اقتصاد دولي

بداية عام جيدة لشركات التكنولوجيا بحسب إفصاحات الربع الأول

بدأ موسم الإفصاح المالي للشركات عن أداء الربع الأول من العام الحالي 2024 بصورة مبشرة مع تقدير استمرار تحسن الأداء الذي ساد في 2023.

وعلى رغم مخاوف الأسواق من تأثر شركات التكنولوجيا باستمرار زيادة كلفة الاقتراض مع إبقاء البنوك المركزية على أسعار الفائدة مرتفعة فترة أطول من المتوقع، إلا أن الأداء المالي الجيد لتلك الشركات يشير إلى استمرار منحى صعود أسهمها في السوق.

وجاء القطاع المالي الأفضل أداء من بين الشركات التي أعلنت عن عائداتها وأرباحها في الأسبوع الأول من موسم الإفصاحات، إذ كشفت بنوك استثمارية كبرى مثل “مورغان ستانلي” و”غولدمان ساكس” عن عائدات قوية في الربع الأول، لكن قطاع التكنولوجيا أيضاً أظهر بداية قوية، ومن بين الشركات التي بدأت موسم الإفصاحات هذا الأسبوع شركة “نتفليكس” لبث الفيديوهات على الإنترنت التي تحدثت عن أداء مالي قوي في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام فاق توقعات المحللين في السوق.

وكانت المفاجأة في بيان الشركة أنها أضافت 9.3 مليون مشترك في الربع الأول من العام، بينما كانت تقديرات السوق بإضافة 4.8 مليون مشترك، أي إن الزيادة في عدد المشتركين فاقت الأرقام بنحو الضعف تقريباً، وارتفعت إيرادات “نتفليكس” في الربع الأول بمعدل سنوي بنسبة 14.8 في المئة لتصل إلى 9.37 مليار دولار، مما يعني عائداً على السهم عند 5.28 دولار، بينما كانت توقعات السوق لعائد على السهم بمقدار 4.52 دولار.

استمرار تحسن العام الماضي

في ترجيحاتها للعام الحالي 2024 كله، أعلنت شركة “نتفليكس” عن توقعات أرباح تصل إلى 25 في المئة، وهو تقدير أعلى من تقديراتها المستقبلية السابقة عند نسبة 24 في المئة، وهو كذلك أعلى بصورة واضحة عن نسبة هامش الربح للعام الماضي 2023 الذي كان عند 21 في المئة.

وإذا اعتبرت نتائج “نتفليكس” مؤشراً على أداء شركات التكنولوجيا والتطبيقات الرقمية الكبرى، مثل “ميتا” التي تملك موقع التواصل “فيسبوك” وغيرها، فإن النتائج القوية التي حققتها تلك الشركات وتطبيقاتها العام الماضي، يمكن أن تستمر هذا العام أيضاً.

في غضون ذلك تقدر شبكة “سي أن بي سي” بأن إفصاحات الشركات في الأيام المقبلة ربما تكون مؤشراً على الأداء المالي للعام الحالي كله.

وكانت شركات التكنولوجيا الكبرى، خصوصاً صاحبة أكبر التطبيقات الإلكترونية حققت عائدات هائلة بمئات مليارات الدولارات العام الماضي، واقتربت عائدات أكبر خمسة تطبيقات من 300 مليار دولار بحسب تقديرات موقع “بيزنس آب” الذي يتابع التطبيقات الرقمية، إذ وصل عدد المشتركين في تلك التطبيقات، وهي “فيسبوك” و”إنستغرام” و”أوبر” و”نتفليكس” و”يوتيوب” إلى 8.3 مليار شخص العام الماضي 2023.

وإذا اعتبرنا نتائج أعمال “نتفليكس” المالية عن الربع الأول هذا الأسبوع وتوقعاتها للعام الحالي كله دليلاً على احتمالات أداء الشركات المماثلة، فإن شركات تطبيقات التواصل الكبرى يمكن أن تظل على مسار النمو هذا العام من ناحية زيادة أعداد المشتركين وارتفاع العائدات والأرباح، على رغم أن شركات التكنولوجيا عموماً هي الأكثر تأثراً بأسعار الفائدة التي أصبح من الواضح الآن أنها لن تبدأ بالانخفاض قريباً.

وإذا كانت الشركات الكبرى مثل “ميتا” و”غوغل” حظيت بنصيب الأسد من عائدات وأرباح التطبيقات الكبرى العام الماضي، فإن نصيب بعض الشركات والتطبيقات الرقمية الأخرى ربما يكون أفضل هذا العام، إذ إنه طبقاً لما نشره موقع التطبيقات المشار إليها فإن نصيب “فيسبوك” و”إنستغرام” وكلاهما مملوك لشركة “ميتا” كان تقريباً  ثلثي عائدات التطبيقات الخمسة الكبرى في 2023 والتي فاقت 297 مليار دولار.

“ميتا” في المقدمة

لكن إذا جاءت إفصاحات الربع الأول من هذا العام في حدود توقعات السوق أو حتى أقل منها، فإن شركة “ميتا” تظل صاحبة النصيب الأكبر من العائدات والأرباح بين شركات التكنولوجيا المالكة للتطبيقات الرقمية، إذ واصلت أعداد المشتركين في تطبيقات الشركة الارتفاع حتى الربع الرابع من العام الماضي ليصل عدد مستخدميها إلى 4 مليارات شخص في الشهر، مما جعل الشركة تعلن عن عائدات فاقت 40 مليار دولار للربع الرابع من العام الماضي وحده.

 وفي متوسط العائدات للعام الماضي كله، جاء تطبيق “فيسبوك” في مقدمة التطبيقات الكبرى بزيادة بنسبة 15.6 في المئة عن عائدات العام السابق 2022 ولتصل عائداته إلى 134.9 مليار دولار، وبما أن التطبيق يستحوذ على ربع سوق الإعلانات الرقمية (23.5 في المئة) في الولايات المتحدة وحدها، فمن الطبيعي أن زيادة العائدات العام الماضي تعود في قدر كبير منها لزيادة الدخل من الإعلانات الرقمية، وأدى ارتفاع عدد مرات تنزيل التطبيق العام الماضي (553 مليون مرة) إلى مزيد من الإعلانات الرقمية.

أما تطبيق “إنستغرام“، فبلغت إيراداته العام الماضي 60.3 مليار دولار من خلال 2.3 مليار مستخدم للتطبيق، وتشهد أعداد مستخدمي التطبيق الذي أطلق عام 2010 زيادة مطّردة وبصورة سريعة، إذ أصبح واحداً من أكبر مواقع التواصل وأكثرها تأثيراً في العالم.

ومن بين التطبيقات الخمسة الكبرى بعد تطبيقي “فيسبوك” و”إنستغرام”، يأتي تطبيق “أوبر” لخدمة التوصيل بالسيارات الذي حقق إيرادات العام الماضي بقيمة 37.2 مليار دولار بارتفاع بنسبة 16 في المئة عن العام السابق 2022 مع زيادة عدد رحلات سائقيه، وارتفاع عدد مستخدمي التطبيق إلى 137 مليون مستخدم في 2023.

أما في المرتبة الرابعة من حيث أعلى إيرادات العام الماضي فجاءت شركة “نتفليكس” بإيرادات بلغت 33.7 مليار دولار وفرها 238 مليون مستخدم، ثم خامس التطبيقات التي حققت أعلى إيرادات العام الماضي فهو “يوتيوب” محققاً 31.5 مليار دولار، بعدما بلغ عدد مستخدميه 2.7 مليار مستخدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى