مختارات اقتصادية

في ظل تدهور الاقتصاد .. هل يُعد الاستثمار في الساعات جيدًا؟

في الآونة الأخيرة صارت كلمات من قبيل «الكساد» و»الركود» تتردّد على مسامعنا كثيرًا، فقط تابع موقع لينكد إن وستفاجأ بسيل من منشورات تسريح الموظفين في أكثر من دولة حول العالم؛ ويعزى السبب في ذلك إلى تدهور الاقتصاد وارتفاع معدلات التضخم.
الأمر الذي أثار قلق الكثيرين وجعلهم يترددون في الإنفاق، ودفعهم للبحث عن طرق مختلفة لاستثمار أموالهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس، لذا يتبادر في أذهانهم سؤال مهم: هل تعتبر الساعات استثماراً جيداً في الفترة القادمة؟ وهل يمكن دفع أموال وجني أرباح بالاستثمار في هذا القطاع؟
يقول «شين أوغست»، الرئيس التنفيذي لمجموعة أوغست لإدارة الثروات، إن صناعة الساعات شهدت طفرة في عدد المستثمرين الذين يحاولون جني المال من خلال بيع وشراء الساعات، ومعظمها في مزادات عالية المستوى، وأبرز مثال على ذلك هو مزاد «رولكس» لعام 2017، حيث عرض المزاد مجموعة مختارة من 50 ساعة بيعت جميعها إلى حد كبير بأسعار لا تصدق. بيد أن الاستثمار في هذا القطاع يتوقف على عدة عوامل أهمها ما يلي:
في ظل تدهور الاقتصاد.. هل يُعد الاستثمار في الساعات جيدًا؟
ما هي العلامة التجارية التي سيتم الاستثمار فيها؟:- يؤكد «روب بيتروزو»، المؤسس المشارك لسوق رالي (Rally) وهو سوق مالي لبيع وشراء الأسهم؛ أن هناك ثلاث علامات تجارية شهيرة تبيع الساعات الفاخرة للرجال، وهذه الأسماء الثلاثة هي الاستثمار الأمثل الذي سيكون فيه المستثمر العادي أكثر راحة وسيحصل على أكبر فائدة. الندرة أمر بالغ الأهمية:- يشدّد روب على أهمية عامل الندرة عند شراء الساعات كاستثمار -شأنها في ذلك شأن العديد من استثمارات الأصول القابلة للتحصيل.
– إذ تعتبر القطع محدودة التشغيل التي تستخدم التركيبات الفريدة والمواد النادرة دائمًا نقطة انطلاق جيدة.
– بالنسبة للقطع القديمة والنادرة، فإن قيمتها ترتفع أكثر إذا كان هناك مصدر أو لها قصة ذات مغزى عن الشراء أو الملكية للقطعة، فإن ذلك يساهم دائمًا في القيمة طويلة المدى أيضًا.
– وبدوره يؤكد «آدم جولدن»، صاحب ساعات «ميانتا» (Menta Watches) المتخصص في الساعات الفاخرة الجديدة والقديمة على ضرورة التركيز دائمًا على أرقام الإنتاج الخاصة بالنموذج الذي تبحث عنه.
– بشكل عام، تميل الساعات المحدودة أو الخارجة من الإنتاج -وبالتالي لا يمكن إنتاجها مرة أخرى ولا بكميات أكبر- إلى الاحتفاظ بقيمتها بشكل أفضل بمرور الوقت.
– تتطلب هذه الخطوة القيام بالبحث والاستقصاء والامتناع عن الشراء الاندفاعي.
– يعلق «روب» على الأمر بقوله إن هناك قاعدة عامة في السوق الحالية وهي: إذا كانت الساعة متاحة لأي شخص في الشارع لشرائها من علبة العرض لدى تاجر معتمد، فإنها عادةً لا تكون قطعة جديرة بالاستثمار.
هل للساعة الفاخرة معجبون من المشاهير؟:- لاحظ «روب» أن الساعات الجديرة بالاستثمار كانت على الأغلب مملوكة من قبل المشاهير أو هذه الساعة هي الوحيدة من نوعها – إذ إن هذه القصص هي التي تزيد من قيمة الساعات باهظة الثمن والتي لا يمكن الوصول إليها إلا لعدد قليل، وتتطلب هذه المجموعات في الغالب جيوبا مليئة بالمال من أجل الاستثمار فيها.
– يوضح «روب» أنه لم يعد المستثمرون العاديون يشيرون إلى الساعات من خلال رقم الطراز، ولكن يقولون، هذه «رولكس جون مايور» أو «ريتشارد ميل ورافائيل نادال».
– مع وجود المزيد من العلامات التجارية الفاخرة التي يُقبل عليها المشاهير، غالبًا ما يكون وجود جمع مشهور يرتدي هذه الساعة كافيًا لتحريك السعر بشكل كبير.
تمتّع البائع بالموثوقية
لا بد أن تسأل نفسك أسئلة من قبيل:
هل المصدر تاجر / مزاد / زميل موثوق فيه؟
هل يمكن إعادتها إذا لم تصل بالمواصفات المطلوبة؟:يقول «جولدن» إن إقامة علاقة طويلة الأمد مع مصدر موثوق أمر مهم دائمًا وسيمنحك أيضًا إمكانية الوصول إلى الساعات المستقبلية التي قد تكون مهتمًا بها وعادة بسعر أفضل كعميل دائم.
الخلاصة: هل تعد الساعات استثمارا جيدا؟
– نستنتج من كل ما قيل إن الاستثمار في قطاع الساعات يتطلب صبراً طويلاً، فقد لا تحقق أرباح على مدار أشهر أو حتى سنوات.
– وإذا أراد شخص ما الاستثمار في القطاع فعليه أن يكون مستعداً لاستثمار الكثير من المال والوقت أيضاً، لكن نجاحك قد يأتي فجأة، ويمكن أن تحقق أرباح طائلة من ساعة واحدة تملكها. – في النهاية، يعتمد ذلك على العلامة التجارية والندرة والحالة. وأيضًا التأكّد من الشراء من مصدر موثوق. رغم أن مسألة الاختيار تخضع للتفضيلات الشخصية والأذواق.

المصدر: ذا مانيوال (The Manual)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى