اقتصاد دولي

صفقة جديدة تمنح الهند رابع أكبر بنك في العالم

بعد مضي 15 شهراً على الإعلان عنها أتم بنك “أتش دي أف سي”، أكبر بنك إقراض خاص في الهند، صفقة الاستحواذ على شركته الأم وأكبر مقرض عقاري هندي وهي مؤسسة تمويل التطوير العقاري، وبلغت قيمة الصفقة التي تمت في عطلة نهاية الأسبوع 40 مليار دولار وستتوقف مؤسسة التمويل العقاري عن تداول أسهمها في البورصة الهندية بدءاً من 13 يوليو (تموز) الجاري.

كان البنك الهندي أعلن عن عزمه على شراء مؤسسة التمويل العقاري في أبريل (نيسان) من العام الماضي، وبإتمام الصفقة يكون الكيان المصرفي الجديد ثاني أكبر شركة في الهند من جهة القيمة السوقية بعد شركة “ريلاينس إندستريز”، وستصبح القيمة السوقية للشركة الجديدة في حدود 172 مليار دولار.

في مقابلة مع شبكة “سي أن بي سي” الأميركية قالت الرئيس التنفيذي لشركة “ووترفيلد أدفيزرز” في مومباي، سميه راجان، إن الكيان المصرفي الهندي الجديد الناجم عن صفقة الاندماج سيصبح رابع أكبر بنك في العالم بعد “جيه بي مورغان تشيس” الأميركي والبنك الصناعي التجاري الصيني و”بنك أوف أميركا”.

وبعد إعلان إتمام صفقة الاندماج بين البنك ومؤسسة التمويل العقاري وفي تعاملات أول أيام الأسبوع الإثنين ارتفع سهم بنك “أتش دي أف سي” بنسبة 4.5 في المئة بينما ارتفع سهم مؤسسة تمويل التطوير العقاري بنسبة سبعة في المئة.

تعزيز القطاع المالي

يرى عدد من الاستشاريين الذين استضافتهم الشبكة التلفزيونية للتعليق على الصفقة الهندية الضخمة، أنها علامة جديدة على توجه الهند لتعزيز القطاع المالي في سياق تطوير اقتصادها والحفاظ على معدلات نمو مرتفعة للناتج المحلي الإجمالي، أما كبار المسؤولين في البنك ومؤسسة التمويل العقاري فركزوا في تناولهم على الميزات التي يوفرها الاندماج.

تمت عملية الدمج بسلاسة شديدة نتيجة التشابه الشديد في ثقافة العمل، إذ إن البنك هو أساساً بمثابة “ابن” مؤسسة التمويل، ومن شأن البنك الجديد، الذي سيوفر للعملاء الهنود تشكيلة واسعة من أشكال الصيرفة، أن يسهم في وضع البلاد على خريطة الصعود الاقتصادي الذي يتحدث عنه كثر الآن.

يقول مدير شركة “كوتاك ماهيندرا أسيت مانجمنت”، نايلش شاه، إن “اندماج المؤسستين الماليتين الكبيرتين سيؤثر بشكل واضح في النمو وتوسيع قاعدة العملاء في الأيام المقبلة”. ويضيف “بالنسبة إليهما لن يكون واحد زائد واحد يساوي اثنين، بل 11. وسيكون عليهما الاستفادة من التشابه بينهما للوصول إلى مؤسسة أفضل مما كانا عليه”.

وتوقع المحللون أن تشهد الهند مزيداً من الاندماجات، بخاصة في القطاع المالي، في الفترة المقبلة، إذ تقول سميه راجان “في هذه الحالة لدينا مقرض عقاري وبنك وجدا كثيراً مما هو مشترك بينهما ويمكن البناء عليه، لذا فإذا كانت هناك كيانات منفصلة تتخصص في خدمات مختلفة يمكن دمجها لتكوين كيان مصرفي أكبر أعتقد أنها ستبدأ التفكير في الاندماج”.

يذكر أن بنك “أتش دي أف سي” ليس ضمن مؤشر “أم أس سي آي” للأسواق الصاعدة، لكن نايلش شاه يرى أنه يمكن انضمامه قريباً. ويضيف أن صفقة الاندماج توفر للكيان الجديد “فرصة نمو سريع” لاهتمام المستثمرين الأجانب بالدخول في القطاع المصرفي الهندي.

ليست الصين الجديدة

هذا الاهتمام العالمي بالهند يتوقع له أن يزيد في الأشهر المقبلة، بحسب ما يرى الرئيس التنفيذي لمجموعة “ريدل” للأبحاث، ديفيد ريدل، إذ يقول في مقابلة مع شبكة “سي أن بي سي” إنه “متفائل جداً بالنسبة إلى الهند… إنهم يقومون بكل ما هو صحيح وسليم، ولديهم فرصة كبيرة للأداء بأفضل من التوقعات في ما بين الستة والـ24 شهراً المقبلة”.

زادت في الآونة الأخيرة التحليلات والتعليقات في الصحافة الاقتصادية الأميركية والغربية عن احتمالات الصعود السريع للهند ربما لتتجاوز الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، ويعكس ذلك جزءاً من ذلك الصراع الأميركي مع الصين، وتوقعات دعم الولايات المتحدة للهند في سياق ذلك الصراع.

لكن المستثمرين والاستشاريين في مجال الأعمال يرون أن الهند “لن تكون الصين الجديدة، بل هي تشق مساراً يخصها ويمكن أن تشهد سنوات من النمو القوي”، كما يقول ديفيد ريدل. ويضيف “إن اقتصاد الصين أكبر بكثير، لكن ما يحدث الآن هو تغير واضح لأن الهند طالما كانت أقل نمواً بكثير من الصين”. وأكد ريدل أن الهند “بلد مختلف تماماً” عن الصين.

حسب توقعات “ستاندرد أند بورز غلوبال” وبنك “مورغان ستانلي” نهاية العام الماضي فإن الهند مرشحة لتجاوز اليابان وألمانيا، لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الصين والولايات المتحدة قبل نهاية العقد الحالي، وبحسب تلك التوقعات سيكون نمو القطاع المالي في الهند أحد ركائز ذلك التوسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى