ارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة مدفوعة بنمو الطلب في الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط في العالم، تزامناً مع إعطاء مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) إشارة إيجابية في شأن إمكانية خفض أسعار الفائدة.
“برنت” يسجل 83.54 دولار للبرميل
إلى ذلك صعدت العقود الآجلة لخام “برنت” 0.7 في المئة أو 58 سنتاً إلى 83.54 دولار للبرميل، فيما زادت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس الوسيط” الأميركي 0.9 في المئة أو 69 سنتاً إلى 79.62 دولار، لكن عقود الخامين انخفضت قليلاً منذ بداية الأسبوع، إذ هبط “برنت” 0.1 في المئة والخام “الأميركي” 0.5 في المئة.
وأظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة انخفضت 4.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما هبطت مخزونات نواتج التقطير 4.1 مليون برميل، وانخفض كلاهما بأكثر من المتوقع، بما يعكس قوة الطلب.
وتعليقاً على ذلك قالت “إيه إن زد” للأبحاث في مذكرة إنه “مع اقتراب موسم القيادة في الولايات المتحدة فقد تشهد السوق شحاً أكبر خلال الأسابيع المقبلة”.
واردات الصين ترتفع 5.1 في المئة
أما في شرق آسيا فارتفعت واردات الصين من النفط الخام 5.1 في المئة أول شهرين من عام 2024 مقارنة بالعام السابق، بينما زاد استهلاك الوقود في الهند 5.7 في المئة على أساس سنوي في فبراير (شباط) الماضي، وسط نشاط قوي للمصانع في ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم.
وفي الأثناء قالت “كابيتال إيكونوميكس” للأبحاث عبر مذكرة إنه “بعد احتساب اليوم الإضافي في فبراير 2024 تكون واردات النفط الخام في الصين قد ارتفعت 3.3 في المئة على أساس سنوي، وهو ما يتماشى مع توقعات زيادة الطلب لهذا العام”.
وأضافت “لكن هذا النمو سيكون أقل بكثير مقارنة بعام 2023 عندما أدى إلغاء قيود ’صفر كوفيد‘ لمكافحة الجائحة إلى زيادة نشاط النقل والسفر”.
وكانت أسعار النفط تلقت دعماً إضافياً من تصريح رئيس المركزي الأميركي جيروم باول أمس الخميس بأن البنك “ليس بعيداً من بناء ثقة كافية بأن التضخم يتراجع، وذلك تمهيداً للبدء في خفض أسعار الفائدة”.
“الطاقة الدولية” تتوقع إمدادات جيدة في 2024
في غضون ذلك ذكرت رئيسة قسم أسواق النفط بوكالة الطاقة الدولية توريل بوسوني لـ “رويترز” أمس الخميس أن “سوق النفط العالمية تتلقى إمدادات جيدة نسبياً هذا العام مع تباطؤ نمو الطلب، في حين يتزايد العرض من الأمريكيتين”، مضيفة على هامش مؤتمر لصناعة النفط في أوسلو أنه “وفقاً لوتيرة نمو الطلب على النفط في المستقبل وقوة الطلب في الصيف وأية انقطاعات غير متوقعة، نرى أن السوق تتلقى إمدادات جيدة نسبياً هذا العام”.
وأشارت إلى أن وكالتها تتوقع بناء على ذلك “هدوءاً نسبياً في الأسواق” رغم قرار تحالف “أوبك+” في الآونة الأخيرة بتمديد خفض الإمدادات.
يشار إلى أن أعضاء “أوبك+” بقيادة السعودية وروسيا اتفقوا الأحد الماضي على تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط 2.2 مليون برميل يومياً خلال الربع الثاني من العام الحالي، مما يوفر دعماً إضافياً للسوق وسط مخاوف في شأن النمو العالمي وارتفاع الإنتاج خارج التحالف.
وقالت بوسوني إنه “بينما نما الطلب على النفط العام الماضي بنحو 2.3 مليون برميل يومياً، فمن المتوقع أن تكون الزيادة في 2024 أقل عند 1.2 إلى 1.3 مليون برميل”.
وتتوقع الوكالة أن تنمو الإمدادات إلى مستوى غير مسبوق عند نحو 103.8 مليون برميل يومياً، والتي تأتي بصورة رئيسة من منتجين من خارج “أوبك+”، بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل وجيانا.
