يُبشر الذكاء الاصطناعي، وبخاصة الأساليب التي تعتمد على البيانات مثل التعلّم الآلي، بتغير جذري في الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية على مستوى العالم. لا سيّما وأنه قد أحدث بالفعل ثورة في العديد من الصناعات وجوانب المجتمع، بدءًا من إدخال روبوتات المحادثة لخدمة العملاء إلى تطبيقات خرائط جي بي إس.
بيد أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول الذكاء الاصطناعي واستخداماته المحتملة. في الأسئلة والأجوبة التالية، تشرح “كاي فيرث بترفيلد»، رئيسة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في المنتدى الاقتصادي العالمي، الأنواع المختلفة للذكاء الاصطناعي، والتطورات والتطبيقات المهمة في مجال التعلّم الآلي، والأهم من ذلك، سوء الفهم الشائع حول الذكاء الاصطناعي.
ما هو الذكاء الاصطناعي .. وما أشهر المفاهيم المغلوطة حوله؟
تفاصيل قد لا تعرفها عن الذكاء الاصطناعي
ما أنواع الذكاء الاصطناعي المختلفة؟:- توضح «كاي» أن الذكاء الاصطناعي يتكون من عدة نماذج مختلفة للتعلم الآلي. تشمل هذه النماذج، على سبيل المثال لا الحصر، التعلّم المعزز، والتعلّم الخاضع للإشراف وغير الخاضع للإشراف، ومعالجة اللغة الطبيعية، والتعلّم العميق.
– تستطرد بقولها إن جميع نماذج التعلّم الآلي تعمل على تطوير التوقعات الإحصائية وتعزيزها، ولكنها تختلف في استخدامها وفهم البيانات.
– على سبيل المثال، شات «جي بي تي» هو عبارة عن روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي ويستطيع إنشاء فقرات متماسكة وقادر على التنبؤ بالكلمة التالية الأكثر احتمالاً في الجملة.
ما أبرز الأفكار المغلوطة حول الذكاء الاصطناعي؟
– تجيب «كاي» بأن الذكاء الاصطناعي ليس ذكاءً ولكنه تنبؤ. وأننا شهدنا مع النماذج اللغوية الكبيرة، زيادة في قدرة الآلة على التنبؤ بدقة وتنفيذ النتيجة المرجوة، إلا أنه من الخطأ مساواة هذه القدرة بالذكاء البشري.
– يتضح هذا عند فحص أنظمة التعلّم الآلي التي، في الغالب، لا يزال بإمكانها القيام بمهمة واحدة فقط بشكل جيد للغاية في كل مرة.
– بيد أن هذا لا يعادل مستويات التفكير البشرية التي يمكن أن تسهّل تعدّد المهام بسهولة. إذ يمكن للبشر أخذ المعلومات من مصدر واحد واستخدامها بعدة طرق مختلفة.
ما أعظم إمكانات الذكاء الاصطناعي؟:- يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانات هائلة لفعل الخير في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية ومكافحة تغير المناخ.
– على سبيل المثال، FIRE AID هو نظام كمبيوتر يعمل بالذكاء الاصطناعي ويستخدم خرائط مخاطر حرائق الغابات للتنبؤ باحتمالية نشوبها بناءً على التغيّرات الموسمية.
– كما يحلّل مخاطر حرائق الغابات وشدتها للمساعدة في تحديد تخصيص الموارد.
– كذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية لتحسين رعاية المرضى من خلال توفير المزيد من الوقاية والتشخيص والعلاج الفعّال. – تؤدي الكفاءات المحسّنة أيضًا إلى خفض تكاليف الرعاية الصحية. علاوة على ذلك، تم تعيين الذكاء الاصطناعي على نطاق كبير لرعاية المسنين.
ما مواطن المبالغة في التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي؟:- توضح «كاي» أن المبالغة في إمكانات الذكاء الاصطناعي تنبع إلى حد كبير من سوء الفهم حول إمكانات الذكاء الاصطناعي وما يمكن أن يفعله في الواقع.
– إذ إن فكرة أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي سيحل محل الذكاء البشري أمر غير محتمل.
– هناك عائق آخر أمام اعتماد الذكاء الاصطناعي وهو حقيقة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تستمد بياناتها من مصادر غير تمثيلية.
– يتم إنتاج الغالبية العظمى من البيانات بواسطة شريحة سكانية في أمريكا الشمالية وأوروبا، مما يؤدي إلى أن تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه النظرة للعالم. – وفي الوقت ذاته، لا يزال ما يقرب من 3 مليارات شخص يفتقرون إلى الوصول المنتظم إلى الإنترنت ولم ينشئوا أي بيانات بأنفسهم.
ما أكبر المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي؟:- تجيب «كاي» بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي حديثة بشكل لا يصدق. لذلك، يجب على الشركات وعامة الناس توخي الحذر قبل استخدامها.
– إذ يجب أن يتحقق المستخدمون دائمًا من أن نظام الذكاء الاصطناعي قد تم تصميمه وتطويره بطريقة مسؤولة – وأنه قد تم اختباره جيدًا.
– ذلك لأن مخاطر استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي غير المختبرة وضعيفة التطور لا تهدد فقط قيمة العلامة التجارية وسمعتها، ولكنها أيضًا تعرض مستخدميها للتقاضي.
– في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، أوضحت اللوائح الحكومية أن الشركات ستخضع للمساءلة عن استخدام أدوات التوظيف التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن يكون بها تمييز.
– هناك أيضًا مخاوف الاستدامة الرئيسية المحيطة بالذكاء الاصطناعي وأنظمة الكمبيوتر المتقدمة، والتي تستخدم قدرًا هائلاً من الطاقة للتطوير والتشغيل. – وبالفعل، فإن البصمة الكربونية للنظام الإيكولوجي الكامل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعادل انبعاثات الوقود في صناعة الطيران.
ما الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول؟:- ترد «كاي» بأنه أولاً وقبل كل شيء، يجب أن يفكر الناس فيما إذا كان الذكاء الاصطناعي هو أفضل أداة لحل مشكلة أو تحسين نظام أم لا.
– إذا كان الذكاء الاصطناعي مناسبًا، يجب تطوير النظام بعناية واختباره جيدًا قبل طرحه للجمهور.
– يجب أن يكون المستخدمون على دراية باللوائح القانونية – ويجب على القطاعين العام والخاص العمل معًا لتطوير أطر حماية مناسبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. – وأخيرًا تعقب بأنه يجب على المستخدمين استخدام الأدوات والموارد المختلفة التي تم تطويرها للمساعدة في الدخول إلى الذكاء الاصطناعي المسؤول.
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum)
