شات جي بي تي

شركات التكنولوجيا الكبرى.. استعداد للتخلّي عن العمال لصالح الذكاء الاصطناعي؟

تمّ ذكر كلمة “ذكاء اصطناعي” أكثر من 200 مرة في مكالمات الأرباح من قبل شركات “ميتا” و”ألفابيت” و”مايكروسوفت”، والتي قدمت جميعها نتائجها هذا الأسبوع وذلك وفقاً لتقرير من وكالة “بلومبرغ”.
ويعتبر هذا القطاع الوحيد الذي يعد فيه المدراء التنفيذيون بشكلٍ قاطعٍ بإنفاق مبالغ كبيرة على الخوادم والبنية التحتية باهظة الثمن لتشغيل التقنية، وتحويلها لأدوات للمستخدمين والعملاء والموظفين. وقد جاءت هذه الالتزامات في أعقاب تحديثات مثيرة للقلق بشأن خفض الإنفاق، وبشكل أساسي من خلال إلغاء أكثر من 40 ألف وظيفة من تلك الشركات الثلاث في الأشهر الأخيرة.
وصرّح روث بورات، المدير المالي لشركة “ألفابيت” في مقابلةٍ أجراها هذا الأسبوع: “نظلّ ملتزمين بتحقيق نمو طويل الأجل وخلق القدرة على الاستثمار في مجالات النمو الأكثر إقناعاً لدينا من خلال إعادة هندسة قاعدة التكلفة لدينا”. وتجدر الإشارة إلى أنّ الذكاء الاصطناعي ليس الشيء الوحيد الذي لا يزال يجذب الأموال. فتعمل شركة “ألفابيت” على استرضاء المساهمين من خلال عمليات إعادة شراء بمليارات الدولارات. ويربط برنامج إعادة شراء الأسهم الجديد الذي تبلغ تكلفته 70 مليار دولار العام الماضي باعتباره الأكبر في تاريخ الشركة. ولدى شركة “ميتا “نهجاً مشابهاً. فوفقاً للمستثمرين، الذين رفعوا سعر الأسهم بنسبة 12 في المئة بعد إصدار أرباحهم، فإن ما يسمى بعام الكفاءة للشركة بدأ بداية رائعة. ومثل “ألفابيت”، قامت “ميتا” بتخفيض الوظائف وقد عرضت عمليات إعادة شراء سخية، كما أعلنت الشركة عن خطة إعادة شراء أسهم بقيمة 40 مليار دولار في شهر شباط. وقضى المسؤولون التنفيذيون في “ميتا” معظم المكالمة يتحدثون عن كيفية إدخال الذكاء الاصطناعي في عملها. وسيذهب جزء كبير من النفقات الرأسمالية للشركة إلى البنية التحتية لأعمال الذكاء الاصطناعي الحالية، مثل الخوارزميات التي توصي بالمحتوى على “فايسبوك” و”إنستغرام”، وبناء أنظمة لتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية.
وفي غضون ذلك، تعمل الشركة على تقليص توقعاتها للإنفاق، وتقييدها بـ 90 مليار دولار. وهذا يقل بمقدار 11 مليار دولار عن تقديرات الشركة قبل أن تقرر التخلص من 21 ألف موظف. وفي حين أن شركة “مايكروسوفت” لم يكن لديها خطة جديدة لإعادة الشراء لتقديمها، قالت مديرتها المالية، آمي هود، إنها “ملتزمة بقيادة موجة منصة الذكاء الاصطناعي والقيام بالاستثمارات لدعمها”. بالإضافة إلى تسريح 10000 عامل هذا العام، تعهدت الشركة أيضاً بمراقبة نفقات التشغيل.
وفي هذا السياق يمكننا استنتاج إن شركات التكنولوجيا الكبرى تعتقد أن الاستثمار في الآلات له مردود أفضل من الاستثمار في الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى