مقالات اقتصادية

هل تنجح سلطنة عُمان في جذب 10 ملايين سائح سنوياً بحلول 2030

كتب أسامة صالح

تولي سلطنة عُمان قطاع السياحة اهتماماً كبيراً؛ نظراً لأهميته الاقتصادية ومدى مساهمته في دعم الاقتصاد المحلي، والميزانية الخاصة بالبلاد، وتشغيل العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية، علاوة على توفير فرص عمل للمواطنين والمقيمين.
وتستهدف سلطنة عُمان استقطاب 10 ملايين سائح سنوياً بحلول عام 2030، من خلال مجموعة من البرامج والخطط التي تعمل عليها، وتنفيذ مشاريع تخدم القطاع السياحي.

ونجحت السلطنة، خلال عام 2022 وحده، في استقطاب 3 ملايين سائح، بعد جملة من الأنشطة التي نفذتها خلال العام المنصرم، على غرار تنظيم فعاليات رياضية، ومهرجانات سياحية.

وتعد الطبيعة الجميلة والأجواء المعتدلة في عُمان، أحد أبرز مقومات نجاحها في جلب عشرات آلاف السياح، وتحقيق أهدافها في تعزيز دور السياحة في دعم الاقتصاد من خلال رؤية السلطنة 2040.

وتتمتع أراضي السلطنة بتنوع بيئي فريد؛ من جبال وسهول وأودية وسواحل تمتد على مساحة تزيد على 3 آلاف كيلومتر من مضيق جبل هرمز شمالاً وحتى الحدود اليمنية جنوباً، بالإضافة إلى أنها تطل على 3 مسطحات مائية وهي: بحر العرب وبحر عُمان والخليج العربي.

دعم وتعزيز
واكد سفير سلطنة عُمان لدى دولة الكويت، سعادة السفير صالح الخروصي، أكد أن بلاده تبذل قصارى جهدها لدعم وتعزيز قطاع السياحة بمجموعة من الإجراءات، من أبرزها إعفاء مواطني 103 دول من شرط الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، في إشارة إلى جدية البلد الخليجي في جذب مزيد من السياح إلى أراضيه.

وعملت السلطنة، يوم 18 مايو 2023، على إعفاء المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي من التأشيرة المسبقة شريطة أن تكون إقامتهم سارية المفعول.

وأشار السفير العماني إلى التنوع الطبيعي والبيئي والثقافي والحضاري في بلاده، مؤكداً أن كل هذا “يجعل منها بيئة ملائمة للكثير من الأنشطة السياحية على مدار العام”.
ولأجل تحقيق هدفها في جلب ملايين السياح؛ عملت سلطنة عُمان على العديد من المشاريع لدعم قطاع السياحة، كان أبرزها تعاقد وزارة التراث والسياحة مع إحدى الشركات العالمية، لإعداد دراسة حول مدى جاهزية موانئ السلطنة لاستقبال المزيد من السفن السياحية واليخوت الخاصة.

وبدوره أكد مدير عام الترويج السياحي بوزارة التراث والسياحة العُمانية، هيثم الغساني، في تصريح له في أبريل الماضي، أن الوزارة تعكف على جعل سلطنة عُمان إحدى أهم الوجهات في العالم لاستقطاب السفن السياحية من خلال استثمار الشريط الساحلي الممتد بنحو 3165 كم، والمناطق القريبة من الموانئ التي تزخر بمقومات طبيعية فريدة.

وتعمل السلطنة، على الاستفادة من الموانئ، والبنى الأساسية المتوفرة حالياً في عدد من المدن مثل صلالة، والدقم، وصور، ومصيرة، وغيرها.

واستقبل ميناء السلطان قابوس، حسب الغساني، 74 سفينة سياحية بنهاية العام الماضي، كانت تحمل على متنها 149 ألف راكب، وهو ما أضاف عائداً للسلطنة يقدر بأكثر من 4 ملايين ريال عُماني (10.4 ملايين دولار).

وحول تهيئة الموانئ لاستقبال السفن السياحية بمختلف الأحجام والأعداد، ورفع طاقتها الاستيعابية، شكلت وزارة التراث والسياحة العُمانية فريق عمل لمناقشة التحديات وتذليلها، ودراسة تعزيز شبكة الربط بين الموانئ العُمانية بما يخدم تطوير البرامج السياحية؛ للإسهام في زيادة عدد الرحلات التي تنفذها الشركات العالمية المسيرة للسفن واليخوت السياحية.

وتبذل السلطنة جهوداً حثيثة لترويج بعض مدنها التي بإمكانها استقطاب سياح رحلات الطيران العارض مثل صحار والدقم، إضافة إلى رفع نسب الإشغال في الفنادق طوال العام من خلال زيادة عدد الرحلات القادمة من مختلف الدول، وأهمها الأوروبية.
والطيران العارض هو تأجير طائرة كاملة، بخلاف بيع تذكرة طيران لمقعد طائرة بشكل فردي كما هو المعتاد مع شركة الطيران العادية.

وإلى جانب تلك الخطط، تعمل السلطنة على تنفيذ 363 مشروعاً في كافة مناطقها، بقيمة تصل إلى 2.290 مليار ريال (5.95 مليارات دولار)، وفقاً لتأكيدات الوزارة.

وتستهدف السلطنة الوصول بالاستثمارات إلى 3 مليارات ريال (7.8 مليارات دولار) من خلال جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وتشمل الخطط العُمانية لجذب السياح زيادة الاستثمار في المنشآت الفندقية، حيث أنجزت 124 منشأة خلال العامين 2021- 2022، بتكلفة استثمارية بلغت 139 مليون ريال عُماني (361 مليون دولار)، شملت مجموعة من الفنادق الفاخرة والشقق الفندقية ونزل الضيافة التراثية والخضراء وغيرها، حيث توفر خيار الإقامة والاستجمام بأسعار مناسبة للسائح.

وعملت السلطنة أيضاً على استقطاب علامات فندقية مرموقة، مثل مشروع فندق “فور سيزونز” وغيرها، لتنشيط السياحة في الجزر التي يتم العمل على تأهيلها.
كما أولت السلطنة اهتماماً بالمشاريع التراثية، حيث أكملت خلال العامين الماضيين 24 مشروعاً تراثياً بقيمة 16.6 مليون ريال عُماني (43.2 مليون دولار)، في عموم المحافظات العُمانية.

ووصل عدد مشاريع دعم المتاحف وبيوت التراث الخاصة إلى نحو 8 مشاريع بقيمة 17 ألف ريال عُماني (44 ألف دولار)، وبلغ عدد مشاريع إنشاء قاعات عرض متحفية في القلاع والحصون 6 مشاريع، بتكلفة بلغت 45 ألف ريال عُماني (117 ألف دولار).

دعم المستثمرين
ويقول احد الخبراء الاقتصاديين أن نجاح سلطنة عُمان في جلب السياح يتطلب منها استغلال الإمكانيات التي تتوفر لديها، إضافة إلى نوعية من التخصص.
ويرى، أن السلطنة لديها خطط لجذب السياح، ومن أبرزها دعم القطاع السياحي والمنشآت المتعلقة به.
ويوضح أن سلطنة عُمان تمتلك المقومات الطبيعية، والتنوع في الطقس، وسواحل جاذبة، لاستقبال السياح من جميع أنحاء العالم، حيث تتوفر فيها الأماكن السياحية، وهو ما عملت الجهات الرسمية على توظيفه لجذب السياح.

ويبين أن نجاح السلطنة في جذب السياح يحتاج أيضاً إلى تقديم تسهيلات كبيرة للمستثمرين، مع وجود شراكة حكومية مع المستثمر، ومنح إعفاءات من الرسوم والضرائب لتشجيع المستثمر والسائح.

ويشير إلى أن سلطنة عُمان مطلوب منها أيضاً تقديم بعض المميزات لإنجاح السياحة، وجلب السياح، إضافة إلى استقطاب المستثمرين من خلال الذهاب إليهم، وتوفير زخم إعلامي حول التسهيلات التي تمنحها السلطنة للمستثمرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى