اقتصاد كويتي

“المركز”: انتعاش الأسواق الخليجية والعالمية على خلفية تعليق الفيدرالي سياسة رفع سعر الفائدة 

ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز المركب لدول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 3.1% في يونيو

أوضح المركز المالي الكويتي “المركز” في تقريره الشهري عن أداء أسواق الأسهم الخليجية لشهر يونيو 2023 أن مؤشر السوق العام الكويتي شهد انتعاشاً خلال الشهر، بارتفاع نسبته 3.8%. ومن بين القطاعات في بورصة الكويت، كان مؤشر قطاع السلع الأساسية الرابح الأكبر خلال الشهر بارتفاع بلغت نسبته 22.3%، بينما تراجع قطاع التكنولوجيا بنسبة 2.1% خلال الشهر. ومن بين شركات السوق الأول، حقق سهم ميزان القابضة وسهم شركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (سفن) أكبر مكاسب خلال الشهر بنسبة 25.4% و17.7% على التوالي. وتراجع سهم بوبيان للبتروكيماويات بنسبة 7.5% وسهم التجارية العقارية بنسبة 2.5% خلال الشهر. 

وتناول تقرير “المركز” معدل تضخم مؤشر أسعار المستهلكين في الكويت، والذي ارتفع بنسبة 3.69% على أساس سنوي و0.15% على أساس شهري في مايو، مدفوعاً بشكل أساسي بأسعار الأغذية والمشروبات والملابس والأحذية. وتباطأ سوق الائتمان في دولة الكويت، حيث انخفض من 7.7% في ديسمبر 2022 إلى 2.7% في مايو 2023 على أساس سنوي. وتراجع نمو الائتماني في قطاع التجزئة إلى 5.3% على أساس سنوي خلال الشهر. ومن جهة أخرى، حافظت وكالة موديز انفستور سيرفيس على نظرة إيجابية للقطاع المصرفي الكويتي، حيث تتوقع نمو الائتمان المصرفي بنسبة 3% في عام 2023، مدعوماً بالإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية الجديدة.

وعلى صعيد المنطقة، جاء أداء الأسواق الخليجية إيجابياً، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز المركب لدول مجلس التعاون الخليجي (S&P GCC Composite) بنسبة 3.1% خلال الشهر. واختتمت جميع المؤشرات الشهر بأداء إيجابي، عدا سوقي قطر والبحرين. وسجلت مؤشرات أسواق دبي والسعودية وأبوظبي أكبر ارتفاع بنسبة 6% و4% و1.5% على التوالي. وكان بنك الإمارات دبي الوطني وإعمار العقارية في مقدمة الرابحين من بين الشركات القيادية في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ارتفعا بنسبة 8.8% و4.2% للشهر على التوالي. وجاءت مكاسب إعمار العقارية مدفوعة برفع ستاندرد آند بورز تصنيفها لأعمال الشركة من BBB- إلى BBB. وفي المملكة العربية السعودية، ارتفع سهم البنك السعودي الفرنسي بنسبة 4.8%، بينما ارتفع سهم شركة أكوا باور بنسبة 11.8% بعد إعادة شراء حصتها. وانخفضت مؤشرات الأسهم في قطر والبحرين بنسبة 0.8% و0.3% خلال الشهر على التوالي. 

وجاء أداء الأسواق المتقدمة إيجابياً في يونيو، حيث ارتفع مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنتليجنس العالمي ومؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 5.9% و6.5% على التوالي. وقد تعززت ثقة المستثمرين في الأسواق العالمية بعد تعليق سقف الدين الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 2025 وأوقف الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة مؤقتاً. وتباطأ تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 4% على أساس سنوي في مايو، انخفاضاً من 4.9% على أساس سنوي في أبريل. وارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 0.1% في مايو، لكنه انخفض من 0.4% في أبريل. ومع ذلك، يتوقع الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة مرتين أخريين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما قبل نهاية عام 2023. ورفع البنك المركزي الأوروبي سعر سياسته بمقدار 25 نقطة أساس خلال الشهر إلى 3.5%، مسجلاً أعلى مستوى في 22 عاماً ومن المتوقع رفع الأسعار بشكل أكبر في الاجتماعين الشهريين القادمين. وانخفض مؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو في يونيو إلى 5.5% على أساس سنوي من 6.1% على أساس سنوي في الشهر السابق، وفقاً لـيوروستات. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الطاقة والغذاء) بنسبة 5.4% على أساس سنوي في يونيو، مرتفعاً من 5.3% في مايو. وفي خطوة غير متوقعة، رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 5%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008. وظل مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة دون تغيير عند 8.7% على أساس سنوي في مايو مقارنة بشهر أبريل 2023، ولكنه يبقى مرتفعاً عن هدف 2% الذي حدده البنك المركزي. وتباطأ مؤشر مديري المشتريات المركب في منطقة اليورو، التابع لبنك هامبورغ التجاري، كما نشرته إس أند بي، إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر عند 50.3 في يونيو، انخفاضاً من 52.8 في مايو. وارتفع مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنتليجنس للأسواق الناشئة بنسبة 3.2% خلال الشهر. 

وتناول تقرير “المركز” الشهري سوق النفط، الذي استقرت أسعاره عند 74.9 دولار للبرميل خلال الشهر، بارتفاع بلغ 3.1% على أساس شهري. وجاء الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط في نهاية يونيو على خلفية تراجع في مخزون الخام الأمريكي يفوق المتوقع، بما يشير إلى زيادة في حجم الطلب الأمريكي. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت أوبك+ أن تخفيضات الإمدادات البالغة 3.66 مليون برميل يومياً ستستمر حتى نهاية عام 2023، بينما وافقت على خفض المعروض بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً اعتباراً من 2024 وما بعده. وسوف تعمل المملكة العربية السعودية على خفض إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً اعتباراً من يوليو 2023. وانخفضت أسعار الذهب بنسبة 2.2% في يونيو إلى 1919.6 دولار للأونصة بسبب الموقف الحازم للاحتياطي الفيدرالي. 

ومن المتوقع أن يستمر المستثمرون في الحذر في الشهر المقبل، على الرغم من إيقاف الاحتياطي الفيدرالي سياسة رفع أسعار الفائدة مؤقتاً كما كان متوقعاً. وتشير المؤشرات الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي إلى أننا لم نصل إلى أسعار الفائدة النهائية بعد، مع استبعاد أن تكون نقطة الارتكاز في عام 2023. ومع ذلك، يظل التباطؤ التدريجي في معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية علامة إيجابية. وأبدت أوبك+ والمملكة العربية السعودية عزمهما على موازنة المعروض من النفط اعتماداً على حجم الطلب لضمان حد أدنى لأسعار النفط عند حوالي 70 دولاراً أمريكياً للبرميل خلال ما تبقى من 2023. ومن المتوقع أن ينعكس استقرار أسعار النفط إيجابياً على أسواق الأسهم الخليجية، والتي من المتوقع أن تستمر في الأداء الإيجابي على المدى القريب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى