يعتبر المؤتمر العالمي للجوال 2024 (MWC)، الذي انعقد حالياً في برشلونة، الحدث الأبرز على مستوى العالم في مجال تكنولوجيا الهواتف المحمولة وصناعة الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث اطلع زوار المعرض الذين وصل عددهم هذا العام إلى 95 ألف زائر على أحدث التكنولوجيا والابتكارات، واستفادوا من نقاشات مجموعة واسعة من المؤتمرات والندوات، التي سلطت الضوء على آخر تطورات وإنجازات التكنولوجيا الحديثة في دفع عجلة نمو الأعمال، والارتقاء بمستوى الخدمات ضمن مختلف القطاعات والصناعات.
وتبرز تقنيات ثورية مثل شبكات الجيل الخامس 5G والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في مقدمة المواضيع التي تتناولها نسخة العام الحالي من جدول أعمال المؤتمر، حيث تحرص الشركات على إبراز إمكاناتها وطرح عروضها وإطلاق حلولها وابتكاراتها وأجهزتها الجديدة للعالم من برشلونة.
وتحتل شركة هواوي الصينية هذا العام مكانة استثنائية بمشاركتها الفاعلة في الحدث، حيث نظمت عدة مؤتمرات وندوات، وشارك خبراؤها بقيادة حلقات نقاش وتقديم عروض محفظة واسعة لمنتجاتها والابتكارات والحلول الجديدة المختلفة تناسب طيفاً واسعاً من سيناريوهات الأعمال، وفي مقدمتها تلك التي تقدمها الشركة لمشغلي شبكات الاتصالات وقطاع المشاريع والمؤسسات ضمن مختلف القطاعات.
ومن أهم ما أعلنته الشركة خلال الحدث عزمها إطلاق شبكات الجيل الخامس المتطورة (الجيل الخامس والنصف 5.5G) خلال العام الحالي، حيث يقول خبراء الشركة إن تقنية الجيل الخامس حققت منذ إطلاقها عام 2019 على مدار السنوات الخمس الماضية ما لم تحققه شبكات الجيل الرابع على مدى 9 سنوات، ويجب حصد مزيد من ثمار هذه التقنية بإطلاق المرحلة التالية منها قبل الانتقال للجيل السادس 6G.
وتمكنت شبكات الجيل الخامس حتى اليوم من جذب 1.5 مليار مستخدم حول العالم، مقارنة بما استغرقته شبكات الجيل الرابع 4G خلال 9 سنوات لتحقيق هذا الإنجاز، ويستخدم 20 في المئة من المشتركين في خدمات المحمول حول العالم في الوقت الراهن شبكات الجيل الخامس، ويستهلك هؤلاء المستخدمون 30 في المئة من إجمالي حركة البيانات عبر الهواتف المحمولة، ويساهمون في 40 في المئة من عائدات خدمات الهاتف المحمول.
وفي هذا الإطار، قال علاء الشيمي، المدير التنفيذي والنائب الأول لرئيس مجموعة أعمال «هواوي إنتربرايز» لقطاع المشاريع والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في لقاء مع «الجريدة»، إن «ريادة هواوي في مجال شبكات الجيل الخامس نتاج طبيعي لاستثماراتها الضخمة في مجال البحث والتطوير، وان دولة الكويت كانت في مقدمة الدول على مستوى العالم التي استثمرت في تقنية الجيل الخامس ونشرت تطبيقاتها التجارية واستفادت من مردودها الإيجابي لدفع عجلة التحول الرقمي ونمو الأعمال وتحسين الخدمات ضمن عدد واسع من القطاعات، وهي اليوم مؤهلة تماماً للمضي قدماً بنشر شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G التي تتمتع بميزات الدمج مع قدرات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية». وأضاف: «سيكون رواد الأعمال ومختلف الشركات الصغيرة منها والمتوسطة والكبيرة وفي مقدمتها شركات الاتصالات على موعد مع الاستفادة من مزايا شبكات الجيل الخامس المتطورة، وأهمها السرعات العالية، علماً بأن قدرات شبكات الجيل الخامس والنصف تفوق الجيل الخامس بعشرة أضعاف».
ولفت الشيمي إلى أن «هواوي تشجع شركات الاتصالات على التركيز على الربط الشبكي عالي الجودة والتنوع كسبل جديدة لتحقيق الأرباح، وتقديم خدمات ناشئة وابتكارية تعتمد على قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي».
شبكات الجيل الـ 5 المدمج بقدرات الذكاء الاصطناعي والحوسبة تفتح آفاق نمو جديدة للأعمال والخدمات بالكويت
وأكد «متابعة تضافر جهود الشركة مع شركائها وعملائها لتفعيل مزيد من سبل التعاون في مجال توظيف نماذج الحوسبة السحابية المدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي وحلول الشبكات اللاسلكية المتقدمة (واي فاي 7)، لتعزيز التحول الرقمي الذكي عبر الصناعات، وإعادة تعريف عمليات الإنتاج والتفاعل ونماذج الخدمة ونماذج الأعمال، والعمل على تطبيق الذكاء الاصطناعي وفق نهج يعتمد التعاون والشراكات المنفتحة مع مختلف الشركاء للمساهمة في بناء النظام الإيكولوجي لتقنية المعلومات والاتصالات، بحسب متطلبات السوق المحلي في الكويت».
وأوضح الشيمي أن «الحوسبة السحابية المدمجة بالذكاء الاصطناعي وأدواته المختلفة، وقدرته الخارقة في مجال تحليل البيانات واستثمارها يمكن أن يسهم بشكل فعّال في الإدارة الذكية للموارد التي تمتلكها الكويت، والحد من الهدر فيها وفي مقدمتها النفط والكهرباء والماء سعياً وراء تحقيق أقصى استدامه له، ويمكن للكويت أن تستثمر الذكاء الاصطناعي في مبادرات أساسية على مستويات عدة منها جمع وتحليل البيانات، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية وجودة الخدمات والاستثمار في التقنيات النظيفة للتعامل مع التحديات المتعلقة بتحقيق أهداف الاستدامة، بالإضافة لمتابعة تطوير البنى التحتية بما يتماشى مع التزامات صداقة البيئة والارتقاء بالمؤشرات الوطنية للكويت في المجال البيئي».
بدوره، قال صفدر نذير، النائب الأول لرئيس قطاع الخدمات العامة في «هواوي» بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إن «شبكات الجيل الخامس والنصف ستسهم في فتح آفاق جديدة لتطوير المدن الذكية في الكويت، وتعزيز كفاءة الأعمال وتحفيز مستوى نمو قطاع المشاريع، وفي إطار دعم جهود الأعمال للتحول نحو آفاق جديدة من الاستدامة باستخدام الطاقة البديلة للمساهمة بخفض البصمة الكربونية، أطلقت هواوي مفهوم ومنظومة مقرات العمل صفرية الكربون يمكن أن تدفع عجلة المسؤولية البيئية التي تعتبر ضرورة وأساساً لتجسيد التزام الكويت بالعيش المستدام وفق رؤيتها 2035».
وأضاف: «تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (UN SDGs)، يمكن للكويت الاستثمار في الذكاء الصناعي من خلال تحسين منظومة إنشاء المدن الذكية وجودة الحياة فيها، ومواجهة تحدّيات التغيير المناخي».
وخلال مشاركاتهم في المؤتمرات والندوات المنظمة على هامش الحدث، أوضح مسؤولو «هواوي»، أن المنتجات والحلول والخدمات والمنصات السحابية التي تمتلكها «هواوي كلاود»، وأشهرها منصة نماذج بانجو Pangu الضخمة للحوسبة السحابية المتميزة بقدرات الذكاء الاصطناعي التي تُبسّط وتُسّرع عملية إنشاء نماذج تخدم تطوير أعمال وخدمات مجموعة واسعة من سيناريوهات أعمال القطاعات والصناعات المتخصصة من خلال الإمكانات غير المسبوقة التي تمتلكها، وفي مقدمتها القدرات الفائقة، والسرعة في معالجة البيانات، والتعلم وتطوير التطبيقات، يمكن توظيفها لصالح مستهدفات تنمية الأعمال ضمن مختلف القطاعات والصناعات.
وتمتلك «هواوي كلاود» اليوم أكثر من 20 نموذجاً تم تطويرها لخدمة القطاعات والصناعات، ولديها أكثر من 400 تطبيق ذكاء اصطناعي تعتمد النموذج الأساس Pangu L0.
وبحسب توقعات مؤسسة البيانات الدولية، ستصل الشحنات العالمية لهواتف الذكاء الاصطناعي المحمولة إلى 170 مليوناً في عام 2024، وسيمثل هذا الرقم 15 في المئة من إجمالي شحنات الهواتف الذكية، كما يُتوقع أن تُولد تطبيقات إنشاء المحتوى بالذكاء الاصطناعي (AIGC) المدعومة على هذه الهواتف مئات مليارات غيغابايت من البيانات، ما يفتح آفاقاً جديدة لشركات الاتصالات.
وبحلول نهاية عام 2023 تم إطلاق أكثر من 300 شبكة تجارية من الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم، تخدم أكثر من 1.6 مليار مستخدم.
