ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، أمس الجمعة، وتتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية للمرة السادسة على التوالي بعدما تعهدت السعودية وروسيا بتخفيض الإنتاج حتى نهاية الشهر المقبل، إضافة إلى إبقاء لجنة المراقبة الوزارية لمنظمة “أوبك+” على العمل بالاتفاقات المتعلقة بتخفيض إنتاج النفط حتى نهاية عام 2024.
العقود الآجلة لـ”برنت” ترتفع في تسليم أكتوبر
وارتفعت العقود الآجلة لمزيج برنت تسليم أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 30 سنتاً، أي ما يعادل 0.4 في المئة، إلى 85.44 دولار للبرميل.
وفي تلك الأثناء أكدت لجنة المراقبة الوزارية لمنظمة “أوبك+” خلال اجتماع، الجمعة، العمل بالاتفاقات المتعلقة بتخفيض إنتاج النفط حتى نهاية عام 2024، والتي تم التوصل إليها في الاجتماع في الرابع من يونيو (حزيران) الماضي.
وقالت المنظمة في بيان إن بيانات إنتاج النفط في شهري مايو (أيار) ويونيو الماضيين تظهر امتثال الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” والمنتجين من خارجها بوجه عام لاتفاقهم في شأن خفض إنتاج الخام.
“أوبك” تدعم قرارات السعودية وروسيا
إلى ذلك أعربت لجنة المراقبة عن تقديرها ودعمها الكاملين لجهود السعودية لخفض إنتاج النفط طواعية بمقدار مليون برميل يومياً، بهدف استقرار السوق، كما أعربت اللجنة عن امتنانها لروسيا لقرار خفض صادرات النفط بمقدار 300 ألف برميل يومياً في سبتمبر (أيلول) المقبل، وفقاً للبيان.
وذكرت اللجنة أنها ستستمر في تقييم أوضاع السوق من كثب، مشيرة إلى استعداد الدول الأعضاء المشاركة في إعلان التعاون على مواجهة مستجدات السوق، وجاهزيتها لاتخاذ تدابير إضافية في أي وقت، مستندة في ذلك إلى التوافق والتماسك بين الدول الأعضاء في منظمة “أوبك” والدول المشاركة من خارجها.
الاجتماعات الدورية كل شهرين
ونوهت اللجنة بتعديل وتيرة الاجتماعات الدورية للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، لتصبح كل شهرين، مع منح اللجنة أحقية عقد اجتماعات إضافية. ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للجنة الوزارية في الرباع من أكتوبر المقبل.
في غضون ذلك قالت خمسة مصادر في “أوبك+” في تصريحات لـ”رويترز”، إن “من غير المرجح أن تعدل اللجنة الوزارية للتكتل في اجتماعها اليوم الجمعة عن سياسة الإنتاج الحالية بعد أن ساعد قرار السعودية تمديد التخفيض الطوعي للإنتاج حتى سبتمبر المقبل على ارتفاع أسعار النفط بشكل أكبر”.
ويمكن للجنة المراقبة الوزارية المشتركة أن تدعو إلى اجتماع لكامل أعضاء تحالف “أوبك+”، الذي يشمل منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء بقيادة روسيا، إن لزم الأمر.
وسجلت أسعار النفط زيادة قدرها 14 في المئة في يوليو الماضي مقارنة بشهر يونيو السابق، في أكبر زيادة شهرية منذ يناير 2022، حين طغى شح المعروض وزيادة الطلب على النفط على المخاوف من تأثير ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم في النمو الاقتصادي.
وكانت السعودية قد أعلنت أمس الخميس تمديد التخفيض الطوعي لإنتاج النفط بواقع مليون برميل يومياً لمدة شهر آخر حتى سبتمبر المقبل، مضيفة أنه يمكن تمديد التخفيض إلى ما بعد ذلك الموعد أو زيادته. وتم تداول أسعار النفط اليوم الجمعة عند ما يقرب من 86 دولاراً للبرميل لتحوم قرب أعلى مستوياتها منذ منتصف أبريل (نيسان).
روسيا تخفض الإنتاج 300 ألف برميل يومياً في سبتمبر المقبل
وذكر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بعد فترة وجيزة من إعلان السعودية أن روسيا ستخفض أيضاً صادراتها النفطية بواقع 300 ألف برميل يومياً في سبتمبر المقبل. وقال مصدر مطلع لـ”رويترز” إن الجزائر عضو “أوبك”، التي أعلنت تخفيضاً طوعياً إضافياً قدره 20 ألف برميل يومياً لشهر أغسطس (آب)، لم تقرر بعد ما إذا كانت ستمدد التخفيض حتى سبتمبر المقبل.
وتوصلت “أوبك+” إلى اتفاق للحد من الإمدادات حتى 2024 في آخر اجتماعاتها في يونيو الماضي، وتعهدت السعودية تخفيضاً طوعياً للإنتاج في يوليو المقبل وتمديده ليشمل أغسطس الجاري.
وتبلغ تخفيضات إنتاج التحالف، باستثناء التخفيضات الطوعية الإضافية من المنتجين الثلاثة، 3.66 مليون برميل يومياً، أي ما يقرب من 3.6 في المئة من الطلب العالمي.
