صعّدت الصين دفاعها عن اليوان من خلال توجيه تحذير شفهي قوي للمضاربين وتوجيهات قوية للمستثمرين بشأن سعر الصرف المرجعي اليومي، وهي الإجراءات التي دفعت العملة المدارة بعيدا عن أدنى مستوى لها منذ 16 عاما.
وقال بنك الشعب الصيني في بيان اليوم الاثنين إن المنظمين الماليين في البلاد سيتخذون إجراءات لتصحيح التحركات أحادية الجانب في السوق كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وهم واثقون من الحفاظ على استقرار اليوان بشكل أساسي. وجاء تحذير بنك الشعب الصيني بعد ساعات قليلة من قيام صناع السياسات بتحديد سعر تثبيت يومي كان أقوى من المتوقع بهامش قياسي، كما شوهد المقرضون المملوكون للدولة يبيعون الدولارات بنشاط، وفقاً لما نقلته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”، عن متداولين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم.
ومما زاد من انتعاش اليوان، أعلنت الصين أيضاً اليوم الاثنين أن الائتمان توسع أكثر من المتوقع في أغسطس. وكان المتداولون يدركون أنه من المقرر إضافة المزيد من السيولة بالدولار إلى السوق في وقت لاحق من هذا الأسبوع نتيجة للتخفيض الأخير في كمية احتياطيات العملات الأجنبية التي يحتاج المقرضون إلى الاحتفاظ بها، وهي خطوة ستساعد أيضاً في دعم اليوان.
وقال بيان بنك الشعب الصيني: “يجب على المشاركين في سوق الصرف الأجنبي أن يحافظوا طواعية على سوق مستقرة”. وينبغي لهم “أن يتجنبوا بحزم السلوكيات التي تزعج أوامر السوق مثل إجراء عمليات المضاربة”.
وقفز اليوان المحلي نحو 1%، وهو أعلى مستوى منذ مارس، إلى نحو 7.27 يوان للدولار قبل أن يقلص مكاسبه قليلا.
وما جعل بيان يوم الاثنين أكثر وضوحا من الإجراءات السابقة هو أنه قال إن المضاربات يجب أن تنتهي. في الماضي، اعتمد بنك الشعب الصيني على البائعين على المكشوف باليوان من خلال هندسة الأزمات النقدية في العملة وحرق احتياطياته من النقد الأجنبي.
وبينما يدعم البنك المركزي السوق منذ يونيو، من خلال أدوات بما في ذلك التثبيت اليومي، فقد فشل في منع العملة من الضعف إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة في عام 2007.
وتأمل بكين أن يكون انتعاش اليوان الناشئ، والذي رافقه أيضاً يوم الاثنين ارتفاع في أسهم الشركات، بمثابة بداية عودة تدريجية للثقة تجاه الأصول الصينية.
من جانبها، قالت رئيسة استراتيجية الاقتصاد الكلي للصين في بنك “ستاندرد تشارترد”، بيكي ليو: “يمكننا أن نؤكد قريباً استقرار نمو الصين الذي سيقدم دعماً قوياً لليوان نظراً لمراكز البيع الكبيرة والمشاعر الهبوطية للغاية”. أرسل بنك الشعب الصيني “إشارة قوية لتحقيق الاستقرار في اليوان مما يشير إلى تكثيف الإجراءات إذا لزم الأمر”.
وقال شياو جيا تشي، رئيس الأبحاث في بنك كريدي أجريكول سي آي بي، إن بيان البنك المركزي تم توقيته بشكل مثالي لتحقيق أفضل النتائج. وأضافت أن الوضع سار بشكل صحيح عندما كان الدولار يضعف بسبب التصريحات المتشددة من رئيس البنك المركزي الياباني وقبل تقرير الصين عن نمو الائتمان القوي.
دعم بنوك الدولة
وكانت البنوك المملوكة للدولة بارزة أيضاً يوم الاثنين، حيث باعت الدولار في جلستي الصباح وبعد الظهر، وفقاً للمتداولين. وأضافوا أن ذلك دفع المقرضين إلى البدء في تفكيك مراكز الدولار الصعودية، مما أثار موجة مما يسمى بأوامر وقف الخسارة.
وتحت وطأة التوقعات الاقتصادية القاتمة على نحو متزايد في الصين والتباين في أسعار الفائدة مع الولايات المتحدة، انخفض اليوان المحلي بشكل خطير بالقرب من النهاية الضعيفة لنطاق التداول الثابت بنسبة 2% مقابل الدولار الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من جهود بنك الشعب الصيني لدعم اليوان، يقول العديد من الاستراتيجيين إن البنك المركزي لن يهدف إلا إلى إبطاء وتيرة الانخفاضات ومن غير المرجح أن يفعل أي شيء جذري للغاية لعكس الاتجاه.
وقال كبير الاقتصاديين في جوتاي جونان في هونغ كونغ، تشو هاو: “إذا استمر اليوان في الانخفاض، فسيتعين على البنك المركزي اتخاذ المزيد من الإجراءات”.
