مقالات اقتصادية

البنوك الصينية الكبرى تواجه عاماً صعباً بعد طفرة الائتمان

كتب أسامة صالح 

أرباح معظم بنوك الصين تفوقت على توقعات المحللين
• 
مخاوف من تأثر البنوك بتقلّص الطلب وصدمات العرض وضعف الآفاق الاقتصادية
• 
هامش صافي الدخل من الفائدة يتعرض لضغوط.. والمصارف تتعهد بأخذه على محمل الجد

حذّرت أكبر البنوك المملوكة للدولة في الصين من أن العام الحالي سيكون صعباً، إذ قد تضغط الظروف الاقتصادية وحالة عدم اليقين على الأرباح بعد أن تفوقت مكاسب معظم المصارف على التوقعات في 2022.

دُفع القطاع المصرفي الصيني الخاضع للسيطرة الشديدة، والبالغة قيمته 54 تريليون دولار، إلى تقديم مزيد من الائتمان خلال 2022 للمساعدة في حماية الاقتصاد من التباطؤ الناجم عن التطبيق الصارم لسياسة “صفر كوفيد”، مما ساعد على زيادة أرباح العام الماضي، حتى مع تقلّص الهوامش.

أثّرت سياسة الدولة في التعامل مع كوفيد، التي تم التخلي عنها في أواخر 2022، على النمو الاقتصادي واستنزفت ثقة المستهلكين. وحذّر مسؤول تنفيذي بأحد البنوك من أن هذا التأثير قد يظهر من جديد هذا العام في أرباح البنوك.

تحديات 2013 على أرباح البنوك

قال لين هوا، كبير مسؤولي المخاطر في “بنك أوف كوميونيكيشنز” (Bank of Communications)، خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس، إن أرباح القطاع المصرفي تميل إلى التخلف عن الدورة الاقتصادية. وأوضح: “نتوقع أن تواجه أرباح 2023 تحديات متمثلة في تقلّص الطلب، وصدمات العرض، وضعف التوقعات”.

قال البنك الصناعي والتجاري الصيني “Industrial & Commercial Bank of China”، أكبر بنك في البلاد من حيث الأصول، يوم الخميس إن صافي الدخل ارتفع 3.5% ليصل إلى 360.5 مليار يوان (52.6 مليار دولار)، منخفضاً عن تقديرات المحللين. وعلى الجانب الآخر، تمكنت نتائج البنوك الأخرى من التفوق على التوقعات، أو بلوغها، بما في ذلك “أغريكالتشرال بنك أوف تشاينا” (Agricultural Bank of China)، و”بنك أوف تشاينا” (Bank of China)، و”بنك أوف كوميونيكيشنز”.

توقعات حذرة
يتعامل المحللون بحذر حيال توقعاتهم للبنوك. فعلى الرغم من أن انتعاش النشاط الاقتصادي الصيني العام الحالي بعد رفع قيود كوفيد، إلا أن التحديات ماتزال قائمة خاصة في ظل زيادة البنوك المبالغ القياسية من القروض الجديدة في يناير.

سجّلت البنوك المملوكة للدولة انخفاضاً بنسبة 13% في أرباح التشغيل قبل المخصصات، وهو الدخل قبل احتساب الأموال المخصصة للديون المعدومة، في الربع الأخير من 2022- وهو أسوأ ربع منذ 2010، وفق ما كتب شوغين تشين، المحلل في “جيفريز فاينانشيال غروب” (Jefferies Financial Group)، في مذكرة للعملاء.

تقلُّص هامش صافي دخل الفائدة

سجلت معظم البنوك أيضاً تدهوراً في هامش صافي دخل الفائدة، وهو مقياس للربحية من المرجح أن ينخفض أكثر في 2023.
قالت ماي يان، المحللة في “يو بي إس سكيوريتيز” (UBS Securities)، إن تراجع هامش صافي دخل الفائدة في البنوك الأربعة الكبرى بالربع الرابع كان أكبر بكثير مما كان متوقعاً. ورجحت استمرار ضغوط هامش صافي دخل الفائدة هذا العام، لكنها أشارت إلى أن الخفض المحتمل في أسعار الفائدة على الودائع بقيادة البنوك الكبرى قد يساعد في تخفيف الضغط.

من جهته، قال فرانسيس تشان المحلل في بلومبرغ إنتليجنس في مذكرة يوم الخميس إن عوامل الضغط الهبوطي قد تتمثل في الخفض المحتمل لسعر فائدة إقراض العملاء ذوي الملاءة المالية المرتفعة هذا العام، إلى جانب دفع الصين للمقرضين الحكوميين لخفض تكلفة الاقتراض للشركات الصغيرة ومشتري المنازل.

قال المدير المالي لـ”بنك التعمير الصيني” (China Construction Bank) شنغ ليورونغ يوم الخميس إن الإدارة تأخذ هامش صافي دخل الفائدة المتقلّص “بجدية بالغة” وتركز على استراتيجيات تحسينه.

القطاع في منآى عن اضطرابات البنوك في أوروبا وأميركا

كما أثر الركود المستمر في سوق العقارات على الأعمال التجارية، حيث ارتفعت نسبة القروض الرديئة بالقطاع العقاري في معظم البنوك.

كان النظام المالي الصيني بمعزل إلى حد كبير عن الاضطرابات المصرفية العالمية التي حدثت خلال الأسابيع الأخيرة. قال المسؤولون التنفيذيون في “بنك التعمير الصيني” و”بنك أوف كوميونيكيشنز” يوم الخميس إنهم يتوقعون تأثيراً محدوداً للغاية من اضطرابات “سيليكون فالي بنك”و”كريدي سويس غروب”.

أوضح تشانغ جين ليانغ رئيس بنك التعمير الصينى للصحفيين: “سنستخلص الدروس من الأزمة المصرفية الأخيرة التي يشهدها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ونعمل على تحسين إدارة المخاطر لدينا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى