بنوك

العزوف عن المخاطرة يطغى على تطورات أسعار الفائدة

 

أبرز النقاط:

  • سيناريو رفع الفيدرالي للفائدة في بؤرة الاهتمام بالتزامن مع تحييد تقرير الوظائف المختلط للنبرة المتشددة.
  • المستثمرون يلجؤون إلى الملاذات الآمنة مع تفاقم معنويات العزوف عن المخاطر جراء انهيار بنك وادي السيليكون (SVB) الذي يعد أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ عام 2008 
  • الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة يفاجئ الأسواق بارتفاعه مما زاد من فرص تجنب الركود، رغم وضعه مزيداً من الضغوط على بنك إنجلترا لمواصلة رفع سعر الفائدة.
  • هاروهيكو كورودا يبقي على سعر الفائدة دون تغيير في أخر اجتماعاته لبنك اليابان.
  • سوق العملات الأجنبية يشهد جلسة متقلبة هذا الأسبوع في ظل محاولات المشاركين في السوق توقع الخطوة التالية للفيدرالي الأمريكي.

 

الولايات المتحدة الامريكية 

باول يتحول لتبني نبرة متشددة 

أدلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشهادته حول التوقعات تجاه الاقتصاد والسياسة النقدية أمام الكونجرس الأمريكي الأسبوع الماضي وأشار باول إلى أن أسعار الفائدة “من المرجح أن تكون أعلى مما كان متوقعاً في السابق” مستشهدا بأحدث البيانات الاقتصادية التي جاءت “أقوى مما كان متوقعاً”. وأكد باول على أنه إذا كانت “البيانات تشير إلى أن هناك ما يبرر تشديداً أسرع، فسنكون مستعدين لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة”. وتأتي هذه الشهادة المتشددة على خلفية انخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها التاريخية واستقرارا قراءات التضخم.

 

ويعتبر هذا التغير لتبني اتجاها أكثر تشدداً إشارة للتحول عن التوجهات التي تبناها مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأخير الذي عقد في فبراير الماضي، مما يسلط الضوء على بداية تراجع التضخم بعد قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر فبراير. وخلال ذلك الاجتماع، أقر مجلس الاحتياطي الفيدرالي باتجاه التضخم نحو الانخفاض لتبرير تباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة إلى 25 نقطة أساس مقابل 50 نقطة أساس في ديسمبر ورفعها عدة مرات بمقدار 75 نقطة أساس خلال عام 2022. إلا أنه ومنذ ذلك الحين، ظلت البيانات الصادرة عن اقتصاد الولايات المتحدة قوية، بما في ذلك تسارع وتيرة انكماش مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.

 

وارتفعت احتمالات رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من 25% إلى 71% بعد إدلاء باول بشهادته. كما تراجعت الأسهم الأمريكية بحدة بينما ارتفعت عائدات سندات الخزانة بعد تصريحات باول مع وصول عائدات سندات الخزانة لأجل عامين إلى أعلى المستويات المسجلة منذ عام 2007.

 

البيانات المتباينة لتقرير الوظائف تؤثر احتمال رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في مارس – على الأقل في الوقت الحالي

كشف تقرير يوم الجمعة عن تجاوز الوظائف غير الزراعية التوقعات بينما تراجعت الأجور وارتفع معدل البطالة، مما قدم صورة مختلطة في الوقت الذي يقرر فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي ما إذا كان سيزيد من وتيرة رفعه لأسعار الفائدة. وأظهرت الرواتب غير الزراعية أن سوق العمل أضاف 311 ألف وظيفة الشهر الماضي ليتجاوز بذلك توقعات تسجيل نمواً بنحو 225 ألف وظيفة وأقل من الرقم السابق البالغ 504 ألف (المعدل هبوطياً من 517 ألف وظيفة). ونمت الأجور بنسبة 4.6%، إي أقل من النسبة المتوقعة والبالغة 4.7% بينما ارتفع معدل البطالة إلى 3.6% مقابل توقعات بوصولها إلى 3.4% هي أيضاً القراءة السابقة. وبعد صدور تلك البيانات، تراجعت توقعات رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من 51% إلى 44%.

 

رد فعل الأسواق

بدأ الدولار الأمريكي تداولات الأسبوع بأداء قوي، إذ واصل زخمه الصعودي الناجم عن التصريحات المتشددة من قبل مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع السابق. وساهم تحول جيروم باول لتبني نبرة متشددة في تعزيز الدولار الأمريكي أمام نظرائه الرئيسيين ليصل إلى أعلى مستوياته المسجلة في ثلاثة أشهر عند مستوى 105.883. من جهة أخرى، ساهمت البيانات المختلطة لسوق العمل التي صدرت يوم الجمعة في تعزيز التقلبات ودفعت الدولار للانخفاض في ظل تلاشي احتمالات رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وأنهى اليورو والجنيه الإسترليني التداولات المتقلبة لهذا الأسبوع بالقرب من نفس المستويات التي بدأوا بها تداولات الأسبوع عند مستوى 1.0635 و1.2024 على التوالي. 

وفي غضون ذلك وفي إشارة إلى توجه المستثمرين نحو العزوف عن المخاطر، حقق الين الياباني مكاسب كما انخفضت عائدات سندات الخزانة وتراجعت أسواق الأسهم بسبب حالة الهلع من المخاطرة الناجمة عن انهيار بنك وادي السيليكون (SVB) وهو أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ عام 2008. وخلال الأسبوع المقبل تترقب الأسواق التطورات الخاصة ببنك وادي السيليكون بالإضافة إلى بيانات التضخم الأمريكي لشهر فبراير والتي ستحدد بشكل كبير مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل.

أوروبا والمملكة المتحدة

التضخم في الاتحاد الأوروبي يؤثر سلباً على مبيعات التجزئة ويضعف مستويات الثقة

جاءت مبيعات التجزئة في منطقة اليورو أضعف مما كان متوقعا، إذ وصلت إلى 0.3% في يناير مقابل 0.7% المتوقعة. ويسلط الانتعاش بوتيرة أضعف من القراءة السابقة الضوء على ضعف طلب المستهلكين في منطقة اليورو وسط ارتفاع معدلات التضخم. حيث أن التضخم المترسخ الذي تشهده اقتصادات منطقة اليورو ناتج عن ارتفاع تكاليف المواد الغذائية والطاقة، وبالتالي يتسرب إلى قطاعات أخرى من الاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، انخفض مؤشر ثقة المستثمر في منطقة اليورو إلى -11.6 مقابل توقعات بوصول قراءة المؤشر إلى -5.6 والقراءة السابقة البالغة -8.0. وكان هذا التراجع مدفوعاً بصفة رئيسية بمؤشر التوقعات، الذي وصلت قراءته إلى -13.0 مقابل -6.0. وتتطابق الآراء والتوقعات المتشائمة للمستثمرين مع البيانات الاقتصادية التي تظهر ارتفاع وثبات معدلات التضخم، فضلاً عن ضعف الطلب الاستهلاكي وتباطؤ النشاط الاقتصادي على نطاق أوسع.

 

الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة

تجاوز النمو الاقتصادي للمملكة المتحدة التوقعات في يناير. إذ ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3%، معوضاً بعض التراجع الذي تم تسجيله في ديسمبر الماضي بنسبة 0.5%، عندما عطلت الإضرابات النشاط الاقتصادي. ويضيف هذا الرقم إلى سلسلة المفاجآت الإيجابية الأخيرة الخاصة بأنشطة الأعمال وأسعار المنازل ومبيعات التجزئة وثقة المستهلك. حيث إنه وفقاً لذلك تزداد فرص تجنب الركود، إلا أنه يضغط على بنك إنجلترا لمواصلة رفع سعر الفائدة. وما يزال الاقتصاد أقل بنسبة 0.2% مما كان عليه قبل الجائحة.

 

آسيا والمحيط الهادئ

بنك اليابان يتمسك بموقفه – الاجتماع الأخير لكورودا

أنهى هاروهيكو كورودا اجتماعه الأخير كمحافظ لبنك اليابان بالإبقاء على سياساته التيسيريه. إذ أبقى البنك سعر الفائدة السلبي والحد الأقصى لعائدات السندات الحكومية دون تغيير يوم الجمعة في أقصر اجتماع اعتيادي بقيادة كورودا، حيث تمسك برأيه بأن التضخم بأكثر من ضعف المستوى المستهدف البالغ 2% ما يزال غير مستدام.

 

 الاحتياطي الأسترالي يرفع الفائدة 25 نقطة أساس

رفع بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة النقدي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.60% يوم الثلاثاء خلال اجتماع السياسة في مارس، ليصل إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ أكثر من عقد من الزمان وبما يمثل حملة تشديد قوية من قبل البنك المركزي. كما أعلن بنك الاحتياطي الأسترالي أنه يتوقع أن يطرأ المزيد من التشديد على السياسة النقدية للحد من التضخم والوصول إلى مستوى 2-3% المستهدف. ووفقاً لمحافظ البنك المركزي، فيليب لوي، “تشير توقعات البنك المركزي إلى انخفاض معدل التضخم هذا العام والعام المقبل، ليصل إلى نحو 3% بمنتصف عام 2025.”

 

وبعد اجتماع السياسات للبنك المركزي، تحدث محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي فيليب لوي مرة أخرى يوم الأربعاء، معلنا أن البنك المركزي كان أقرب إلى إيقاف الدورة المتشددة لرفع أسعار الفائدة لأن السياسة كانت الآن في منطقة مقيدة، واقترح إيقاف عملية رفع سعر الفائدة خلال الاجتماع المقبل المقرر عقده في 4 أبريل، إذا دعمت البيانات الاقتصادية ذلك. وسيراقب المجلس عن كثب تطورات الاقتصاد العالمي، والإنفاق الأسري، وسوق العمل. وأدت الرسالة التيسيريه إلى تقليص الأسواق مستوى الذروة لمعدلات الفائدة إلى 4.10% مقابل 4.35% في وقت سابق.

 

وانخفض الدولار الأسترالي بوتيرة شديدة مقابل الدولار الأمريكي في ظل تلك التعليقات وأنهى تداولات الأسبوع مغلقاً عند مستوى 0.6576 بعد افتتاحه عند مستوى 0.6758

الكويت

الدينار الكويتي

أنهى الدولار الأمريكي تداولات الأسبوع مقابل الدينار الكويتي مغلقاً عند مستوى 0.30710.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى