مختارات اقتصادية

ما سِمات عقلية المتداول الرابحة؟

من السهل أن يشعر المتداول بالثقة في قدرته على الشعور بالهدوء والالتزام من أجل البدء في جلسات التداول الخاصة به قبل فتح السوق.
ومع ذلك، بمجرد مرور الوقت وافتتاح الأسواق، تصبح القصة مختلفة تماماً. عندما تواجه قرارات مالية حقيقية، من السهل جدًا أن تلعب العواطف دورها.
ووفقًا للعديد من الدراسات التي أُجريت على المتداولين، تبين أن الذي يفصل المتداول الرابح عن المتداول الخاسر؛ ليس صياغة استراتيجيات تداول أفضل ولا أن المتداولين الرابحين أكثر ذكاءً، أو يقومون بتحليل السوق بشكل أفضل. ولكن تبين أن ما يفصل المتداول الرابح عن المتداول الخاسر هو عقليته.
لسوء الحظ، فإن الأمر ليس بهذه السهولة. هناك الكثير من المتداولين الذين يستخدمون استراتيجيات وأنظمة التداول الذكية والمصممة تصميما جيدا ولكنهم لا يزالون يخسرون المال بانتظام بدلا من كسبه.
هناك عدد قليل من التجار الذين يربحون باستمرار -أو على الأقل معظم الوقت- وهم أولئك الذين طوروا العقلية النفسية المناسبة التي تمكنهم من أن يكونوا رابحين.
تبني موقف سلبي تجاه الأسواق وعن نفسك
– تشمل المواقف والمعتقدات السلبية حول السوق معتقدات مثل أن السوق يعمل ضدك. هذه المعتقدات السلبية – والخاطئة – يمكن أن يكون لها تأثير كبير على قدرة المتداول على النجاح. – كما أن معتقداتنا عن أنفسنا هي عناصر حاسمة في علم النفس التجاري. والسمة الشخصية التي يشترك فيها جميع المتداولين الرابحين تقريبًا هي الثقة بالنفس.
– يمتلك المتداولون الرابحون إيمانًا راسخًا بقدرتهم على الربح – وهو اعتقاد لا يتزعزع بسبب عدد قليل أو حتى عدة صفقات خاسرة.
– وعلى النقيض من ذلك، فإن العديد من التجار الخاسرين لديهم شكوك جدية ومزعجة. لسوء الحظ، إذا كنت ترى نفسك كمتداولٍ خاسراً ومصاباً بسوء الحظ، فإن هذا الاعتقاد يميل إلى أن يصبح نبوءة تحقق نفسها.
– ويُعزى السبب في ذلك إلى أن المتداول الذين يشك في قدراته غالبا ما يتردد في الضغط على الزر وبدء الصفقات، وبالتالي غالبا ما تفوته فرص تجارية مربحة.
– كما أنه يميل إلى الرضا بالأرباح قصيرة الأجل، خوفا من تحول السوق ضده في أي لحظة. الخصائص الرئيسية للمتداول الرابح:- من الناحية النفسية، يشترك أفضل المتداولين في نفس الخصائص الرئيسية، بما في ذلك ما يلي: 1- تقبل المخاطرة:- إن الأشخاص الذين لا يستطيعون تقبل الصفقات الخاسرة، لا يمكن أن يصبحوا رابحين، لأن خسارة الصفقات هي ببساطة جزء من عملية التداول.
– يتقبل المتداول الرابح حالة عدم اليقين المتأصل في عملية التداول. إذ إن التداول ليس مثل استثمار الأموال في حساب التوفير مع عائد مضمون – وهو قادر أيضًا على التكيف بسرعة مع ظروف السوق المتغيرة. إذا كانت حركة السعر تشير إلى أنه بحاجة إلى تغيير وجهة نظره بشأن تحركات الأسعار المستقبلية المحتملة، فإنه يفعل ذلك دون تردد.
– وهو يبذل الجهد اللازم ويتخذ الخطوات اللازمة ليكون منضبطًا ذاتيا ويعمل وفق قواعد إدارة المخاطر. وهو ليس مقامراً متهوراً. بل يحسب بعناية المخاطر المحتملة مقابل المكافأة المحتملة قبل الدخول في أي تجارة.
2- فهم آلية التداول:- إن ما يجعل التجارة «تجارة جيدة» ليس ما إذا كانت مربحة أو خاسرة – التجارة تظل جيدة طالما أنها توفر مكافأة محتملة أكبر من المخاطر، أو احتمالات نجاحها في صالحك، بغض النظر عن النتائج.
– يعمل المتداول الرابح على أساس أنه إذا استمر في «الصفقات الجيدة»، فإنه سيكون في نهاية المطاف رابحاً بشكل عام.
– أما المتداول الخاسر فيحدد بشكل غير صحيح أي صفقة تخسر المال على أنها «صفقة سيئة» وأي صفقة تجني المال على أنها «صفقة جيدة»، بغض النظر عما إذا كان هناك أساس معقول لذلك الاعتقاد. – إن تقييم الصفقات فقط على أساس الربح أو الخسارة لا يعدو مجرد كونه مكافآت عشوائية مماثلة للعب آلة القمار.
عادات المتداول الرابح:- – يقوم المتداول الرابح بمراجعة وتقييم أدائه التجاري بانتظام. وهو يفهم أن التداول هو المهارة التي يتم إتقانها فقط من خلال ممارسة صارمة مع مرور الوقت. – وهو ايضًا يتسم بالمرونة؛ فهو لا يتأثر بالعواطف عند اتخاذ القرارات. وهو قادر على عرض السوق بموضوعية.
– وهو لا يتردد في المخاطرة بالمال عندما يرى فرصة ربح حقيقية بناءً على تحليل السوق واستراتيجية التداول الخاصة بهم.
فهم أن السوق لا يمكن التنبؤ بها:- المتداول الرابح يتقبل حقيقة أن السوق هي في نهاية المطاف لا يمكن التنبؤ بها، وأنه لا يوجد آلية تحليل للسوق مؤكدة أو استراتيجية من شأنها أن تتنبأ بتحركات الأسعار بشكل لا يشوبه شائبة. – ومن منطلق إدراكه لهذه الحقيقة، يراقب السوق بعناية بحثًا عن أي علامات تشير إلى أن تحليله خاطئ، وإذا رأى مثل هذه العلامات، سارع في ضبط موقفه التجاري.
– وعلى النقيض من ذلك، فإن المتداول الخاسر، بمجرد أن يبدأ في التداول، يميل إلى البحث عن المؤشرات التي تثبت أنه على حق، ولا يهتم بأي مؤشرات تتعارض مع تحليلاته.
– وبالتالي، فإنه غالبا ما ينتهي به الحال إلى البقاء في الصفقات الخاسرة لفترة طويلة جدا وتكبد خسائر كبيرة دون داعٍ.
حرية وانضباط المتداول:- التداول هو في الأساس لا حدود له، والسوق هو بيئة حرة تماما. أنت حر في الشراء أو البيع أو الدخول أو الخروج، في أي وقت من الأوقات.
– ومع ذلك، فإن الانضباط الذاتي أمر بالغ الأهمية للمتداول الرابح. لسوء الحظ، عادة ما يكون الانضباط الذاتي هو أصعب أنواع الانضباط. – إذ يميل معظمنا إلى الالتزام بالقواعد المفروضة علينا من خارج أنفسنا، على سبيل المثال، علامة «ممنوع الوقوف»، أكثر من الالتزام بالقواعد التي نخلقها لأنفسنا.
– ويكون لسان حالنا، «حسنًا، لقد وضعتُ القاعدة، لذلك أنا حر في كسرها». قد يكون هذا صحيحًا من الناحية الفنية، لكنه ليس موقفاً من شأنه أن يخدمك بشكل جيد في التداول.
الحل في داخلك – يعتقد المتداول الخاسر بطريق الخطأ أن إتقان السوق نفسه هو مفتاح الربح. ويغيب عنه حقيقة أنه لا يمكن السيطرة على السوق. – إن ما يمكنك التحكم فيه هو نفسك والقرارات التي تتخذها فيما يتعلق بأفعال السوق. يدرك المتداول الرابح هذه الحقيقة ويبذل جهدًا أكبر في ضبط نفسه وإجراءات التداول الخاصة به أكثر مما بذلوه في محاولة لإتقان تحليل السوق. – ولا يفهم من ذلك أن تحليل السوق ليس مفيدًا. ولكنه عدد من المؤشرات الفنية أو الأساسية المختلفة، لا حصر لها تقريبا. لذا من الأفضل قضاء وقت المتداول في إتقان مهاراته في التداول.
خلاصة القول:- – إن التداول لُعبة صعبة الإتقان. وعدد قليل جداً من الناس ينجحون فيه. ومع ذلك، من الممكن لأي شخص تقريبا أن يصبح متداولًا رابحًا طالما كان على استعداد لبذل الجهد اللازم لتطوير العقلية النفسية المناسبة والتمتع بانضباط ذاتي صارم.
المصدر: معهد تمويل الشركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى