اقتصاد دولي

“العظماء السبعة” يكتسحون الإيرادات و”تيسلا” خارج السباق

أنصف موسم الإفصاح المالي للشركات عن أداء الربع الأول من العام الحالي 2024، الشركات الكبرى أو ما يطلق عليها “العظماء السبعة”، مع استبعاد نتائج أعمال أكبر شركة في صناعة السيارات الكهربائية في العالم “تيسلا“، وجاءت المؤشرات والنتائج في مصلحة الشركات الكبرى، خصوصاً شركات التكنولوجيا وعلى رأسها “أمازون” و”غوغل” و”ميتا”، على رغم مخاوف المستثمرين في “وول ستريت” من الكلفة الزائدة المرتبطة بأدوات الذكاء الاصطناعي.

وتضم “العظماء السبعة” أو “ماغنيفيست سفن” (Magnificent Seven)، شركات “ألفابت” و”أمازون” و”أبل” و”ميتا بلاتفورم” و”مايكروسوفت” و”إنفيديا” و”تيسلا”، ويعود مصطلح “العظماء السبعة” لفيلم أميركي عرض في ستينيات القرن الماضي يحمل الاسم نفسه، بينما أعيد استخدام المصطلح ضمن عالم المال، في إشارة إلى سبعة أسهم عالية الأداء ومؤثرة في قطاع التكنولوجيا.

في منتصف هذا الأسبوع، أعلنت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة “أمازون” أن أرباحها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 تضاعفت ثلاث مرات، مع ازدهار أعمالها في قطاع الحوسبة السحابية والإعلانات وتجارة التجزئة، وارتفع سعر أسهم “أمازون” بنحو واحد في المئة في تعاملات ما بعد الإغلاق جلسة الثلاثاء الماضي، بعدما نشرت الشركة أرقام أرباحها وسط تخوف بورصة “وول ستريت” من تأثير الكلفة المرتفعة لأدوات الذكاء الاصطناعي في أرباح الشركة.

وأعلنت الشركة التي يقع مقرها في سياتل بالولايات المتحدة عن أرباح بقيمة 10.4 مليار دولار، من إيرادات إجمالية بلغت 143.3 مليار دولار، مقارنة بأرباح قدرها 3.2 مليار دولار من أصل إجمالي مبيعات بلغ 127.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتعليقاً على ذلك، قال الرئيس التنفيذي لـ”أمازون” آندي غاسي في بيان إعلان الأرباح “لقد كانت بداية جيدة لهذا العام في جميع مجالات الأعمال”.

وصرح المدير الإداري لشركة “غلوبال داتا” نيل سوندرز في مذكرة للمستثمرين بأن “أمازون” تفتتح عامها المالي الجديد بمجموعة قوية من الأرقام التي تظهر أنها تخلصت في الغالب من الضغوط في الاقتصاد الاستهلاكي، موضحاً أن متاجر “أمازون” الإلكترونية سجلت ارتفاعاً في مبيعاتها بنسبة سبعة في المئة خلال هذا الربع، على رغم الضغوط الكبيرة من شركات منافسة مثل “شي إن” و”تيمو”، وأضاف سوندرز أن “بيانات عملائنا لا تزال تظهر أن ’أمازون‘ تشكل نقطة محورية للمستهلكين الباحثين عن القيمة مقابل المال والراحة”، معرباً عن اعتقاده بأن “المشتركين في خدمة ’+برايم+‘ يلجأون بدرجة أكبر إلى ’أمازون‘ لتحقيق أقصى قدر من القيمة من اشتراكاتهم”.

من جهته اعتبر كبير محللي “إي ماركتر” بليك دروش أن النمو في مبيعات المتاجر عبر الإنترنت يشير إلى أن التحول الذي شهدته أعمال التجارة الإلكترونية في “أمازون” العام الماضي لا يزال مستمراً، قائلاً “على رغم أن أعمال التجارة الإلكترونية الأساسية لم تعُد المحرك الأكبر للنمو، إلا أنها تظل عنصراً أساساً” لدى “أمازون”، خصوصاً في “دفع أعمالها الإعلانية”.
أما غاسي، فشرح أن جاذبية قدرات الذكاء الاصطناعي تدفع الشركات إلى تحديث البنى التحتية بالاعتماد على قسم الحوسبة السحابية” في “أمازون” الذي يسير على الطريق الصحيح لجلب 100 مليار دولار للمجموعة العملاقة على مدى عام.

وحول الأرباح أوضح غاسي “لقد شهدنا زخماً كبيراً على جبهة الذكاء الاصطناعي”، مشيراً إلى أن “الشركات تسعى إلى تحقيق هذا الهدف المتاح بسهولة نسبياً والمتمثل في تحديث بنيتها التحتية”.
وأظهرت أرقام الأرباح أن إيرادات قسم الحوسبة السحابية في الربع المنتهي أخيراً بلغت 25 مليار دولار، مقارنة بـ21.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وذكرت “أمازون” أن الإعلانات جلبت 11.8 مليار دولار بزيادة قدرها 24 في المئة عن الربع نفسه من العام السابق، وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 75 في المئة تقريباً خلال الأشهر الـ12 الماضية، وسط إشادة من المستثمرين بخفض الكلف بصورة كبيرة، وزيادة المبيعات وإمكانات منصة الحوسبة السحابية الخاصة بها في عصر الذكاء الاصطناعي الآتي.
وتخطط الشركة التي أسسها جيف بيزوس لاستثمار مليارات الدولارات في مراكز بيانات “أي دبليو إس” في المكسيك والسعودية والولايات المتحدة خلال الأعوام المقبلة، بحسب بيان الأرباح.

إلى ذلك، جاء تجاوز “أمازون” لتوقعات السوق بعدما حققت شركتا “غوغل” و”مايكروسوفت” الأسبوع الماضي أرباحاً فصلية فاقت التقديرات، ووفرتا نظرة إيجابية في شأن قدرتهما على توليد مداخيل من استثماراتهما الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي أيضاً، كذلك تخطت إيرادات “ألفابت”، الشركة الأم لـ”غوغل”، 80 مليار دولار في الربع الأول من العام الحالي، منها 23.7 مليار دولار كأرباح صافية بنسبة زيادة تصل إلى 57 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بعدما جاء أداء منصتها السحابية جيداً، إذ وصلت الأرباح التشغيلية لها إلى 900 مليون دولار.

وأعلنت شركة “مايكروسوفت” عن أرباح بلغت نحو 22 مليار دولار في الفترة الممتدة بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) الماضيين بزيادة قدرها 20 في المئة، وحققت منصة “إنتلجنت كلاود” (مراكز البيانات والخوادم والبرامج البعيدة) قفزة في إيراداتها بنسبة 26 في المئة مسجلة وتيرة هي الأسرع منذ عامين.
وعلى رغم أن نظيرتها “ميتا” خيبت آمال “وول ستريت” بعدما  أعلنت عن رفع النفقات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مما سيستغرق أعواماً عدة ليتحول إلى أرباح، إلا أن الشركة المالكة لـ”فبيسبوك” ضاعفت أرباحها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى