مختارات اقتصادية

ليس هناك ما يخبرنا إلى أي مدى سيؤدي ذلك إلى التأثير على أنشطة البحث لدى «جوجل»

لكن البعض يرى إشارات خطر حتى إنهم يشبهون موقف «جوجل» بوضع شركة «كوداك» التي كانت في وقت ما إحدى أكبر الشركات في صناعة التصوير في العالم، حيث اشترت منصة «أوفوتو» لمشاركة الصور عبر الإنترنت في عام 2001 وكان بإمكانها تطويرها إلى منصة وسائط اجتماعية، لكنها بدلا من ذلك، حاولت حماية أنشطتها من خلال تشجيع المستخدمين على طباعة المزيد من الصور بدلا من مشاركتها مع الآخرين لتصبح الشركة بعد ذلك في طي النسيان مع الاتجاه صوب الصور الإلكترونية.
يرى الخبراء أيضا أن الابتكار لدى «جوجل» بدأ في الانحسار بالفعل في السنوات الأخيرة، إذ أغلقت الشركات الواعدة مثل منصة «ستاديا» للألعاب وأداة الحجز الآلي للمطاعم «دوبلكس» على الإنترنت . وفي مجالات أخرى، كانت متأخرة عن اللحاق مثلا بالسماعات الذكية «أمازون إيكو» من خلال تطبيق «جوجل هوم».
يلقي الخبراء باللوم جزئيا على إدارة الشركة وكذلك لنفاد صبرها في تحقيق الربحية. ويقولون إن سوق الأسهم كثيرا ما كافأت جوجل بسبب تركيزها الزائد على نمو الإيرادات والربحية، مما حفز الإدارة على أن تكون أقل صبرا في استثماراتها. كان تقييم «كوداك» السوقي هو الأعلى في تاريخها في عام 1996 قبل أن يؤدي التحول العالمي إلى الإنترنت إلى انهيار ملحوظ.
«علي بابا «و»بايدو» يرغبان في نصيب من الكعكة:- أعلنت عملاق التجارة الإلكترونية «علي بابا» الصينية أيضا إطلاق برنامج دردشة آلي خاص بها. وقالت الشركة إنها تختبر روبوت محادثة يعمل بمساعدة الذكاء الاصطناعي داخليا.
وقال متحدث باسم «علي بابا» لشبكة «سي.إن.إن» إن الابتكارات المستحدثة مثل النماذج اللغوية الكبيرة والذكاء الاصطناعي المنتج هي مجالات رئيسية لتركيز الشركة منذ إنشاء «دامو» في 2017، وهي الذراع البحثية للشركة يركز على ذكاء الآلات وحوسبة البيانات والروبوتات.
وقال المتحدث «بصفتنا شركة رائدة في مجال التكنولوجيا، سنواصل الاستثمار في تحويل الابتكارات المتطورة إلى تطبيقات ذات قيمة مضافة لعملائنا وكذلك للمستخدمين النهائيين».
من جانبها أعلنت «بايدو» أنها بصدد إطلاق روبوت محادثة خاص بها باسم «إيرني بوت» وأنها من المفترض أن تنتهي من الاختبارات الداخلية للبرنامج في مارس ليتاح بعد ذلك على نطاق واسع في موعد لم يجر تحديده بعد.
والروبوت يعتمد على نموذج لغوي طورته «بايدو» للمرة الأولى في عام 2109 ومنذ ذلك الحين، تطور المشروع ليقوم بكتابة القصائد أو الأوراق البحثية أو يستخدم الطلبات النصية لابتكار صور بشكل تلقائي. ولم تفصح الشركة عن الشكل الذي سيبدو عليه البرنامج أو ما إذا كان سيظهر ضمن خصائص محركها البحثي الشهير. لكن تقارير أشارت إلى أن الروبوت سيتم تدريبه على معلومات معيارية بنسبة تزيد 50% عن «تشات جي.بي.تي» وسيكون ثنائي اللغة.
وقال «دان آيفز» من «ويدبوش سيكوريتيز» إن استثمارات الشركة في الذكاء الاصطناعي يمكن أن تعتبر «خطوة استراتيجية هجومية ودفاعية في الصين… شركات التكنولوجيا الصينية الكبيرة تقاتل في سباق الذكاء الاصطناعي فيما تبدو بايدو لاعبا رئيسيا».
و»بايدو» لها سجل حافل في مجال الذكاء الاصطناعي بالفعل خاصة في مجالي السيارات ذاتية القيادة والحوسبة السحابية.
مستقبل واعد:- يقول الخبراء إن «شات جي.بي.تي» يطلق إمكانيات هائلة ليس فقط في مجال البحث وتلقي الأسئلة وكتابة المقالات أو التقارير ولكن في مجالات أخرى أوسع نطاقا بكثير.
وقالت «براسانا أريكالا» كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في شركة «كور.إيه.آي» إن هذا النموذج من المساعدين المزودين بالذكاء الاصطناعي والقدرة على الدردشة قد يتحول إلى أنشطة أخرى يقوم بها المستهلكون عبر الإنترنت مثل التسوق أو إدارة الميزانيات أو تتبع التمارين الرياضية.
ويقول «كاميرون ترنر» نائب الرئيس المعني بعلوم البيانات لدى «كين+كارتا»، شركة الاستشارات التي تقدم المشورة للشركات بشأن استخدام البيانات بشكل فعال لتطوير أعمالها، إن «شات جي.بي.تي» نفسه يمكن أن يساعد في تدريب بقية نماذج الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن البرنامج يمكن أن يساعد في إنتاج بيانات منظمة لتحويل المعلومات إلى أداة يمكنها تدريب نماذج ذكاء اصطناعي أخرى على استخدامات أكثر تخصصا. فعلى سبيل المثال يتم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في أبحاث الرعاية الصحية ومكافحة الهجمات الإلكترونية وتحسين الخدمات اللوجستية لسلاسل التوريد.
ولا يقتصر الأمر على الإنترنت. يقول خبراء التكنولوجيا إنهم يأملون أيضا في أن تعزز أداة معالجة اللغة المتطورة الخاصة بشركة «أوبن إيه.آي» أنواعا أخرى من التكنولوجيا المتطورة التي يتفاعل معها البشر.
وقالت «تيسكا فيتزجيرالد» الأستاذة المساعدة في جامعة يل الأمريكية إن ذلك يمكن على سبيل المثال أن يساعد الروبوتات على تعلم التواصل. وقالت إنه يمكن استخدام تقنية «جي.بي.تي» لمساعدة الروبوتات على التحدث مع البشر.
المصادر: أرقام- نيويورك تايمز- بيزنس انسايدر- ذا كونفرزيشن- سي.إن.إن- بي.بي.سي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى