اقتصاد دولي

هل الأعطال الإلكترونية في محال الأسواق التجارية في بريطانيا مترابطة؟

تعرضت الخدمات في كثير من محال البيع بالتجزئة في المملكة المتحدة إلى أعطال كبيرة في الأسابيع الأخيرة – ولا يزال سبب الأعطال غامضاً إلى حد كبير.

ذلك أن كلاً من “ماكدونالدز” و”ساينسبوريز” و”تيسكو” و”غريغز” اضطرت إلى إغلاق متاجر تابعة لها أو وجدت نفسها غير قادرة على تلبية طلبات بسبب مشكلات في أنظمة الدفع وغيرها من الأدوات العاملة عبر الإنترنت. وأثار تزامن الأعطال اقتراحات بأن الشركات ربما كانت ضحية لهجوم سيبراني، لكن جميعهم أوضحوا أن المشكلات تتعلق بتحديث في البرمجيات.

ومع ذلك، رفضت كل شركة تقديم أي معلومات تفصيلية حول سبب حدوث الأعطال – أو ما إذا كانت الأعطال مترابطة. ولم يقدم أي منها مزيداً من المعلومات حول المشكلات الأساسية وراء الأعطال إلى “اندبندنت”.

وأفادت “غريغز”، التي شهدت أحدث الأعطال، بأن بعض متاجرها اضطرت إلى إغلاق أبوابها لأنها فقدت القدرة على تلقي المدفوعات. لكنها اكتفت بالقول إنها واجهت “مشكلة تقنية” ولم تقدم أي معلومات عن ماهية هذه المشكلة.

وقال ناطق باسمها “لقد حلينا الآن المشكلة التقنية التي أثرت في صناديق المدفوعات القائمة في بعض متاجرنا في وقت سابق من هذا الصباح [صباح الأربعاء]. وباتت غالبية المتاجر المتأثرة قادرة الآن على تلقي مجدداً المدفوعات النقدية وبالبطاقات ونتوقع حل المشكلة بالكامل قريباً”، مضيفاً “نعتذر عن الإزعاج الذي ربما يسببه ما جرى لعملائنا”.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، اضطرت “ساينسبوريز” إلى إلغاء غالبية الطلبات الواردة عبر الإنترنت بعد مشكلة تقنية خاصة بها. ولفتت إلى أن المشكلة تتعلق بتحديث للبرمجيات أُجرِي ليلاً قطع اتصال أنظمتها بالإنترنت، ولم تقدم مزيداً من المعلومات حول ماهية النظام المعني.

وفي الوقت نفسه، تعرضت “تيسكو” إلى مشكلة أصغر. كذلك لم تقدم أي معلومات حول ماهية المشكلة التقنية، أو ما إذا كانت مرتبطة بمشكلات أخرى، بما في ذلك تلك التي شهدتها “ساينسبوريز” وحدثت في الوقت نفسه تقريباً.

هذه المشكلات كلها جاءت بعد عطل شهدته “ماكدونالدز” وأفقد العملاء القدرة على شراء وجبات الطعام، واضطرت بعض مطاعم السلسلة إلى إغلاق أبوابها بالكامل. كذلك لم تقدم أي معلومات حول سبب العطل أو ما إذا كان مرتبطاً بمشكلات أخرى.

وعلى غرار “ساينسبوريز”، لفتت “ماكدونالدز” إلى أن عطلها نجم عن فشل في تحديث للبرمجيات. ولم يذكر أي منهما الشركة المسؤولة عن البرمجيات، وبالتالي ليس من الواضح ما إذا كان العطل يتعلق بالتحديث نفسه.

وتميل العديد من الشركات إلى إعطاء تفاصيل محدودة فقط حول الأعطال إلى العملاء الذين قد تؤثر الأعطال فيهم. حتى شركات التكنولوجيا المكرسة مثل “ميتا” كثيراً ما تصف المشكلات بأنها “مشكلات تقنية” فقط وترفض تقديم معلومات أكثر تفصيلاً عن الأعطال.

وعلى رغم رفض الشركات الرئيسة الأربع في المملكة المتحدة تقديم مزيد من المعلومات حول أعطالها، حذر خبراء في التكنولوجيا من أن المشكلات أظهرت أن الشركات الكبيرة فشلت في ضمان متانة أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها بما فيه الكفاية – حتى لو لم تكن المشكلات مترابطة.

وقال جاي وارن، الرئيس التنفيذي لشركة “آي تي آر أس” لإدارة تكنولوجيا المعلومات: “مثلما يظهر العطل الذي عانت منه ’غريغز‘، تمسي أنظمة تكنولوجيا المعلومات في الواقع أكثر عرضة إلى التعطل إلى جانب فترات أطول من التوقف عن العمل، وذلك بدلاً من أن تنحو نحو مرونة تشغيلية أكبر. ولا يزال سبب هذه الحوادث بالذات غير واضح، لكن مهما كان السبب، يُعَد الوقت المستغرق قبل استئناف العمليات غير مقبول بكل بساطة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى