أخبار عاجلةاقتصاد كويتي

الكويت تدشّن خط الغاز الخامس بـ 428 مليون دينار

احتفلت شركة البترول الوطنية الكويتية أمس، بتشغيل خط الغاز المسال الخامس بمصفاة ميناء الأحمدي، والذي يعد ثاني أكبر مشاريع الشركة الاستراتيجية من حيث الأهمية والإنتاجية بعد مشروع الوقود البيئي، الذي سبق للشركة تشغيله في شهر مارس الماضي.

وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الصباح، في كلمة ألقاها خلال الحفل الذي أقيم تحت رعايته في مبنى الشركة الرئيسي بمدينة الأحمدي، أن المشروع يحظى بأهمية كبيرة، لارتباطه بالأهداف الرئيسية لاستراتيجية المؤسسة للعام 2040.

وأوضح أن استراتيجية المؤسسة تهدف الى استغلال الأمثل لموارد بلادنا الهيدروكربونية، وعلى وجه الخصوص التوسع في استكشاف وتصنيع الغاز الطبيعي المصاحب وغير المصاحب للنفط الخام، وإنتاج مشتقات نفطية ذات ربحية عالية، تلبي متطلبات الأسواق العالمية، وتتوافق مع اشتراطاتها البيئية.

وقال السعود إن الكويت رائدة في مجال الابتكار، وان القطاع النفطي يستثمر بالطاقات الوطنية لتأمين مستقبل البلاد، مشيرا إلى أن هذا المستقبل مرهون بنجاحنا في توظيف مواردنا بمشاريع تحافظ على مكانة الكويت كمورد أساسي للطاقة النظيفة.

ولفت إلى أن استخدام الغاز في توليد الطاقة أصبح خيارا عالميا مفضلا من الناحيتين البيئية والاقتصادية، مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، حيث يسهم الغاز في المحافظة على البيئة، من خلال تقليل الانبعاثات الضارة بالمناخ.

وأوضـــح السعــــود أن العالم يعيش حاليا مرحلة «العصر الذهبي لصناعة الغاز الطبيعي»، وهو ما يحتم على القطاع مضاعفة الاستثمارات في مشاريع تؤمن إمدادات المواد الهيدروكربونية للأسواق العالمية، مشيرا إلى أن مشروع خط الغاز المسال الخامس يعد جزءا من هذه المعادلة.

وأضاف أن القطاع النفطي الكويتي يلعب دورا حيويا ورئيسيا في دعم اقتصاد الدولة، وفي تحقيق رؤية كويت جديدة 2035، لذا فإن شركات القطاع تعمل بكل جدية من أجل توفير مصادر جديدة للطاقة النظيفة، تتيح أمام اقتصادنا الوطني المزيد من فرص الربح والنمو المستقبلي المستدام.

واختتم السعود كلمته بتهنئة إدارة وموظفي «البترول الوطنية» على تحقيق هذا الإنجاز، منوها بالدور الحيوي والتنموي الرائد الذي تؤديه الشركة، كما أعرب عن تطلعه إلى المزيد من الإنجازات، التي تعزز من نجاحات القطاع النفطي الكويتي، وتسهم في المحافظة على المكانة المتميزة للكويت في صناعة النفط والغاز العالمية.

تلبية احتياجات السوق المحلي

من جانبها، قالت الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية وضحة الخطيب في كلمة مماثلة إن إنشاء خط الغاز المسال الخامس جاء لتمكين الشركة من استيعاب الزيادة المستقبلية المتوقعة في كميات الغاز والمكثفات، التي تنتجها شركة نفط الكويت والشركة الكويتية لنفط الخليج، إضافة إلى كميات الغاز البترولي التي تنتجها مصافي الشركة.

وأوضحت أن مصنع الغاز المسال في مصفاة ميناء الأحمدي بخطوطه الخمسة يلبي احتياجات السوق المحلي من الغاز البترولي المسال، ويساهم في تزويد وزارة الكهرباء والماء باحتياجاتها من غاز الوقود المستخدم في توليد الكهرباء، كما يعد المزود الرئيسي للصناعات التحويلية المحلية.

وأضافت أن المصنع يصدر منتجات بترولية عالية الجودة للأسواق العالمية، تتمثل في غازي البروبان والبيوتان، مما يحقق عائدا ربحيا أعلى لمنتجات الشركة، ويجعل مصفاة ميناء الأحمدي هي القلب النابض للغاز في البلاد.

وتقدمت الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية في ختام كلمتها بالشكر لكل من ساهم في إنجاز المشروع، وخصت بالذكر الكوادر الوطنية، وفرق العمل في مصفاة ميناء الأحمدي، وقطاع المشاريع، والدوائر المساندة والشركات المنفذة، الذين قالت انهم عملوا جميعا كفريق واحد متناغم ومتجانس.

مواجهة التحديات

بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي لمصفاة ميناء الأحمدي شجاع العجمي في كلمته إن خط الغاز المسال الخامس يضيف ما يقارب 30% إلى الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمصنع الغاز بمصفاة ميناء الأحمدي، موضحا أن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع بلغت نحو 428 مليون دينار، أي ما يعادل (1.4 مليار دولار).

وأوضح أن نصيب القطاع الخاص المحلي من إجمالي الميزانية الكلية للمشروع بلغ ما نسبته 29.7%، وهي نسبة تتجاوز نسبة الحد الأدنى المطلوبة للإنفاق والبالغة 20%، لافتا إلى أن هذا يظهر حرص الشركة على دعم المحتوى المحلي، وتشجيع شركات القطاع الخاص على المشاركة بفاعلية في تنفيذ مشاريعها الكبرى.

وأشار العجمي إلى أن عدد العمالة التي شاركت في تنفيذ المراحل المختلفة للمشروع قاربت 7 آلاف عامل، مؤكدا أن الشركة تفخر بأنها نجحت في توفير أعلى معايير الأمن والسلامة لهذا العدد الكبير من العمالة، حيث بلغ عدد ساعات العمل قرابة 58 مليون ساعة عمل دون تسجيل أي حوادث.

ولفت إلى أن نجاح الشركة في تنفيذ ثم تشغيل مشروع بهذه الضخامة لم يخل من مواجهة العديد من التحديات والصعوبات، مشيرا إلى أن من أهمها إنجاز عملية الربط بين خطوط الغاز الطبيعي القادمة من شركة نفط الكويت وخط الغاز الجديد دون التأثير على سلامة التشغيل واستمرار عملية الإنتاج.

ولفت بهذا الصدد إلى أن كوادر الشركة نجحت في التغلب على كافة التحديات، وإنجاز المشروع بالشكل الأمثل.

وتضمن برنامج الحفل عرض فيلم قصير عن خط الغاز المسال الخامس، وآخر تضمن لقاءات مع مهندسي المشروع، كما قدم اثنان من المهندسين الشباب عرضا للتفاصيل المتعلقة به منذ بداياته الأولى حتى الانتهاء من كل أعماله الإنشائية والفنية.

يشار إلى أن خط الغاز المسال الخامس يعزز الطاقة الإنتاجية لخطوط الغاز الأربعة القائمة بطاقة إنتاجية إضافية تقدر بـ 805 ملايين قدم مكعبة قياسية من الغاز، و106 آلاف برميل من المكثفات والغاز المسال في اليوم، بحيث تصبح الطاقة الإنتاجية الإجمالية اليومية للخطوط الخمسة مجتمعة 3 مليارات و125 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، و332 ألف برميل من المكثفات والغاز المسال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى