اقتصاد دولي

ما أهمية زيارات جانيت يلين إلى الهند في فترة التوتر مع الصين؟

تعود وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى الهند للمرة الثالثة في تسعة أشهر، هذه المرة للقاء وزراء المالية في مجموعة الـ20 بغرض مناقشة التحديات الاقتصادية العالمية مثل التهديد المتزايد بالتخلف عن تسديد الديون الذي يواجه البلدان المنخفضة الدخل.
وستستغل السيدة يلين وقتها في غانديناغار في محاولة لرعاية علاقات دافئة بين الولايات المتحدة والهند. وتخطط أيضاً للتوقف في هانوي بفيتنام، لمعالجة موثوقية [استقرار] سلاسل الإمداد، والتحول إلى الطاقة النظيفة وغيرهما من مسائل المرونة الاقتصادية [سبل الصمود في مواجهة صدمات].
وتتمثل أهداف السيدة يلين خلال فترة وجودها في الهند في الضغط من أجل إعادة هيكلة الديون في البلدان النامية التي تعاني من ضائقة اقتصادية، والدفع باتجاه تحديث مصارف التنمية العالمية لجعلها أكثر تركيزاً على المناخ، وتوطيد العلاقة المتنامية بين الولايات المتحدة والهند.
ويشير توقف السيدة يلين المتكرر في البلاد إلى أهمية هذه العلاقة في وقت تشوبه توترات مع الصين. كذلك ستلوح علاقة الهند القديمة العهد مع روسيا في الأفق مع استمرار غزو الكرملين لأوكرانيا على رغم جهود الولايات المتحدة والبلدان الحليفة لفرض عقوبات على الاقتصاد الروسي وتقويضه اقتصادياً. لم تشارك الهند في الجهود المبذولة لمعاقبة روسيا، وتحافظ على التجارة في مجال الطاقة مع ذلك البلد على رغم اتفاق مجموعة الدول السبع على سقف [ضبط] أسعار للنفط الروسي شهد بعض النجاح في إبطاء الاقتصاد الروسي. ومع ذلك، تعتمد الولايات المتحدة أكثر فأكثر على الهند وتتودد إلى قادتها.
واستضاف الرئيس جو بايدن مناسبة رسمية في البيت الأبيض تكريماً لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في يونيو (حزيران) هدفت إلى تسليط الضوء على العلاقات وتعزيزها. وأعلن الزعيمان أن العلاقة بين الولايات المتحدة والهند لم تكن أقوى يوماً، وطرحا اتفاقات أعمال جديدة بين البلدين.
وقال رايموند فيكري الابن، خبير السياسات في العلاقات الأميركية – الهندية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن زيارة السيدة يلين إلى الهند بعد وقت قصير من زيارتها إلى الصين لها مغزى لأن المسؤولين الهنود «يريدون أن يعرفوا بتفصيل كبير [من كثب] ما حدث في الاجتماعات مع نظرائها الصينيين وأن يقفوا على النقاط المشتركة [إذا ما كانت تتلاقى] مع وجهة نظرهم في شأن العلاقات الاقتصادية مع الصين».
«سيريدون معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة جادة أم لا في نقل بعض أنشطتها على صعيد الحصول على مصادر [استيراد موارد] من الصين إلى الهند». وقال مسؤول كبير في وزارة الخزانة طلب عدم الكشف عن هويته حين تعليقه على زيارة السيدة يلين، إن الأمل يلوح في مناقشة سبل معالجة ديون غانا وسريلانكا وإتمامها سريعاً في الاجتماعات. وتخلفت سريلانكا وغانا عن تسديد ديونهما الدولية العام الماضي بعد نحو سنتين من تخلف زامبيا عن تسديد ديونها. ويواجه أكثر من نصف البلدان المنخفضة الدخل كلها ضائقة على صعيد الديون، ما يضر بقدرتها على العمل والتنمية في الأجل البعيد.
والشهر الماضي توصلت زامبيا ودائنوها الحكوميون، بما في ذلك الصين، إلى اتفاق لإعادة هيكلة قروض بقيمة 6.3 مليار دولار، وذلك على هامش قمة مالية عالمية في باريس.
وتشمل الاتفاقية القروض المقدمة من دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا وإسرائيل والهند، فضلاً عن الصين، أكبر دائن لزامبيا وذلك بمبلغ يساوي 4.1 مليار دولار من الإجمالي. وقد يوفر الاتفاق خريطة طريق لكيفية تعامل الصين مع اتفاقات إعادة الهيكلة مع دول أخرى تعاني من ضائقة على صعيد الديون.
وتأتي زيارة السيدة يلين بعد فترة وجيزة من قضائها أسبوعاً في الصين، حيث اجتمعت مع مسؤولي وزارة المالية الصينية وناقشت القيود التجارية المتبادلة والمخاوف المتعلقة بالأمن القومي. وقال هارولد دبليو فورتشغوت–روث، وهو زميل بارز في معهد هدسون، إن رحلة السيدة يلين إلى الهند «هي انعكاس لتحالف يتطور في شكل طبيعي [يسير على ما يرام]».

وقال: «ثمة توتر كبير بين الهند والصين – لديهما نزاعات حدودية مستمرة.

«وتريد الهند أن تتطور [تتعاظم قوتها] وهي ارتقت إلى نوع من القوة البحرية في المحيط الهندي، حيث ترغب الصين في بسط قوتها هناك».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى