عندما تفشت الجائحة في العالم عام 2020، تعطلت جميع الصناعات تقريبًا في جميع أنحاء العالم، إلا أنّ تأثيرها على سلسلة التوريد العالمية وصناعة الشحن لا يزال ملموسًا الآن، بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات.
نظرًا لأن صناعة الشحن، وخاصة أكبر شركات الشحن العالمية في هذه الصناعة، تخدم معظم الصناعات وخاصة قطاع التصنيع، فهي أساسية للاقتصاد العالمي.
وبدون وجود سلسلة توريد مناسبة، لا تستطيع الشركات، وخاصة الشركات متعددة الجنسيات، ضمان استمرار عملياتها في النمو، مما يؤدي بدوره إلى انتشار الإحباط بين المساهمين.
عندما تعاني سلسلة التوريد العالمية، تصل أسعار الشحن إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. في حين يستمر ازدحام الموانئ ونقص القدرات في فرض تحديات أمام أكبر شركات الشحن في العالم.
كان أحد أكبر التأثيرات على سلسلة التوريد العالمية بسبب إغلاق واحدة من أكبر الدول التجارية في العالم بعد فترة طويلة من انفتاح معظم الدول في جميع أنحاء العالم بعد الجائحة، حيث حاولت الصين تبني سياسة صفر كوفيد التي جاءت بنتائج عكسية فادحة.
أخيرًا، في نهاية عام 2022، تخلت الصين عن هذه السياسة وبدأت في الانفتاح، والتي من المتوقع أن تساعد في إلغاء إغلاق طرق الشحن الصينية، كما تعد أيضًا موطنًا لبعض أكبر الموانئ في العالم.
بطبيعة الحال، من المستحيل الحديث عن الشحن العالمي دون مناقشة تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في العام الماضي.
حيث فرضت الدول الغربية على الفور عقوبات على روسيا، وهي واحدة من أكبر مصدري النفط والغاز في العالم، مما زاد من الضغط على صناعة الشحن الهشة بالفعل.
هناك عامل آخر يؤثر على سلسلة التوريد في الوقت الحالي، وربما سيظل له تأثير كبير طوال عام 2023 وربما بعده، وهو خطر الركود.
في حين يبدو أن معظم أوروبا ستتجنب الركود، وقد لا يكون التأثير على الولايات المتحدة كبيرًا كما كان يخشى في البداية في الربع الثالث من عام 2022، فإن العديد من البلدان لن تكون محظوظة للغاية، وستكون معدلات النمو أقل بكثير مقارنة بعام 2022، مما يعني أن الصناعات ستتباطأ والطلب سيكون أقل، مما يؤثر على صناعة الشحن.
تواصل أكبر شركات الشحن في العالم نمو أسطولها، والذي قد يصبح مشكلة نظرًا لأنه من المتوقع أن يتباطأ الطلب في العام الحالي، على الرغم من أنه من المتوقع أيضًا أن يتعافى في عام 2024.
في هذا التقرير سنلقي نظرة على أكبر 10 شركات شحن في العالم. وقد قمنا بحساب تصنيفاتنا بناءً على سعةTEU “وحدة مكافئة لعشرين قدمًا”، وهي وحدة لقياس كمية البضائع التي يمكن شحنها بسفن الحاويات لكل شركة، وعدد السفن المملوكة والمستأجرة من قبل الشركة:
1- شركة شحن البحر الأبيض المتوسط
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 4.772.661
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 736
تتصدر الشركة قائمة أكبر 10 شركات شحن في العالم، وهي شركة إيطالية مملوكة لعائلة Aponte وتعمل في معظم الموانئ الرئيسية في جميع أنحاء العالم. وهي لديها أكبر سعة لأي شركة شحن في العالم بالإضافة إلى أكبر عدد من السفن.
2- شركة ميرسك
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 4,185,387
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 696
اعتادت ميرسك أن تكون أكبر شركة شحن في العالم، لكنها تراجعت الآن إلى المركز الثاني. استنادًا إلى أرباحها في الربع الرابع من عام 2022.
تستعد الشركة لنشر حمولتها المتزايدة في طرقها بين الشرق الأقصى وشمال أوروبا والتي ستسمح للشركة بتقليل سرعات السفن، مما سيؤدي بدوره إلى خفض استهلاك الوقود.
3- شركة سي إم أيه سي جي إم
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 3.386.930
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 596
تُعد شركة (CMA CGM) هي أكبر شركة شحن في فرنسا، ولها عمليات في أكثر من 160 دولة عبر 755 وكالة.
وتأتي الشركة في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث مشغلي خطوط الحاويات الملاحية المنتظمة في العالم، بعد أن كانت في المركز الرابع قبل انتشار فيروس كورونا في 2019.
4- مجموعة كوسكو (شينا أوشن للشحن)
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 2,867,613
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 464
يقع مقر المجموعة في شنغهاي وهي أكبر شركة شحن في الصين، وواحدة من أكبر شركات الشحن في العالم.
وعلى الصعيد العالمي، يعمل لدى الشركة أكثر من 17 ألف موظف، وهي من بين مجموعة من الشركات التي وافقت على الاستثمار في محطة مصرية جديدة بقيمة 375 مليون دولار.
5- شركة هاباج لويد
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 1.795.217
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 248
هي شركة شحن ألمانية متخصصة في البضائع الخطرة ومشاريع الشحن الخاصة والبضائع المبردة، ولديها أكثر من 400 مكتب في 135 دولة.
حاليًا، تتعاون شركة هاباج لويد مع شركة شل (رويال داتش شل) حيث ستزود الأخيرة الأولى بالغاز الطبيعي المسال إلى سفن حاويات كبيرة جدًا تعمل بالوقود المزدوج، مع نشر هذه السفن على طرق أوروبا والشرق الأقصى في معظم الموانئ الرئيسية.
6- شركة إيفرغرين
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 1,663,046
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 209
قد تكون إيفرغرين واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، لكنها أصبحت سيئة السمعة بعد أن علقت سفينتها إيفرغيفن في قناة السويس في عام 2021.
مما منع ما يقدر بنحو 9.6 مليار دولار من التجارة بينما ظلت السفينة عالقة. وقد احتلت شركة إيفرغرين التايوانية، سادس أكبر شركة حاويات في العالم، وزادت قدرتها بنسبة 30%. وقد تحقق كل هذا النمو تقريبا في 2021-22.
7- شركة ون – أوشن
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 1,526.631
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 204
هي أكبر شركة شحن في اليابان، رغم أنها تأسست من 6 سنوات فقط. وهي تدمج ثلاث شركات شحن رئيسية وقد تم تأسيسها لتعزيز الخدمات في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.
وقد طلبت شركة ون (One) في مارس 2023، 10 سفن حاويات كبيرة من أحدث طراز والتي ستبلغ طاقتها أكثر من 13700 حاوية مكافئة والتي سيتم تسليمها بعد ذلك في عامي 2025 و2026.
8- شركة زيم المتكاملة لخدمات الشحن المحدودة
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 562.140
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 193
ارتفعت أسهم الشركة في الأيام الأخيرة بسبب أدائها المتفوق مما عزز من مكانتها بين أكبر شركات الشحن في العالم.
9- شركة هيونداي للتجارة البحرية
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 816,365
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 75
هي واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، وهي شركة كورية جنوبية تتعاون مع العديد من الشركات الأخرى لتطوير وتسويق السفن التي تعمل بواسطة مفاعلات وحدات صغيرة (SMRs).
بعد أن أصبحت السفن التي تعمل بالطاقة النووية فكرة أكثر شعبية بسبب اللوائح الصارمة لانبعاثات غازات الدفيئة في قطاع النقل البحري.
10- شركة يانغ مينغ للنقل البحري
إجمالي عدد الوحدات المكافئة في عام 2022: 705.614
إجمالي عدد سفن الشركة (المملوكة والمستأجرة): 93
سجلت شركة يانغ مينغ للنقل البحري، وهي أكبر شركة شحن في تايوان، أفضل أداء لها على الإطلاق في عام 2022 من حيث الإيرادات وصافي الأرباح، حيث تجاوزت إيراداتها 12.6 مليار دولار وحققت أكثر من 6 مليارات دولار من الأرباح بعد خصم الضرائب. كان ارتفاع متوسط أسعار الشحن والطلب القوي هما المحركين وراء الأداء المذهل.
المصدر: ياهو فاينانس
