الظهر في طوكيو.

وتصدر القطاع المالي المكاسب في بورصة طوكيو للأوراق المالية، إذ صعد مؤشر القطاع 2.18 في المئة متفوقاً بفارق كبير على 32 مؤشراً فرعياً في البورصة.

وجاء ذلك بعد ارتفاع الأسهم المماثلة في الولايات المتحدة في الجلسات الماضية، بينما أشار بعضهم إلى تأثير زيادة التكهنات بأن يعدل بنك اليابان سياسته النقدية الأسبوع المقبل.

وقدم سهم شركة “طوكيو إلكترون” لصناعة الرقائق أكبر دعم لمؤشر “نيكاي” إذ أضاف 20 نقطة مع ارتفاعه واحداً في المئة، وصعد مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً أيضاً 0.59 في المئة إلى 2252.28 نقطة.

ويتعافى مؤشر “نيكاي” منذ منتصف الأسبوع الماضي عندما هوى 5.4 في المئة، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى إغلاق في 33 عاماً عند 33753.33 نقطة في الثالث من يوليو (تموز) الجاري.
وأغلق سهم “أدفانتست” لتصنيع معدات اختبار الرقائق مرتفعاً 0.6 في المئة بعد أن قفز ثلاثة في المئة في وقت سابق، وسجل سهم مجموعة “سوني” أيضاً مكاسب بصعوده 2.56 في المئة، وكان أكبر الخاسرين سهم شركة “راكوتن” للتجارة الإلكترونية الذي هوى 6.16 في المئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى