اقتصاد دولي

لماذا يتجه أثرياء الصين نحو حجز الطائرات الخاصة؟

يتعين على الركاب الأثرياء في الصين حجز طائرات خاصة قبل أسابيع للوجهات التي يرغبون في السفر إليها مع مكافحة شركات تأجير الطائرات لتلبية الطلب المتزايد على الطائرات الخاصة، بعد خروج البلاد من استراتيجية “صفر كوفيد“.

وأدى قرار بكين أواخر العام الماضي بإلغاء الحجر الصحي الإلزامي للوافدين وإعادة فتح حدودها، بعيداً من القيود المشددة السابقة على السفر، إلى خلق التدافع لاستئجار الطائرات، في صدى صخب لرحلات خاصة شوهدت في الأسواق الأخرى أثناء الوباء.

وارتفع عدد الرحلات المحلية والدولية على متن طائرات خاصة من البر الرئيس للصين بنسبة 32 في المئة في يناير (كانون الثاني) مقارنة بالعام الماضي، وأعلى بنسبة 10 في المئة من مستويات ما قبل الوباء، عام 2019، وفقاً لشركة بيانات الطيران “وينك أكس”.

وكان الطلب على الطائرات الخاصة مدفوعاً أيضاً بإعادة فتح الخدمات التجارية الدولية البطيئة بين الصين وبقية العالم، في حين باع بعض الأثرياء في البلاد طائراتهم الخاصة أثناء الوباء.

وقالت مجموعة “آسيان سكاي”، التي تقدم خدمات السمسرة الخاصة بالطائرات المستأجرة للعملاء الأثرياء، إن الطائرات في الصين تواجه “توافراً محدوداً” بشكل كبير بعد إعادة فتح الحدود، وقال مدير خدمات الطيران العارض دانيال تسانغ، “في بعض الأحيان لا يمكننا ببساطة تأمين الطائرة التي يريدها العميل”.

وتبلغ كلفة استئجار طائرة خاصة من شنغهاي إلى بانكوك الآن نحو 120 ألف دولار لعدد أقصاه 13 شخصاً في “طائرة بومباردييه غلوبال 6000″، وفقاً لتسانغ، مقارنة بأقل من 100 ألف دولار قبل الوباء. وتشمل الوجهات الدولية الشهيرة الأخرى من الصين سنغافورة واليابان، حيث يزداد عدد الأثرياء الصينيين الذين يسافرون إلى تلك البلدان.

وقال رئيس شركة “ميتروجيت هايتي بزنس أفييشين” بول ديسغروسييلرز، والتي تمتلك “فونيان” للطيران، لـ”فايننشال تايمز”، إن العملاء يكافحون لتأمين طائرة “غلف ستريم 550” في غضون مهلة قصيرة للسفر بين بكين والمركز التجاري الجنوبي. وأشار إلى أن فونيان “تلقت بالفعل عديداً من الطلبات” لشهر أبريل (نيسان) وما بعده.

باعوا طائراتهم خلال الوباء

ولا تزال الصين لا تقدم تأشيرات سياحية، حيث قالت جولي هوارد، الرئيس التنفيذي لشركة “لي فوياج” المستأجرة، ومقرها هونغ كونغ، والتي تخدم سوق البر الرئيس الصيني، إنه مع انخفاض السفر الداخلي، يقدم عديد من شركات الطيران التجارية اتصالات محدودة فقط إلى الصين، مما يزيد من الطلب على الطائرات الخاصة.

وأشارت هوارد إلى أن “الجيلين الثاني والثالث [العائلات الثرية]، وكذلك رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا”، هم من العملاء الرئيسين.

وقالت إنه مع الحجوزات التي تم حجزها حتى أبريل، هناك طلب كبير على الرحلات الطويلة، مع حاجة العملاء الآن إلى الحجز قبل أسابيع لتأمين رحلة على المسارات المرغوبة، حيث كان من الممكن سابقاً إجراء الحجوزات قبل أيام فقط.

وأضافت هوارد أن عديداً من الأثرياء في الصين باعوا طائراتهم الخاصة، العام الماضي، مستغلين الأسعار “المناسبة” خلال الوباء مع ارتفاع الطلب العالمي على الطائرات الخاصة المستعملة.

وانخفض عدد الطائرات الخاصة في البر الرئيس للصين من 345 في نهاية عام 2020 إلى 301، بحلول نهاية العام الماضي، وفقاً لشركة بيانات الطيران “غلوبال سكاي ميديا”، المملوكة لمجموعة “آسيان سكاي”.

وبشكل عام، لا تزال الصين سوقاً صغيرة نسبياً للطائرات الخاصة مقارنة بالولايات المتحدة، والتي تشير أرقام الصناعة إلى أن لديها ما يصل إلى 15000.

وتتوقع شركة “لي فوياج” زيادة الأعمال هذا العام بأكثر من 50 في المئة على العام الماضي. وقالت هوارد إن الشركة كانت تتطلع لاستئجار ثلاث طائرات أخرى، في حين تخطط “فونيان” لإضافة عدة طائرات جديدة إلى أسطولها المستأجر في العام المقبل، إضافة إلى الطائرتين اللتين تمتلكانهما بموجب اتفاقات تأجير. وأضفى الطلب المتزايد على الطائرات موجة من الشعور بالتفاؤل لدى بعض مصنعي طائرات رجال الأعمال في شأن السوق الصينية.

وقالت “بومباردييه”، إحدى أكبر الشركات المصنعة للطائرات الخاصة في العالم، للصحيفة، إن الصين ظلت سوقاً مهمة في مرحلة ما بعد الوباء “مع وجود مجال كبير للنمو في كل من مبيعات طائراتها وخدمات ما بعد البيع للمالكين الحاليين”، مشيرة إلى أن الطلب مدفوع بالطائرات الأكبر حجماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى