أخبار عاجلةاقتصاد دولي

«وول ستريت» تقرأ في مؤشرات الركود وانحسار التضخم

وهنا يشير الاستراتيجيون إلى أن الانكماش أمر غير مؤكد، لكنهم في المقابل يرون في التضييق النقدي الضخم من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتباطؤ الحاد في سوق الإسكان، فضلاً عن منحنى عائد الخزانة المقلوب، أسباباً جوهرية لتوقع توقف هذا النمو.

عادة ما تكون حالات الركود أخباراً سيئة للأسهم، ويعتقد بعض المستثمرين أن الانخفاض الحاد في السوق لعام 2022 يشير إلى دخوله بالفعل مرحلة معينة من التباطؤ. فقد انخفض مؤشر «إس آند بي» بنسبة 25.2% من أعلى مستوى له على الإطلاق خلال عام، منها 14.6% منذ يناير/كانون الثاني وحتى تاريخه؛ وذلك مقارنة بمتوسط انخفاض قدره 28% سجله المؤشر في فترات الركود منذ الحرب العالمية الثانية. وفقاً لبيانات «سي إف آر إيه ريسيرش». ومع ذلك، يزيد الكثير من المستثمرين في وول ستريت تخصيصاتهم لمناطق السوق التي تشتهر بتفوقها في الأداء خلال الأوقات الاقتصادية المضطربة.

رأي الخبراء

قال جاك أبلين، كبير مسؤولي الاستثمار في «كريسيت كابيتال»، والذي يتوقع ركوداً معتدلاً في عام 2023: «عندما يستشعر المستثمرون الركود، فإنهم يبحثون عن الشركات التي تُدر دخلاً بغض النظر عن دورة العمل».

وفي توقعاتهم لعام 2023، أوصى الاستراتيجيون في معهد «بلاك روك» للاستثمار بالاحتفاظ بالأسهم في قطاع الرعاية الصحية، وهو مجال يُعتقد أن الطلب فيه أقل حساسية للتقلبات الاقتصادية. وبالفعل، انخفض مؤشر «إس أند بي» للرعاية الصحية بنحو 1.7% فقط منذ بداية العام حتى الآن، متفوقاً بفارق شاسع على أداء المؤشر الأوسع. وقالوا: «إن الشركة تفضل أيضاً أسهم الطاقة والأسهم المالية، على الرغم من أنها تقلل من ثقل الأسواق المتقدمة ككل».

وحذّر خبراء «بلاك روك» من ركود قادم، وبأن البنوك المركزية في طريقها للإفراط في تشديد السياسة في الوقت الذي تسعى فيه إلى ترويض التضخم. وفي رأيهم أيضاً، لا تعكس تقييمات الأسهم بعد الضرر المقبل.

الذهب والدولار

أما محللو «جيه بي مورغان» فتوقعوا حدوث ركود معتدل، وأن يختبر «إس أند بي» أدنى مستوياته لعام 2022 في الربع الأول من العام المقبل. وذكر البنك في بيانه أن التقييمات فوق المتوسط، وتشدد الفيدرالي، يجعلان الأسهم الأمريكية غير جذابة مقارنة بالأسواق المتقدمة الأخرى. ووصف البنك المملكة المتحدة بأنها أفضل اختيار لاستثماراته في المرحلة الراهنة.

وتوقع «بنك أوف أمريكا» أن تدخل الأسهم الأمريكية العام المقبل من دون تغيير، لكنه توقع أيضاً ارتفاع أسعار الذهب بنسبة تصل إلى 20%، مدعوماً بانخفاض الدولار. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تسعير المواد الخام مثل الذهب يتم بالدولار الأمريكي، وعليه يصبح المعدن الثمين أكثر جاذبية للمشترين الأجانب عندما تنخفض قيمة العملة.

نمو في سوق هابطة

في غضون ذلك، قال «سيتي بنك»: إن مخاوف الركود ونمو الأرباح الضعيف سيضران بالأسهم الأمريكية في عام 2023، ونصح عملاءه بالتعامل مع ارتفاع وول ستريت على أنه «نمو في سوق هابطة». وعلى النقيض من ذلك، فإن الأسهم الصينية تعاني زيادة الوزن، بحسب «سيتي بنك»، الذي يتوقع أن تتعافى بعد تخفيف قيود كورونا، والدعم الحكومي لقطاع العقارات.

ومن المتوقع أن تنخفض أرباح الربع الرابع لمؤشر «إس آند بي» بنسبة 0.4% مقارنة بنفس الفترة الزمنية من العام الماضي، قبل أن تنتعش على مدار عام 2023 لتصل إلى معدل نمو قدره 9.9% في الفصل الأخير منه، وفقاً لبيانات «ريفينيتيف».

في الأثناء، ينتظر المستثمرون الأسبوع الجاري بيانات اقتصادية مهمة عن قطاع الخدمات الأمريكي، الذي نما بأبطأ وتيرة خلال ما يقرب من عامين ونصف العام في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وفي وقت لا يعتقد فيه الجميع أن الركود أمر مفروغ منه، غذت علامات انحسار التضخم الآمال بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يشدد السياسة النقدية بأقل من المتوقع، مما يدعم انتعاشاً في «إس آند بي» الذي عزز نموه من أدنى مستوياته في أكتوبر.

وأشار لوكاس كاوا، استراتيجي الأصول في «يو بي إس»، إلى أن أسعار الأسهم تأخذ بالفعل في الاعتبار مخاطر الركود. متوقعاً أن تنعكس بعض العوامل التي أضرت بالأسواق في الآونة الأخيرة، بما في ذلك النمو الأضعف في الصين وأوروبا، لتتحول إلى رياح خلفية داعمة في عام 2023، الأمر الذي يدعم أسعار الأصول.

بدوره يرى غاريت ميلسون، المحلل الاستراتيجي للمحفظة في «ناتيكسس إنفسمتمنت مانجرز»، حدوث هبوط ناعم ينمو فيه الاقتصاد الأمريكي بوتيرة معتدلة، مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة بإرخاء ظلاله على المستهلكين ولكن من دون سحق الإنفاق تماماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى