مختارات اقتصادية

كيف تواجه الشركات الركود الاقتصادي؟

إذا لم تكن قد خفضت ميزانية شركتك بعد استعدادًا لواحدة من أكثر فترات الركود المتوقعة على الإطلاق، فمن المحتمل أنك اتخذت احتياطات أخرى استعدادًا لعام 2023. حيث يتوقع ثلاثة أرباع الرؤساء التنفيذيين أن ينخفض النمو الاقتصادي العالمي بشكل حاد خلال الـ 12 شهرًا التالية.
ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز» (PwC)، ضم أكثر من 4400 من المديرين التنفيذيين خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، أكد 52% منهم أنهم خفضوا بالفعل تكاليف التشغيل.
كيف تواجه الشركات الركود الاقتصادي؟:- بطبيعة الحال، عند اختيار العناصر المراد تخفيضها، تبدأ العديد من الشركات ببرامج الاستدامة والتنّوع.
– أبلغ 59% من الرؤساء التنفيذيين أنهم يعتزمون إيقاف برامج الشركة البيئية والاجتماعية والحوكمة أو خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من أن 70% أكدّوا أن هذه البرامج قد حسنت بالفعل الأداء المالي لشركاتهم. – وهذا يسبب مشكلة لرواد الأعمال الذين تحركهم المهام مثل «نانسي جينين». – في عام 2019، أسست «جينين» شركة استشارات الأسهم والإدماج (Flexability)، والتي يشمل عملاؤها كلاً من الشركات الصغيرة والشركات العامة مثل «أمريكان إكسبريس».
– لكن في الآونة الأخيرة، بدأت «جينين» في تلقي مكالمات من عملائها لإبلاغها بأنهم لا يملكون الميزانية هذا العام وسيتعين عليهم تخفيض أعمالهم. – على الرغم من قلق جينين بشأن خسارة الأعمال، فإنها تقول إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تعامل الشركات مع قضية الاستدامة والتنّوع في العمل كنوع من المصروفات التي يمكن تخفيضها وليس كاستثمار. – بدوره، بدأ «روب هولزر» في ملاحظة انخفاض مماثل في الأعمال مؤخرًا في شركته (Matter Unlimited)، التي أسسها في عام 2010. – تعمل شركة الاستشارات الاستراتيجية والإبداعية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها مع المنظمات التي تحركها المهام، حتى مع وجود قائمة عملاء يحسد عليها مثل Nike ومؤسسة أوباما وتحقيق مستويات قياسية من الإيرادات في عام 2022، إلا أن «هولزر» لا يزال يشعر بالقلق من تراجع الأعمال. – بغض النظر عما إذا كان الركود قد تحقق أم لا، فإن أصحاب الأعمال الذين يعملون في مجالات التنّوع والشمول يعرفون أن الشركات لا تزال تواجه ضغوطًا لإظهار النتائج عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل التنوع والاستدامة، سواء كان هذا الضغط يأتي من المستثمرين أو العملاء أو شركاتهم. – بالنسبة لبعض العملاء، فإن معالجة التأثير البيئي لشركاتهم صار أمرًا حتميًا لا يمكن التهاون فيه أو تقليصه.
– بل إن كبرى العلامات التجارية مثل تيمبرلاند (Timberland) وول مارت (Walmart)لا تزال تواصل القيام بالاستثمارات التي كانت تخطط لها خلال السنوات القليلة الماضية، ولا تتخلى عنها، وذلك بسبب إدراكها لفوائدها الجمة.
– وبشكل عام يمكن التعامل مع الركود إما من خلال ما يعتزمه الكثير من المديرين بالتخطيط لتخفيض النفقات التي يرونها غير ضرورية مثل المصاريف الناتجة عن الدور الاجتماعي أو البيئي للمؤسسة أو من خلال العمل على توسيع حصة الشركة السوقية وزيادة الإنفاق على التسويق بشكل مدروس بما يسهم في زيادة المبيعات والحد من الآثار السلبية للركود، وهذا أفضل من تقليل انخراط الشركة مجتمعيًا بما يؤثر عليها في المستقبل سلبًا وإن حقق لها وفورات مؤقتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى