اقتصاد دولي

هل تشهد أسواق الأسهم العالمية صيفاً بارداً هذا العام؟

قال تقرير لموقع «ناشيونال» انه عادة ما يشهد فصل الصيف من كل عام ركوداً في أغلب أسواق الاسهم العالمية، حيث يدخل المتعاملون في مختلف البورصات في اجواء عطلة فصل الصيف، ويخططون اين سيقضون اجازاتهم، مذكرا انه تاريخيا نما مؤشر «الأمريكي» بـ%2 فقط خلال الأشهر الستة من مايو حتى أكتوبر، مقارنة بمكاسب بـ%7 في الفترة بين نوفمبر حتى أبريل.

واشار التقرير الى ان شهر ابريل المنصرم كان الأكثر قسوة هذا العام، حيث انخفض مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» بـ%4.1. ومع تاجيل أول خفض لأسعار الفائدة الامريكية، والذي طال انتظاره الى الخريف، او ربما الى عام 2025، فمن الممكن ان يكون غياب المستثمرين عن تداول الاسهم مبرراً في صيف هذا العام.

تداول حذر

ونقل التقرير عن توني هالسايد، الرئيس التنفيذي لشركة أس تي بي بارتنرز للوساطة المالية في دبي: ان أولئك، الذين يشعرون بالذنب، بسبب غيابهم عن الاسواق، يجب ان يتعلموا من تجارب فصول الصيف الماضية.

واذ ابدى قلقه من ان ارتفاع اسعار الاسهم في اسواق عالمية رئيسية في فصل الربيع يبدو انه مبالغا فيه، رجح ان يكون المستثمرون محقين في حذرهم من التداول بسبب احتمال تصحيح الاسعار، مؤكدا ان بيع الاسهم في مايو قبل حلول فصل الصيف ليس فكرة جيدة على الاطلاق، الا اذا كانوا يحتاجون المال. ومن الافضل ان يجلسوا مكتوفي الايدي، وان يدعوا ارباح الاسهم تتدفق ويراقبوا الفرص.

واضاف هالسايد: «على المستثمرين الآن التفكير بتبني نهج تداولي دفاعي، مع الاستفادة من التراجع الاخير لشراء اسهم مرتفعة الجودة بأسعار أقل».

تضخم الأسعار

وأشار التقرير الى ان المخاوف من ان يكون صيف هذا العام قاسياً على المستثمرين، يغذيها تضخم الاسعار في امريكا، والذي ارتفع من %3.2 في فبراير الى %3.5 في مارس بدلا من توقعات انخفاضه، لافتا الى ان اسواق الاسهم العالمية كانت تنتظر ايضا اجراء 6 عمليات لتخفيض اسعار الفائدة خلال 2024، الامر الذي كان من شأنه ان يخفض تكاليف الاقتراض وزيادة النمو الاقتصادي.

من جهته، قال مارك بوسارد، رئيس قسم المخاطر في شركة ايه بي أم كابيتال: «ان مجرد شراء الاسهم عند انخفاضها في الصيف قد يكون محفوفاً بالمخاطر. وفي حال استمرار النمو البطيء للاقتصاد الامريكي هذا العام، وتوقعات حدوث ركود فسوف ينعكس كل ذلك على اسواق الاسهم بكل تأكيد».

واضاف: «قد يكون الوقت الحالي ليس مناسبا لشراء الاسهم عند انخفاض اسعارها، بل انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية».

الا ان محمد حشاد، كبير استراتيجيي الاسواق في شركة نور كابيتال، لا يتوقع صيفا باردا وهادئا هذا العام، وقال ان التضخم يتراجع في اوروبا وبريطانيا، لكن تقلب اسعار الفائدة لا يزال يسيطر على الاقتصاد الياباني.

هدوء الأسواق

رأى ديفيد كول، كبير الاقتصاديين في شركة يوليوس باير للاستشارات، «مع انخفاض عدد الوظائف في الولايات المتحدة، ونمو معتدل في ارباح الشركات، وارتفاع طفيف في معدلات البطالة، يبدو ان الاسواق بدأت تهدأ أخيرا».

ولفت الى ان انخفاض مخاطر التضخم يزيد من احتمال اجراء مزيد من التخفيضات في اسعار الفائدة في عام 2024، مضيفا: «لا نزال نتوقع ان يبدأ البنك الفدرالي الامريكي بخفض اسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى