مقالات اقتصادية

بنوك أمريكا الإقليمية تحاول فك قيد الدعم الحكومي

كتب اسامة صالح

لا تزال البنوك الأمريكية تعتمد على مليارات الدولارات من التمويل الحكومي الذي كان ضروريا في دعم الصناعة بعد انهيار سيليكون فالي بنك قبل أربعة أشهر تقريبا.
تستفيد البنوك المقرضة الإقليمية من الدعم وإن شهدت انتعاشا أخيرا في أسعار أسهمها وفي أرباح الربع الثاني التي رآها مستثمرون إيجابية.
يأتي أحد مصادر التمويل من 11 بنكا إقليميا يخدم المؤسسات وترعاه الحكومة، والمعروفة مجتمعة باسم بنوك قروض الإسكان الفيدرالية، والتي من المرجح أن تنقذها واشنطن إذا أفلست.
أفادت بيانات الأسبوع الماضي من مكتب الشؤون المالية لبنوك قروض الإسكان الفيدرالية أن البنوك الأمريكية والاتحادات الائتمانية لديها 880 مليار دولار من القروض المستحقة نهاية يونيو مقدمة من هذه الجهات، وهي متخصصة في توفير التمويل للبنوك.
كان هذا أدنى مما يزيد على تريليون دولار بقليل المسجلة نهاية الربع الأول، عندما بلغ إقراض بنوك قروض الإسكان الفيدرالية أعلى مستوى له على الإطلاق، لكنه لا يزال أعلى أكثر من 150 في المائة مقارنة بنهاية 2021.

قالت تيريزا بازيمور، رئيسة بنوك قروض الإسكان الفيدرالية في سان فرانسيسكو، لـ”فاينانشيال تايمز”، “لقد عملنا على استقرار النظام وما دامت المعدلات حيث هي، سترى ارتفاعا في إقراض شبكة بنوك قروض الإسكان الفيدرالية للبنوك”.
مع ذلك، واجهت بنوك قروض الإسكان الفيدرالية دعوات متجددة من نقاد يعتقدون أنه يجب تقييد دعم الشبكة بعد أن جادلوا طويلا بأن الرعاية الحكومية تشجع على الإفراط في المخاطرة. اقترض كل من البنكين المفلسين، سيليكون فالي وسيجنتشر، من الشبكة قبل انهيارهما.
قالت بازيمور، “صحيح أنه يوجد ضمان حكومي ضمني، لكن احتمال استغلاله ضئيل جدا”، مضيفة أن لدى شبكة بنوك الإقراض الفيدرالية تاريخا من خسائر القروض ذات الفائدة المنخفضة والممولة جيدا.
لا يطلب من البنوك إخبار المستثمرين إذا اقترضت من شبكة بنوك قروض الإسكان الفيدرالية أو مقدار ما اقترضته. مع ذلك، خلال موسم الأرباح الأخير، وصفت بعض البنوك قدرتها على سداد قروض الشبكة الفيدرالية كونها علامة على قوتها المالية.
مثلا، أشار كينيث فيكيوني الرئيس التنفيذي لبنك وسترن أليانس الشهر الماضي إلى أن البنك، ومقره فينيكس، كان قادرا على “تقليل اعتماده على قروض شبكة البنوك الفيدرالية عالية التكلفة بسرعة”، والتي انخفضت إلى خمسة مليارات دولار نهاية الربع الثاني من 11 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر.

قال بروس فان سون الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتيزن فاينانشيال المصرفية، لـ”فاينانشيال تايمز” الشهر الماضي، “حتى لو كان الدفع للودائع المدرة للفائدة مرتفعا نسبيا، فهو عموما أقل مما ستكلفه قروض شبكة البنوك الفيدرالية”.

خفض بنك سيتيزن، ومقره رود آيلاند، اقتراضه من الشبكة نحو 60 في المائة في الربع الثاني. قال فان سون، “إذا تمكنت من التخلص منه، وإذا كان بإمكانك خفض هذا الحجم من الاقتراض، واستبداله بودائع، فهذه استعاضة بتأثير جيد”.
لكن قللت بنوك أخرى كثيرة، بما فيها عدد من التي شهدت انخفاض أسعار أسهمها أوائل هذا العام، اعتمادها على التمويل بشكل طفيف.

كان لدى المقرض التجاري كوميريكا 13.5 مليار دولار من قروض بنوك الإقراض الفيدرالية نهاية الربع الثاني، بانخفاض عما يزيد قليلا على 15 مليار دولار نهاية مارس.
شكل تمويل بنوك الإقراض الفيدرالية 15 في المائة من إجمالي أصول “كوميريكا”، أي أعلى ثلاث مرات من أقرانه، وفقا لبيانات من “بانك ريج داتا”. كما كان التمويل أكبر من إجمالي النقد المتوافر في البنك البالغ عشرة مليارات دولار نهاية الربع.

مصدر آخر للتمويل جاء من الاحتياطي الفيدرالي، الذي قدم أواخر مارس على عجل برنامج قروض سمح للبنوك بمبادلة أوراق مالية طويلة الأجل ذات تصنيف عال كانت قيمتها أقل من قيمة شرائها مقابل قرض نقدي لمدة 12 شهرا يساوي القيمة الاسمية للورقة.

يستمر استخدام تسهيل القروض هذا في الارتفاع، إذ اقترضت البنوك 105 مليارات دولار من 26 يوليو، بزيادة ملياري دولار عن الأسبوع السابق ورقم قياسي جديد.
قال المحلل المصرفي من مركز البحوث والتحليلات المالية ألكسندر يوكوم، “أنا مندهش قليلا من أن أرصدة برنامج مساعدة الفيدرالي الخاص لم تنخفض. ربما ظن أحدهم أنها كانت ستنخفض نظرا إلى حقيقة أن الصناعة قد استقرت من حيث الخوف”.
تعهد بنك كوميريكا بـ17 مليار دولار، أو 98 في المائة، من حيازاته من الأوراق المالية إلى جهات مقرضة أخرى، من بينها الاحتياطي الفيدرالي، وفقا لبيانات المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع. تم التعهد بـ14 في المائة فقط من الأوراق المالية للبنك قبل عام.
انتعش سهم “كوميريكا” 65 في المائة من أدنى مستوى له في أوائل مايو إلى ما يزيد على 50 دولارا للسهم. وفي مؤتمر هاتفي مع محللين بعد إعلان أرباحه، قال رئيس “كوميريكا” إن البنك سدد “قروض شبكة الإقراض الفيدرالية المستحقة” وإنه يتمتع “بوضع سيولة قوي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى