اقتصاد دولي

تماسك «أوبك+» يعزز هدوء أسواق النفط ضد مخاوف تقلبات الأسعار

على رغم تقلبات أسعار النفط خلال الفترة الماضية، فإن التوقعات تشير إلى أن السوق ستشهد صعوداً خلال هذا العام والسنة المقبلة 2024، كما تشير التقديرات الملموسة إلى أن كميات الإنتاج العالمية ستشهد انخفاضاً.
في الوقت ذاته يرى تقرير «بلومبيرغ» أن الأزمة المصرفية الشهر الماضي كانت سبباً في تراجع العقود الآجلة للخام في لندن إلى أدنى مستوى لها في 15 شهراً بالقرب من 70 دولاراً للبرميل، انتشرت التكهنات بأن السعودية وشركاءها قد يتدخلان بتخفيضات إنتاج جديدة لدعم السوق، لكن على رغم كل الاضطرابات، يظهر «أوبك+» كل علامات التماسك.
ويشير التقرير إلى أن السعودية أكدت عبر التحالف المؤلف من 23 دولة المحافظة على استقرار مستويات الإنتاج طوال العام. يتوقع المندوبون بشكل خاص أنه عندما يعقد الأعضاء الرئيسون اجتماع لجنة المراقبة، غداً، فلن يقوموا بإجراء أي تعديلات.
تراجع المخاوف:- وتتراجع المخاوف في شأن العدوى المالية ويعود التركيز مرة أخرى إلى الطلب الصيني المتزايد على النفط، إلى جانب الضغط على الإنتاج الروسي منذ الحرب في أوكرانيا، حيث انتعشت العقود الآجلة للنفط الخام بشكل حاد إلى ما يقرب من 80 دولاراً للبرميل
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تجارة السلع «ميركوريا غروب للطاقة» ماركو دوناند، «يمكن لـ’أوبك’ التدخل في الأسواق عندما تشعر بأن هناك فائضاً في المعروض… ومن المرجح أن نرى الأسعار تعود للارتفاع بعد تجاوز هذا».
في بداية العام وعلى نطاق واسع في صناعة البترول، تراجعت الثقة في عودة الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، إذ أثبتت الصادرات الروسية مرونتها ضد العقوبات الدولية، في ما يبدو أن العرض العالمي سيحقق فائضاً في الربع الجاري.
النفط يتأرجح فوق 87 دولاراً وتوقعات بارتفاع الطلب بنهاية الربع الأول
كما أدى هدف النمو الاقتصادي المتواضع الجديد للصين البالغ خمسة في المئة إلى إضعاف التفاؤل بين مستثمري النفط، كما أن مجموعة «غولدمان ساكس» التي ربما تكون الأكثر حماسة في «وول ستريت» في شأن التفاؤل بأسعار النفط، قد تراجعت عن توقعاتها بالعودة إلى ثلاثة أرقام هذا العام. وأدت الانعكاسات الناجمة عن انهيار «بنك وادي السيليكون» وتفكك مجموعة «كريدي سويس» إلى زيادة قتامة آفاق النفط الخام.
تكهنات الأسعار:- وقالت هيليما كروفت رئيسة استراتيجية السلع في «أر بي سي كابيتال ماركتس»: «من المرجح جداً أن تقرر قيادة التحالف أنه ليست هناك حاجة إلى ممارسة خيار الخفض الإضافي»، «لكننا قد لا نرى المجموعة باقية على ’الطيار الآلي’ حتى نهاية العام إذا بلغ النفط حالة التدهور».
وبحسب تقرير «بلومبيرغ» فلا يتوقع كبار تجار النفط مثل «ترافيغورا غروب» و»جنفور غروب» مزيداً من الانخفاض في الأسعار، بل يتوقعون ارتفاعاً في النصف الثاني من عام 2023 مع خروج الصين تماماً من تداعيات سنوات إغلاق «كوفيد». وفي حين خفف بنك «غولدمان ساكس» توقعاته الأولية لأسعار النفط، فإنه قد ضاعف من توصياته بازدهار السلع.
ولا يزال الطلب العالمي على النفط في طريقه للزيادة بمقدار مليوني برميل يومياً هذا العام إلى مستوى قياسي يبلغ 102 مليون برميل يومياً، مما يحول السوق إلى العجز هذا الصيف، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. وتأتي التوقعات القوية لاستهلاك النفط بالتوازي مع ضيق الإمدادات العالمية. وكانت روسيا أعلنت، عن خفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً هذا الشهر رداً على العقوبات، ووعدت بالإبقاء على الخفض سارياً حتى يونيو. وبينما تحدت صناعة النفط في روسيا -حتى الآن- التوقعات بحدوث انهيار من خلال تحويل مسار تدفقات النفط الخام في آسيا، لكن هناك دلائل على تباطؤ التجارة، مع تعويم شحنات الوقود قبالة سواحل أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
اجتماع «أوبك+»
عندما يجتمع تحالف «أوبك+» في أوائل يونيو (حزيران) لمراجعة مستويات الإنتاج للنصف الثاني، قد يكون لديه فرصة لفتح الصنابير. وحتى ذلك التوقيت، فمن المرجح أن يحافظ الوزراء على نهج الانتظار والترقب، وفقاً لبوب مكنالي، رئيس «رابيدان إنيرجي غروب» والمسؤول السابق في البيت الأبيض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى