اقتصاد دولي

ميناء صغير في بورتوريكو يتحول إلى مختبر ذكي لسيولة التجارة

اكتشفت «سكيل إيه آي» (Scale AI)، وهي شركة ذكاء اصطناعي مقرها كاليفورنيا، شيئاً غريباً في ميناء «بورت أو بونس» في بورتوريكو، تمثل في وجود رافعتين معطلتين.
المثير للاستغراب أن موانئ الشحن هي مشروعات ذات رأس مال ضخم ومصممة للعمل بكامل طاقتها، حيث تعمل رافعات نقل الحاويات من السفن إلى الميناء على مدار الساعة. وعادة ما تكون فكرة إبطاء العمليات بما يكفي لإجراء البحث والتطوير غير واردة. لكن «سكيل» ستعلن يوم الخميس عن خطط لاستثمار مليوني دولار خلال الأشهر الـ 12 المقبلة لتحويل جزء من ميناء «بونس» إلى «مختبر ميناء ذكي»، حيث يخطط الباحثون لبناء مجموعات أجهزة التحكم الذاتي التي يمكن دمجها في هاتين الرافعتين الخاملتين. ستطور «سكيل» أيضاً أنظمة تفتيشٍ آليةٍ وأنظمة مراقبةٍ تعمل بمساعدة الكمبيوتر وسجلات استلام رقمية ستتبع حركة الحاويات وتراقبها.
ألماسة غير مصقولة:- قال مايكل كراتسيوس، العضو المنتدب لشركة «سكيل إيه آي» «لقد بحثنا في البلد بأكمله للعثور على مكان به هذه المعدات المحددة وهذه المنطقة المحددة للبناء. «بونس» ألماسة غير مصقولة. إنها المكان الوحيد في الولايات المتحدة الذي يمكننا فيه القيام بذلك. « يمثل هذا النبأ حافزاً لميناء «بونس»، الذي يخدم ثاني أكبر مدينة في بورتوريكو ويقع على الساحل الجنوبي. وقال مسؤولو الميناء إن الحكومة اشترت رافعتين (زد بي إم سي) في 2009 مقابل 22.7 مليون دولار، لكنهما لم تعملا منذ ما لا يقل عن خمس سنوات.
كما أثر الإعصار ماريا في 2017، والزلازل المدمرة في 2020 والإعصار فيونا في 2022، على المنشآت. وبينما يتعامل الميناء مع نحو 125 سفينة شحن البضائع السائبة وعدد قليل من سفن الرحلات البحرية سنوياً، فإنه لا يستقبل سفن حاويات، رغم وجود ساحة حاويات بها 524 ألف موقع وثلاثة أرصفة يمكن أن تستوعب سفن «باناماكس»، والتي يمكن أن تحمل عادة ما يصل إلى 4500 حاوية.
قال الحاكم بيدرو بييرلويزي في بيان: «سيكون تكامل الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي عاملاً أساسياً في توفير فرص العمل والتنمية الاقتصادية في جنوب بورتوريكو. «مختبر الميناء الذكي» هو مثال آخر للاستثمارات التي تراهن على النظام البيئي المتطور للأعمال في بورتوريكو باعتباره رائدا للابتكار في منطقة البحر الكاريبي.»
أفاد «كراتسيوس» بأن «سكيل إيه آي» تعتزم من خلال المشروع الجديد جلب مشغلي الموانئ العالميين من جميع أنحاء العالم لرؤية ما يمكن أن يبدو أي ميناءٍ ذكيٍ في المستقبل». «سكيل إيه آي»، التي تأسست في 2016، متخصصة في توفير البنية التحتية للبيانات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وبدعم من «فاوندرز فاند» (Founders Fund) و»أكسيل» (Accel) و»غلوبال تايغر مانجمنت» (Tiger Global Management) بلغت قيمة الشركة 7.3 مليارات دولار في 2021، وفقاً لموقعها على الإنترنت. قال هكتور أغوستو، المدير التنفيذي لهيئة ميناء «بونس»، إن مشاركة «سكيل» ستسلط الضوء على الميناء بينما يحاول حشد الأعمال. وأضاف «يجب أن يستثير اهتمامنا بشدة وأن يمنحنا الفرصة لعرض أنفسنا على المسرح الدولي.. سواء أكان ما يفعلونه سينجح أم لا، فلا يمكنني إعطاءك رأياً، لكننا نريد أن نكون جزءاً من مستقبل الملاحة والنقل البحريين.»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى