اقتصاد خليجي

دبي رائدة عالمياً في تمكين السيدات رقمياً

أكّدت سيدات أعمال أن دبي رائدة عالمياً في تمكين السيدات رقمياً في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وخلق بيئة مواتية للمرأة لبدء الأعمال التجارية. ولفتت السيدات في تصريحات خاصة لـ«البيان» بمناسبة يوم المرأة العالمي، إلى أنه في حين من المهم الاعتراف بالجهود المبذولة لتقدم المرأة في العلوم والتكنولوجيا في المنطقة العربية، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجهها الإناث في هذه الصناعات في الشرق الأوسط والعالم وأهمها ضعف الوصول إلى الأسواق والتمويل، إضافة إلى المنافسة العالية في السوق.
وتشكّل السيدات في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا 57% من خريجي مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM في حين أن نسبة السيدات لا تشكّل سوى 22% فقط من القوة العاملة.
وفي عام 2022، انخفض عدد النساء العاملات في شركات التكنولوجيا الكبيرة بنسبة 2.1%، على الرغم من أن السيدات يمثلن 19% فقط من مجمل القوى العاملة في قطاع التكنولوجيا في العالم. ووفقاً لتقرير صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، سيجرى استحداث 97 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2025، وذلك بسبب التقدّم الحاصل في التكنولوجيا والأتمتة. ورغم ذلك، فإنّ 33٪ فقط من وظائف التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم تشغلها اليوم العمالة الماهرة اللازمة وبذلك يتوجّب على قطاع التكنولوجيا أن يمثل القوة الدافعة وراء دعم وتدريب القوى العاملة المستقبلية، وهذا يشمل المساعدة على رؤية المزيد من النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وخاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة والأمن السيبراني.
مبادرات رائدة:- وقالت نيها لاكوارا المديرة العامة لمسرّع الأعمال «أجيليتي» في دبي إن التحول الرقمي والسياسات الحكومية الداعمة بدبي فسحا المجال لوصول النساء إلى فرص التعليم والتدريب، ثم تعزيز مهاراتهن. وأضافت: نفذت حكومة دبي عدة سياسات ومبادرات تهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال بين النساء فعلى سبيل المثال، يوجد في دبي برنامج مخصص يسمى مؤسسة دبي للمرأة يهدف إلى تقديم الدعم لرائدات الأعمال كما قامت حكومة دبي بتبسيط التسجيل والترخيص للمؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم، وخاصة تلك التي تديرها النساء.
وأضافت: الثورة الصناعية الرابعة أحدثت تغييراً سريعاً في التكنولوجيا، وكان تمثيل المرأة تاريخياً ناقصاً في الصناعات ذات الصلة بالتكنولوجيا، ويمكن أن يساعد تمكينهن رقمياً على سد الفجوة بين الجنسين وضمان حصول النساء على فرص متكافئة للمشاركة والاستفادة على قدم المساواة من التقدم التكنولوجي في هذا العصر.
وأشارت لاكوارا إلى أنه بالرغم من بعض الجهود، لا تزال مشاركة المرأة في قطاع التكنولوجيا محدودة، فوفقاً لتقرير صادر عن ماكينزي، تمثل النساء 28% فقط من القوة العاملة في صناعة التكنولوجيا، كما أن عدد النساء في المناصب القيادية أقل من ذلك.
وعن سبل تعزيز مشاركة المرأة في قطاع التكنولوجيا، قالت لاكوارا: يمكن تشجيع النساء على ممارسة وظائف في مجال التكنولوجيا عبر توفير برامج التعليم والتدريب، وتنفيذ ممارسات التوظيف العادلة والمساواة في الأجور، وترتيبات العمل المرنة، وتنظيم برامج تنمية القيادة وتعزيز التنوع وخلق ثقافة الاحترام والشمولية.
وأضافت: على الرغم من التقدم نحو مزيد من المساواة بين الجنسين، إلا أن الأدوار التقليدية للجنسين والمعايير الثقافية لا تزال تشكل حواجز أمام ريادة الأعمال لدى النساء إذ لا تزال النساء الواقعية يواجهن ضغوطاً لإعطاء مسؤولياتهن العائلية على مشروعاتهن التجارية الأولوية كما لا تزال النساء يواجهن عقبات في الحصول على التمويل بسبب التحيزات غير الواعية والصور النمطية التي تقل احتمال نجاحهن في الأعمال التجارية.
من جانبها قالت ريم أسعد، نائبة رئيس شركة سيسكو في الشرق الأوسط وأفريقيا إنه بفضل قرارات الحكومة الرشيدة في الإمارات، كاستحداث مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في عام 2015، بات عدد رائدات الأعمال في الدولة في ازدياد مستمرّ فوفقاً لتقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ازداد هذا العدد خمسة أضعاف في العقد الماضي. ويعود الفضل في ذلك إلى سلسلة التدابير القانونية والسياسات والإجراءات المؤسسية التي استحدثتها دولة الإمارات، إضافة إلى تزايد فرص الحصول على التمويل
وأضافت أسعد: يمكن للتقنيات الرقمية أن تعزز وصول المرأة إلى التمويل، إذ تتيح لها الخدمات المصرفية الذكية تجنّب الرحلات الطويلة، كما توفّر التجارة الإلكترونية والأعمال القائمة على التكنولوجيا مزيداً من المرونة للمرأة، ما يساعدها على القيام بمسؤولياتها المنزلية إلى جانب عملها الذي تتقاضى عليه أجراً.
وأضافت: حينما تستفيد النساء من الإمكانات الكاملة للتقنيات الرقمية، سوف تُفتح أمامهن فرص جديدة وقيّمة، وهذا ليس لفائدة النساء فحسب، وإنما يستفيد منه المجتمع ككل أيضاً.توسيع المشاركة
وأوضحت أسعد أن توسيع مشاركة المرأة في قطاع التكنولوجيا يتطلّب نهجاً متعدّد الفروع ويشمل معالجة مسألة التحيّز، والارتقاء بالتعليم والتدريب، وتعزيز الثقافة الداعمة في مكان العمل، إضافة إلى تسليط الضوء على النماذج الناجحة قدوةً حسنة وتشجيع ريادة الأعمال.
وأضافت: دولة الإمارات اليوم مثال يحتذى به على مستوى العالم، ونشهد باستمرار المزيد من الجهود الواعية نحو زيادة حضور وتأثير المرأة في حقل التكنولوجيا. ومع ذلك، لا يزال هناك شوط طويل أمامنا فضمان الشمولية يحتاج أيضاً إلى رؤية التنوّع في هيئات التوظيف، فيما يعد إدراج الرجال في المعادلة أمراً أساسياً لإنشاء مسارات تدعم وتحتضن النساء اللواتي يلتحقن بعالم التكنولوجيا وينجحن فيه.
تحديات
وعن التحدّيات التي لا تزال المرأة تواجهها ربّما في مسألة تأسيس أعمالها الخاصّة في الإمارات، قالت أسعد: لقد خطت دولة الإمارات خطوات كبيرة في طريق تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مجال ريادة الأعمال. وكجزء من المسيرة المتكاملة لخلق مستقبل شامل للجميع، لا تزال هناك فرصة للمضي قدماً في ذلك بعد فحسب تقرير الأمم المتحدة تقول النساء إنّ التحديات الرئيسة التي ما زلن يواجهنها تشمل عدم الوصول إلى الأسواق، وإلى التمويل، إضافة إلى المنافسة العالية في السوق فالنساء يحتجن أيضاً إلى فرص متساوية للتدريب على مهارات العمل كي يستطعن المشاركة في القطاعات سريعة النمو مثل التكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى