اقتصاد دولي

الأسواق العالمية تتراجع تحت ضغط مخاوف الركود

تراجعت الأسهم الأوروبية مقتفية أثر الخسائر التي شهدتها «وول ستريت» الليلة الماضية بعد عودة مخاوف الركود إلى الظهور في الولايات المتحدة إثر بيانات متشائمة محت أثر التفاؤل الأولي الذي أثارته النتائج القوية لعملاقي التكنولوجيا «مايكروسوفت» و»ألفابت».
وهبط مؤشر»600 الأوروبي» 0.4 في المئة متأثراً بتراجع أسهم التكنولوجيا التي انخفضت 1.3 في المئة، وهوى سهم «إيه إس إم إنترناشونال» 10 في المئة، ليكون الخاسر الأكبر على المؤشر بعدما أعلنت الشركة الهولندية لصناعة معدات أشباه الموصلات انخفاض طلبيات الربع الأول، وأرجعت الأمر لأوضاع السوق على رغم تسجيل إيرادات فاقت التقديرات.
مخاوف الركود تهيمن
كما ارتفعت أسهم النفط والغاز 0.7 في المئة متتبعة أسعار النفط، وتجاوزت أرباح «مايكروسوفت» و «ألفابت» التوقعات إلا أن مخاوف الركود في أكبر اقتصاد في العالم قوضت معنويات المستثمرين.
إلى ذلك يراقب المستثمرون عن كثب تصريحات مجموعة من صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي المقرر أن يتحدثوا في وقت لاحق اليوم للحصول على مزيد من المؤشرات حول مسار التشديد النقدي الذي سيتبعه البنك.
«وول ستريت» تفتح على ارتفاع
في غضون ذلك فتحت المؤشرات الرئيسة في «وول ستريت» على ارتفاع، إذ عوضت نتائج الأعمال القوية من «مايكروسوفت» والتوقعات الإيجابية من «بوينغ» إثر المخاوف حيال رفع أسعار الفائدة وتأثيره في الاقتصاد الأميركي.
وصعد مؤشر «داو جونز» الصناعي 65.51 نقطة بما يعادل 0.20 في المئة إلى 33596.34 نقطة، وفتح مؤشر «ستاندرد أند بورز» مرتفعاً 16.15 نقطة أو 0.40 في المئة إلى 4087.78 نقطة، وزاد مؤشر «ناسداك» المجمع 90.72 نقطة أو 0.77 في المئة إلى 11889.88 نقطة.
وفي شرق آسيا تراجعت الأسهم اليابانية أيضاً متأثرة بانخفاض «وول ستريت» أمس، إذ عادت مخاوف متعلقة بقوة القطاع المصرفي إلى السطح فضلاً عن ركود محتمل في الولايات المتحدة.
الأسواق اليابانية تترقب أول قرار للمحافظ الجديد لـ «المركزي»
وساد الحذر بين المستثمرين قبيل انطلاق موسم إعلان نتائج الشركات اعتباراً من غداً الخميس، إضافة إلى أول قرار لمحافظ بنك اليابان الجديد كازو أويدا بخصوص السياسة النقدية بعد غد الجمعة. وبلغ مؤشر «نيكاي» أعلى مستوياته في ثمانية أشهر عند 28806.69 نقطة أمس، ثم انخفض 0.71 في المئة لينهي تعاملات اليوم عند 28416.47 نقطة، كما تراجع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.89 في المئة إلى 2023.90 نقطة. وثمة توافق في السوق على أن بنك اليابان سيبقي سياسته النقدية من دون تغيير هذا الأسبوع، لكن المستثمرين لا يزالون قلقين من حدوث مفاجآت، ومن المنتظر أن تعلن أكثر من 100 شركة نتائج أعمالها غداً في حين يعلن ضعف هذا العدد نتائجه الجمعة.
وتصدر المؤشر الفرعي للقطاع المصرفي الخسائر وتراجع 2.05 في المئة بعدما أعلن بنك «فيرست ريبابليك» الأميركي انخفاض ودائعه.
ونزل سهم «ميتسوبيشي موتورز كورب» 2.57 في المئة بعدما أعلنت الشركة أمس أنها ستحصل رسوماً لمرة واحدة بقيمة نحو 78 مليون دولار على خلفية تباطؤ مبيعات وحدتها في الصين.
الدولار يرتفع
وعلى صعيد أسواق العملات استقر الدولار والين، وكلاهما من أصول الملاذ الآمن، من دون تغير يذكر بعد ارتفاعهما الليلة الماضية مع تراجع الاقبال على المخاطرة نتيجة لتجدد المخاوف حيال القطاع المصرفي والاقتصاد الأميركيين.
وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسة منافسة 0.01 في المئة إلى 101.80 بعدما زاد 0.5 في المئة الليلة الماضية.
وتراجعت أسهم بنك «فيرست ريبابليك» حوالى 50 في المئة أمس، بعدما أعلن البنك انخفاض ودائعه أكثر من 100 مليار دولار في الربع الأول متأثراً بتراجع الثقة في القطاع المصرفي.
من جانبه قال جوزيف كابورسو من «كومنولث بنك أوف أستراليا»، إن «ارتفاع الدولار الأميركي رد فعل نموذجي للأنباء السيئة، حتى إذا كانت تلك الأنباء قادمة من الولايات المتحدة»، متوقعاً استمرار ارتفاع الدولار الأميركي ما دامت المخاوف حيال البنوك الأميركية.
وزاد الين الياباني 0.01 في المئة إلى 133.69 ين للدولار بعدما ارتفع حوالى 0.4 في المئة أمس، وربحت العملة اليابانية 2.6 في المئة في مارس (آذار) الماضي، وسط مخاوف من وقوع أزمة مصرفية واسعة النطاق، لكنها خسرت 0.6 في المئة خلال أبريل (نيسان) الماضي.
أخطار التضخم ستغرق اقتصاد العالم في الركود
وارتفع اليورو 0.04 في المئة مسجلاً 1.0976 دولار، لكنه ابتعد من أعلى مستوى في 10 أشهر الذي لامسه في وقت سابق من الشهر الحالي.
وبلغ الإسترليني في أحدث معاملة 1.2411 دولار بزيادة 0.02 في المئة خلال اليوم، كما صعد الدولار النيوزيلندي 0.15 في المئة إلى 0.615 دولار. وتذبذب الدولار الأسترالي بين الخسارة والمكسب بعدما أظهرت بيانات انخفاض التضخم من أعلى مستوى في 33 عاماً في الربع الأول من العام الحالي، بينما انخفض التضخم الأساس من دون التوقعات.
أسعار الذهب قرب مستوى 2000 دولار
أما في أسواق المعادن الثمينة فاستقرت أسعار الذهب قرب مستوى 2000 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما يتوخى المستثمرون الحذر وينتظرون بيانات اقتصادية أميركية قد تساعدهم في التنبؤ بمسار أسعار الفائدة الأميركية.
وتماسك الذهب في السوق الفورية عند 1999.09 دولار للأوقية، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 2010.20 دولار.
وأظهرت بيانات أمس الثلاثاء تراجع ثقة المستهلكين الأميركيين لأدنى مستوى خلال تسعة أشهر في أبريل الماضي مع تزايد القلق في شأن المستقبل، مما يؤدي لتفاقم أخطار وقوع الاقتصاد في براثن الركود هذا العام.
وقفزت مبيعات المنازل المخصصة لأسرة واحدة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال عام في مارس الماضي، ومن المرجح أن يكون ارتفاع الطلب نتيجة لتراجع أسعار الفائدة على الرهون العقارية.
ومن المقرر أن تجتمع لجنة السوق المفتوحة الاتحادية التابعة للبنك المركزي الأميركي التي تحدد أسعار الفائدة يومي الثاني والثالث من مايو (أيار) المقبل.
وعلى رغم أن الذهب يعتبر أداة للتحوط من التضخم وعدم التيقن الاقتصادي فإن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً.
وارتفعت الفضة خلال التعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 25.06 دولار للأوقية، بينما زاد البلاتين 0.7 في المئة إلى 1094.12 دولار وصعد البلاديوم واحداً في المئة إلى 1498.95 دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى