اقتصاد دولي

أزمة نقص خضراوات حادة في بريطانيا.. واللفت بديلاً عن الطماطم

قالت تيريس كوفي وزيرة البيئة والغذاء في المملكة المتحدة إن الكثيرين يأكلون ثمار اللفت بدلاً عن الخس والطماطم، وجاء حديث الوزيرة أمام البرلمان الإنجليزي على خلفية أزمة نقص حادة في الخضروات والفاكهة تشهدها أكبر المتاجر في بريطانيا.

 

وشكك المزارعون في توقعات الوزيرة، التي أكدت أن النقص قد يمتد لشهر واحد فقط، ورفضت الوزارة التعليق على توقعات المزارعين باستمرار النقص لفترة أطول.

 

وألقى المزارعون باللوم أيضاً على تكاليف الطاقة الباهظة، ونقص العمالة والحواجز التجارية التي نتجت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

وتصاعدت الأزمة للدرجة التي جعلت أربعة من أكبر متاجر المملكة المتحدة تضعُ حدوداً للكميات التي يستطيع كل عميل شراءها من الطماطم والفلفل والخيار وغيرها من الخضروات.

 

قال لي ستايلز سكرتير «جمعية مزارعي وادي ليا» لـ«CNN» «كان من المفترض أن نحصد الطماطم والفلفل والباذنجان في هذا الوقت، لكن ستكون المحاصيل جاهزة في مايو أيار، لأننا بدأنا تواً في الزراعة بدلاً من ديسمبر كانون الأول» وأضاف «تخطيط الإنتاج الزراعي يحتاج شهوراً، على عكس المصانع التي يمكن أن تفتح أو تغلق سريعاً».

 

التكاليف المرتفعة

 

قال ستايلز إن تكاليف الطاقة الباهظة للمزارعين كانت جزءاً كبيراً من المشكلة، إذ إن إنتاج ثمرة واحدة من الخيار كان يكلف 25 بنساً، أي ما يعادل 30 سنتاً، لكنه وصل الآن إلى جنيه استرليني، أي ما يعادل 1.20 دولار، بعد أن ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي، بالتزامن مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل عام.

 

وتأخرت المتاجر في توقيع اتفاقيات مع المزارعين حتى ديسمبر كانون الأول الماضي، في ظل محاولة من المزارعين لرفع الأسعار بغيةَ تعويض تكلفة الإنتاج المرتفعة، ولكن في ذلك الحين كان وقت الزراعة قد انتهى، وترك أكثر من نصف مزارعي «جمعية وادي ليا»، صوباتهم الزراعية فارغة.

 

وقال رئيس «الاتحاد الوطني للمزارعين»، ميناتى باترز، يوم الثلاثاء، «إنه على الرغم من انخفاض أسعار الطاقة في الأسابيع الأخيرة فإنها لا تزال تقف عند مستويات مرتفعة، أسعار الأسمدة التي تُصنع باستخدام الغاز مرتفعة بنسبة 169 في المئة مقارنة بأسعارها في 2019».

 

هل للبريكست دور في الأزمة؟

 

ذكرت الحكومة البريطانية في بيان، يوم الأربعاء، أن «بلاداً أخرى تشهد اضطراباً مشابهاً»، ولكن ستايلز رجح استمرار هذا الاضطراب إلى ما بعد فصل الربيع بسبب النقص في العمالة الذي ترتب على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

وعلى الرغم من أن فحوصات المملكة المتحدة لوارداتها من الخضروات والفاكهة القادمة من الاتحاد الأوروبي تبدأ في يناير كانون الثاني 2024، فإن ستايلز يقول «إن الأوراق الإضافية التي فرضتها الحكومة على المصدرين ردعت منتجي الاتحاد الأوروبي عن تصدير المزيد للبلاد»، وأضاف «قرر المزارعون في إسبانيا والمغرب البيع لأوروبا بدلاً من بريطانيا لتجنب تكاليف الوقود والرسوم الجمركية لرحلات برية تستغرق 4 أيام».

 

أسوأ أزمات المعيشة منذ عقود

يأتي هذا النقص كضربة جديدة للمستهلك البريطاني الذي يعاني بالفعل من تضخم قياسي للأسعار تسبب في واحدة من أسوأ أزمات تكلفة المعيشة منذ عقود.

 

وفقاً لشركة تحليل البيانات «كانتار»، فقد بلغ مستوى تضخم أسعار الغذاء في الأسابيع الأربعة المنتهية في 22 يناير كانون الثاني 16.7 في المئة، وهو أعلى مستوى رصدته الشركة منذ مراقبتها للمؤشر عام 2008.

 

و بحسب «مكتب الإحصاء الوطني»، فإن ربع المواطنين البالغين أعربوا عن فشلهم في العثور على بدائل للمواد الغذائية غير المتوفرة في المتاجر خلال الأسبوعين الماضيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى